ملفات وتقارير

مباحثات مغربية أمريكية لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين.. ما هي رسالتها؟

ما يثبت أن هذا التعاون العسكري المغربي-الأمريكي غير موجه ضد أي دولة هو أنه يأتي في إطار تعاون مشترك مع أمريكا ومع حوالي 22 دولة إفريقية.. (إكس)
تباحث الفريق أول المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية وقائد المنطقة الجنوبية محمد بريظ، بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية، مع نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي المكلفة بالشؤون الإفريقية، جنيفر زاكريسكي، حول سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.

وأفاد بيان نشرته القوات المسلحة الملكية، حول اللقاء الذي جرى أول أمس الثلاثاء، بأن "الاجتماع شكل فرصة لمناقشة مختلف جوانب التعاون العسكري بين الجيشين، خاصة الصناعة الدفاعية، واقتناء المعدات والتجهيزات مع المواكبة التقنية واللوجستية اللازمة، والتكوين ونقل التكنولوجيا، فضلا عن توطيد التعاون الثنائي في مجال تدبير الكوارث".

وأشاد المسؤولان، بحسب البيان، "بالعلاقات بين الجيشين، والتي تتمثل في أنشطة التعاون المكثفة والمنتظمة"، موضحا أن المباحثات تمحورت حول "دور القوات المسلحة الملكية في مجال حفظ السلام، باعتبارها شريكا له مصداقية يلعب دورا رائدا للنهوض بالسلام والأمن والتعاون الجهوي".

وأشار البيان إلى أن "التعاون العسكري بين البلدين يندرج في إطار خريطة الطريق 2020- 2030 الرامية إلى إقامة شراكة استراتيجية نموذجية قادرة على مواجهة التحديات الأمنية".

ويشمل التعاون، وفق البيان، "الحوار الاستراتيجي والتكوين والتمارين وبرنامج الشراكة مع الحرس الوطني لولاية يوتا والدعم المالي بالإضافة إلى الدعم المتعلق بالمعدات".



وأكد الدكتور تاج الدين الحسيني أستاذ العلاقات الدولية في الجامعات المغربية في حديث خاص مع "عربي21"، أن التعاون العسكري المغربي-الأمريكي، يدخل في سياق الحوار الاستراتيجي القائم بين البلدين منذ عدة سنوات.

وقال الحسيني: "لا أعتقد أن هذا الحوار موجه ضد أي دولة أخرى، إذ علينا أن لا ننسى أن المغرب وقع مع الولايات المتحدة اتفاقية التعاون العسكري ومن أهم بنودها تكوين الكوادر العسكرية المغربية وتزويد المغرب بالأسلحة، ودعم مقاومة الإرهاب في أفريقيا".

وأكد الحسيني أن "ما يثبت أن هذا التعاون العسكري المغربي-الأمريكي غير موجه ضد أي دولة هو أنه يأتي في إطار تعاون مشترك مع أمريكا ومع حوالي 22 دولة إفريقية شاركت مؤخرا في مؤتمر استضافته مدينة مراكش المغربية حول الأمن السيبراني والذي جرى خلاله التوقيع على عدة اتفاقيات سيكون المغرب مرشحا من خلالها لصناعة العديد من المنتجات الدفاعية".

وأشار الحسيني إلى مناورات الأسد الإفريقي التي قال إن المغرب يعتبر فاعلا رئيسيا فيها إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الإفريقية.

وأضاف: "هذه العلاقات التاريخية والقوية بين المغرب وأمريكا لا تقتصر فقط على الجوانب الأمنية والدفاعية، وإنما تمتد إلى باقي مجالات التنمية والتعاون المشترك، ومنها التضامن في الكوارث، ومن هنا نفهم الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في إسناد المغرب لحظة وقوع زلزال الحوز العام الماضي"، على حد تعبيره.

من جهته رأى الدكتور نور الدين لشهب الأستاذ الجامعي، في حديث مع "عربي21"، أن التعاون العسكري المغربي-الأمريكي على أهميته للطرفين وللمنطقة في مواجهة التحديات الأمنية المتعاظمة، إلا أنه لا يلغي الأخذ بعين الاعتبار أدوار القوى الدولية الأخرى المتعاظمة في المنطقة الإفريقية، وعلى رأسها الدور الروسي وفي مرحلة ثانية الدور الصيني.

وقال لشهب: "أعتقد أن الرهان على الولايات المتحدة الأمريكية وحدها في إفريقيا لم يعد كافيا، في ظل التنامي الكبير للنفوذ الروسي في عدد من عواصم القارة الإفريقية، وهو ما يحتم على المغرب الأخذ بعين الاعتبار هذه التحولات والتركيز عليها بالنظر إلى أهميتها الاستراتيجية"، وفق تعبيره.

ووقعت واشنطن والرباط في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2020 اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري تمتد 10 سنوات، على هامش زيارة رسمية للمغرب، أجراها وزير الدفاع الأمريكي السابق مارك إسبر.