سياسة دولية

بوريل يدق ناقوس الخطر حول سياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية

بوريل يدق ناقوس الخطر حول سياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية

كشف مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأن رد فعل الاتحاد الأوروبي تجاه الحرب على أوكرانيا وقطاع غزة كلف الاتحاد ثمنا باهظا بعلاقاته مع الدول العربية وأفريقيا وغيرها من مناطق النزاع.



وأكد بوريل في بيانه الذي نشر على موقع الاتحاد الأوروبي أن رد فعل أوروبا في الصراعات التي تحدث حولها أثار الشكوك حول قدرتها على العمل كلاعب جيوسياسي فعال.   

وأضاف بوريل: "لأننا كنا منقسمين في آرائنا ومواقفنا رغم اعتبارنا اتحادا ملتزما بالإجماع٬ فقد أصبح تأثيرنا المحدود على هذا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبات ذلك يؤثر بشكل مباشر على مستقبلنا، فلم نكن فعالين على الإطلاق حتى الآن".

وشدد على أن هذا الانقسام كلف الاتحاد الأوروبي ثمنا غاليا في العالم العربي، وأيضا في عدد كبير من البلدان في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا. وقد أظهر الجانب الروسي الاختلاف في الاستجابة والتعامل مع الصراع في أوكرانيا وفلسطين على نطاق واسع ونجح في ذلك.




وأكد أن أوكرانيا ليست النزاع الوحيد على حدود أوروبا، بل إن هجوم حماس على إسرائيل والرد الإسرائيلي مستمران، مما يهدد بنشر الحرب في منطقة الشرق الأوسط بأكملها. وأشار أيضًا إلى الهجوم الإيراني على إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي.

ولم يُخف بوريل مخاوفه قائلا: "في الوقت الذي أصبح فيه التدخل الأمريكي في أوروبا أقل، أصبحت تشكل الحرب الروسية على أوكرانيا تهديدا وجوديا للاتحاد الأوروبي".

وأضاف: "إذا تمكن بوتين من تدمير استقلال أوكرانيا، فلن يتوقف عند هذا الحد إذا بسط سيطرته٬ على الرغم من الدعم الواضح لأوكرانيا من قبل الأوروبيين والأمريكيين٬ فإن هذا الأمر يحذرنا من قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا".  

وتابع: "أثبتنا في أوكرانيا أننا قادرون على الرد بشكل حاسم لأننا كنا متحدين. ولكن في مواجهة عشرات الآلاف من القتلى، معظمهم من النساء والأطفال، ومليوني شخص يتضورون جوعا، لم نتمكن حتى الآن من وقف القتال في غزة، ووضع حد للكارثة الإنسانية، وتحرير الرهائن".  




وحذر بوريل من مستقبل الاتحاد الأوروبي الذي بات يفقد نفوذه على الساحة الدولية وسط تخوف من أن ينقلب بقية العالم ضد الغرب قائلا: "نحن بحاجة إلى التصرف بشكل حاسم في الأشهر المقبلة لمنع توطيد تحالف "الباقي ضد الغرب"، بما في ذلك نتيجة لصراع الشرق الأوسط. لمواجهة هذا التهديد بفعالية، نحتاج إلى أن نبقى أوفياء لمبادئنا. في كل مكان. ليس فقط بالكلمات، ولكن أيضا باستخدام أدواتنا عند انتهاك هذه المبادئ. يجب أن يرشدنا الموقف الحاسم الذي أظهرناه في أوكرانيا في أي جزء آخر من العالم".