سياسة دولية

موسكو تدين هجوما استهدف حلفاءها في مولدوفا.. ما قصة الانفصاليين في ترانسنيستريا؟

يحكم إقليم ترانسنيستريا انفصاليون موالون لروسيا منذ 1991- جيتي
نددت موسكو بهجوم بطائرة مسيرة على منشأة عسكرية لانفصاليين مدعومين من روسيا في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية في مولدوفا، واصفة الهجوم بالمستفز.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان: "نعتبر الواقعة استفزازا آخر يهدف إلى تفاقم الوضع المتوتر بالفعل حول ترانسنيستريا".

وأضافت: "نتوقع إجراء تحقيق شامل في جميع ملابسات ما حدث. ونحن على ثقة من أن من يقفون وراء هذا العمل المتهور سيدركون تماما عواقبه الخطيرة".


وقالت وزارة الأمن في المنطقة أمس الجمعة إن طائرة مسيرة انتحارية ضربت منشأة تابعة لوزارة الدفاع بالسلطة الانفصالية على بعد ستة كيلومترات من الحدود مع أوكرانيا.

ويعد الحادث الثاني من نوعه خلال أقل من شهر، ففي آذار/مارس الماضي قالت سلطات ترانسنيستريا الانفصالية إن غارة بطائرة مسيرة دمرت طائرة هليكوبتر في المنطقة.

وقالت مولدوفا إنها تدرس صورا من الواقعة الأحدث لكن ليس لديها إمكانية الوصول إلى منطقة تسيطر عليها السلطات الانفصالية. وأوضحت أن الواقعة قد تكون محاولة متعمدة لإثارة الذعر ولفت الانتباه إلى المنطقة.

وأثار الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022 مخاوف من أن موسكو يحتمل أن تسعى إلى الاجتياح غربا عبر جنوب أوكرانيا إلى ترانسنيستريا للربط مع حاميتها هناك. 


واختفت تلك المخاوف مع قدرة القوات الأوكرانية على صد الجيش الروسي على الجانب الشرقي من نهر دنيبرو.

وفي شباط/فبراير الماضي أصدرت سلطات إقليم ترانسنيستريا الانفصالي إعلانا رسميا تطلب فيه الحماية من روسيا في مواجهة حكومة مولدوفا بدعوى ممارستها ضغوطا على اقتصاد الإقليم.

وقالت السلطات الانفصالية في الإقليم، إن هناك "ضغوطا اجتماعية واقتصادية على ترانسنيستريا مما يتناقض مباشرة مع المبادئ والقواعد الأوروبية الخاصة بحماية حقوق الإنسان والتجارة الحرة".

وطلب الانفصاليون من موسكو "اتخاذ إجراءات لحماية ترانسنيستريا في ظل الضغط المتزايد الذي تمارسه مولدوفا".

ولا يخضع هذا الإقليم لسيطرة السلطات المولدوفية منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، ويحكمه انفصاليون يوصفون بميلهم للاتحاد مع روسيا.


ولم يحصل الإقليم المتاخم لأوكرانيا على أي اعتراف دولي باستقلاله، ويوجد فيه حوالي 1500 جندي روسي أرسلوا إلى هناك بقرار أحادي، وتقول موسكو إنهم لحفظ السلام فيه، كما يعتمد الإقليم على موارد روسية تقدم له بالمجان مثل الغاز.

ويضم الإقليم بسكانه -الذين يقاربون نحو 470 ألفا- عرقيات روسية وأوكرانية ومولدوفية بنسب مختلفة.