سياسة دولية

ألمانيا تحظر على وزير يوناني سابق النشاط السياسي بسبب دعمه لفلسطين

تعتبر ألمانيا ثاني أكثر الدول الغربية دعما للاحتلال الإسرائيلي بعد الولايات المتحدة- الأناضول
كشف وزير المالية اليوناني السابق يانيس فاروفاكيس، السبت، عن حظر ألمانيا مشاركته في أي أنشطة سياسية على أراضيها بسبب تصريحاته الداعمة لفلسطين والمناهضة لحرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة.

وقال فاروفاكيس، في تدوينة عبر حسابه بمنصة "إكس" (تويتر سابقا)، إن وزارة الداخلية الألمانية حظرت عليه المشاركة في الأنشطة السياسية في ألمانيا، مضيفا أنه لن يستطيع زيارة ألمانيا لأغراض سياسية.


وأوضح الوزير اليوناني السابق أن الحظر الألماني شمل أيضا منعه من حضور الاجتماعات المنعقدة عبر الإنترنت، مشيرا إلى أن سبب ذلك يعود إلى خطابه الداعم لفلسطين.

ولفت فاروفاكيس إلى أنه كان من المقرر أن يلقي خطابه ذاك خلال مؤتمر فلسطين، في العاصمة الألمانية برلين، الجمعة الماضي، والذي اقتحمته الشرطة الألمانية واعتقلت عددا من المشاركين بشكل مؤقت.

ويشدد فاروفاكيس، في خطابه على أن الفلسطينيين يعيشون في سجن شبه مفتوح منذ ما يقرب من 80 عاما، ويملكون الحد الأدنى من الطعام والماء، وليس لديهم أي اتصال بالعالم الخارجي، ويتعرضون للقصف بشكل دوري، حسب وكالة الأناضول.


ويؤكد أنه يدين الإبادة الجماعية وجرائم الحرب بغض النظر عمن يرتكبها؛ "لأننا نعارض العنصرية في الأراضي الإسرائيلية-الفلسطينية، كما في أمريكا الجنوبية وجنوب أفريقيا. لأننا ندافع عن المساواة وحقوق الإنسان العالمية والحرية بين اليهود والفلسطينيين والبدو والمسيحيين في أراضي فلسطين التاريخية".

والجمعة، اقتحمت الشرطة الألمانية قاعة مؤتمر فلسطين الأول الذي حمل عنوان "سنحاكمكم" بهدف "تسليط الضوء على دور ألمانيا في الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة"، والذي نظمته جماعات مؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني في العاصمة برلين.

وأوقف رجال الشرطة الألمانية فعاليات المؤتمر، وقطعوا التيار الكهربائي عن القاعة أثناء بث كلمة مسجلة للباحث في شؤون النكبة سلمان أبو ستة.

وبررت السلطات الأمنية في ألمانيا اقتحام المؤتمر بحديث أبو ستة عبر البث المباشر "وهو ممنوع من الظهور السياسي في ألمانيا".

وزعمت الشرطة أن القواعد المنظمة للمؤتمر "تمجيد العنف وخطاب الكراهية أو الدعوة إلى تدمير إسرائيل من بين أمور أخرى"، مشيرة إلى أنها احتجزت 11 شخصا للتحقق من هوياتهم وأطلقت سراحهم في وقت لاحق.


وفي السياق ذاته، منعت السلطات الألمانية الطبيب الفلسطيني-البريطاني غسان أبو ستة من دخول أراضيها، للمشاركة في المؤتمر.

يشار إلى أن ألمانيا تعتبر ثاني أكثر الدول الغربية دعما للاحتلال الإسرائيلي بعد الولايات المتحدة، رغم العدوان والجرائم الوحشية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ومثلت برلين قبل أيام أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بعد رفع دعوى قضائية ضدها من قبل نيكاراغوا بتهمة "تسهيل الإبادة الجماعية" التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، عبر مواصلة إمداد "إسرائيل" بالأسلحة.