سياسة عربية

بعد قصف الاحتلال.. مليشيات إيرانية تعزز تواجدها بنقاط شرق دير الزور

وصول أكثر من 150 عنصراً من "الحشد الشعبي" العراقي عبر معبر "السكك" - إكس
منذ القصف الجوي الذي نفذه الاحتلال الإثنين الماضي على القنصلية الإيرانية في دمشق وأسفر عن مقتل قيادات من "الحرس الثوري" الإيراني، والأنباء تتوارد عن استقدام المليشيات التابعة لإيران تعزيزات عسكرية إلى ريف دير الزور الشرقي عبر العراق، في ظل تحركات عسكرية مكثفة تشهدها المنطقة القريبة من قواعد "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن.

وأفادت مصادر ميدانية لـ"عربي21"، بوصول أكثر من 150 عنصراً من "الحشد الشعبي" العراقي عبر معبر "السكك" غير الرسمي، الذي يربط مدينة البوكمال السورية ومدينة القائم العراقية.

وأكد المتحدث باسم شبكة "عين الفرات" أحمد العطرة لـ"عربي21"، أنه جرى توزيع العناصر على نقاط عسكرية تتبع لـ"الفرقة 17" في جيش النظام السوري، متوزعة على ضفاف نهر الفرات، الذي يفصل مناطق سيطرة النظام السوري عن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المدعومة من التحالف الدولي.

وأضاف أن المليشيات زودت العناصر بصواريخ متوسطة المدى، ومعدات رؤية ليلية، معتبراً أن "التحركات غير اعتيادية"، مشيراً إلى استقدام نحو 100 عنصر من مدينتي الميادين ودير الزور إلى البوكمال.

وقال العطرة إن المنطقة التي انتشرت فيها التعزيزات شهدت مؤخراً تصاعداً في حدة الاشتباكات بين النظام والمليشيات الإيرانية من جانب، و"قسد" والتحالف الدولي من جانب آخر، لافتاً إلى "الهدوء الطويل الذي كانت تشهده المنطقة قبل الاشتباكات الأخيرة التي استخدم فيها قذائف هاون وقذائف صاروخية".

وعلى حد تأكيده، عززت الميليشيات الإيرانية المواقع القريبة من مدينة دير الزور في حطلة وخشام والمواقع القريبة من حقل "كونيكو" الذي يضم قاعدة أمريكية، وجرى نقل منصات صواريخ وطائرات مسيرة محلية الصنع (بدائية).


المليشيات ترفع أعلام إيران
من جانب آخر، أشار المتحدث إلى قيام المليشيات الإيرانية برفع العلم الإيراني على المقرات العسكرية بعد القصف الجوي على السفارة الإيرانية، علماً أن المليشيات أزالت الأعلام الإيرانية منذ سنوات ورفعت أعلام النظام تجنباً للقصف الجوي من "التحالف الدولي"، في فعل يمكن وصفه بـ"التحدي" للقوات الأمريكية.

ويؤشر كل ذلك، من وجهة نظر الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي، خلال حديثه لـ"عربي21"، إلى أن المليشيات الإيرانية تحضر لتصعيد ضد القواعد الأمريكية في الجهة المقابلة من نهر الفرات.

وفي السياق ذاته، ذكرت تقارير إخبارية أن المليشيات الإيرانية خرجت دفعات جديدة من العناصر السوريين الذين جندتهم، في مدينة دير الزور، موضحة أن "عدد الذين تم تخريجهم بلغ 104 عناصر، وينحدر أغلبهم من محافظة حماة، وسيتم إرسالهم إلى ريف دير الزور".

وأكد "تلفزيون سوريا" أن "هذه الدورة هي الثانية التي خرجها "الحرس الثوري" خلال يومين، بعد تلك التي جرت في بلدة السيال بريف مدينة البوكمال، وضمت حوالي 100 عنصر".

وتعليقاً، يقول مدير مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبد الله الأسعد، إن التحركات التي تنفذها المليشيات الإيرانية بعضها يمكن وصفه بـ"الاعتيادي والروتيني"، أي عبارة عن تدريبات وتغيير لانتشار النقاط لتفادي النقص.

ويضيف في حديثه لـ"عربي21"، أن المليشيات الإيرانية تجري تدريبات مستمرة لعناصرها على الصواريخ المضادة للدروع والمسيرات، ما يعني من وجهة نظره أن "كل التحركات لا تؤشر إلى صدام قريب بين المليشيات الإيرانية والقوات الأمريكية في سوريا".

وقبل أيام، كانت الولايات المتحدة قد حذرت إيران من استهدافها رداً على هجوم دمشق، مبلغة مجلس الأمن الدولي بعدم علمها المسبق بالهجوم.

وقال روبرت وود نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة: "لن نتردد في الدفاع عن عسكريينا ونكرر تحذيراتنا السابقة لإيران ووكلائها بعدم استغلال الوضع، مرة أخرى، هجوم لم يكن لنا أي دور فيه أو معرفة متقدمة به، لاستئناف هجماتهم على العسكريين الأمريكيين".

وصعدت المليشيات الإيرانية من هجماتها ضد القواعد الأمريكية في سوريا والعراق بعد العدوان على غزة، لكن الهجمات توقفت منذ شباط/فبراير الماضي.

هل تستأنف المليشيات هجماتها ضد القواعد الأمريكية؟
وعن احتمالية استئناف المليشيات الإيرانية الهجمات ضد القواعد الأمريكية بعد الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، يقول المستشار الدولي هادي دلول المقرب من إيران، إن "التحركات التي تنفذها المجموعات العسكرية الإيرانية في سوريا، قد تكون روتينية، وقد تكون في طور الاستعداد لعمل عسكري تخطط طهران لتنفيذه".

وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى عنصر المفاجأة، وقال: "ننتظر التطورات في الأيام القادمة"، وذلك في إشارة منه إلى توعد إيران بالرد على استهداف قنصليتها في دمشق.

وفي سياق متصل، اعتبر دلول أن "الاستثمار الحقيقي للهجوم الإسرائيلي، هو في الخلاف الأمريكي الإسرائيلي، لجهة عدم موافقة واشنطن على الهجوم، ومحاولات إسرائيل توريط أمريكا"، وقال: "بالتالي سنشهد مزيداً من الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة".