قضايا وآراء

طبول الحرب الإسرائيلية ضد مصر

ينشغل نظام السيسي بانتخابات معروفة نتائجها سلفا- إكس
تزداد السخونة على الحدود المصرية الإسرائيلية مؤذنة بحرب وشيكة، والمشهد يتأزم يوما بعد يوم رغم الصمت المصري الرسمي، واختراق إسرائيلي للحدود التي رسمتها معاهدة السلام يقابله تحرك دبابات مصرية في سيناء، ومطالب إسرائيلية للسماح بوجود عسكري إسرائيلي على الجانب المصري من الحدود بدعوى مواجهة المقاومين، ودعوات من وزير حكومة الحرب أفيغدور ليبرمان بإضافة لواءين على الحدود المصرية، وادعاءات للحاخام الإسرائيلي اليميني المتشدد عوزي شرباف بأن شبه جزيرة سيناء ونهر النيل أراض إسرائيلية ينبغي استعادتها..

هذا التصعيد الإسرائيلي هو نتيجة طبيعية لسكوت الجانب المصري عن الخطوات الإسرائيلية المتدرجة لدفع النازحين الفلسطينيين إلى الحدود المصرية، والتي بدأت بتهجير أهل شمال غزة إلى وسطها، ثم جنوبها، والآن تهجير أهل الجنوب أنفسهم إلى الحدود المصرية، ولا نستبعد في أي لحظة أن يقوم الطيران الإسرائيلي بتفجير الحدود ذاتها ليفتح ثغرات لمرور الفلسطينيين غربا دون الحاجة إلى معبر رفح.

التصعيد الإسرائيلي هو نتيجة طبيعية لسكوت الجانب المصري عن الخطوات الإسرائيلية المتدرجة لدفع النازحين الفلسطينيين إلى الحدود المصرية، والتي بدأت بتهجير أهل شمال غزة إلى وسطها، ثم جنوبها، والآن تهجير أهل الجنوب أنفسهم إلى الحدود المصرية، ولا نستبعد في أي لحظة أن يقوم الطيران الإسرائيلي بتفجير الحدود ذاتها ليفتح ثغرات لمرور الفلسطينيين غربا دون الحاجة إلى معبر رفح
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة نبهنا وغيرنا كثيرا إلى أن الهدف هذه المرة هو مصر، استغلالا لتردي أوضاعها الاقتصادية والسياسية. وكانت الخطة الإسرائيلية لتهجير أهل غزة إلى مصر معلنة منذ اليوم الأول للعدوان، وهي تكرار لمحاولات إسرائيلية فشلت في عهود سابقة، لكنها تشعر أن فرصتها سانحة الآن في ظل نظام السيسي الذي يدين بأفضال كثيرة للكيان الصهيوني في تثبيت حكمه، والذي يعيش أزمة اقتصادية كبيرة، نتيجة الدخول في مشاريع ضخمة ليست ذات أولوية، ألجأته لاستدانة المليارات، ثم العجز لاحقا عن سداد أقساط وفوائد هذه المليارات (160 مليار دولار دين خارجي فقط)، والاضطرار لتعويم الجنيه أكثر من مرة ضمن شروط الحصول على قرض جديد من صندوق النقد الدولي.. إلخ.

بعد أن قطعت مسيرة التهجير ثلثي طريقها تقريبا (من شمال غزة إلى وسطها وجنوبها، ثم من الجنوب إلى الحدود) أعلن النظام المصري أن التهجير إلى سيناء خط أحمر، وهو إعلان متأخر كان ينبغي أن يصدر أبكر من ذلك، كما كان ينبغي أن يكون الخط الأحمر في العمق الفلسطيني أي في خان يونس مثلا، أو حتى رفح الفلسطينية، لكن انتظار التهجير حتى يقف على الحاجز الحدودي مباشرة فهذا عبث سياسي، لأن النظام لن يستطيع منع تدفق المهاجرين الموجودين على الحدود حال قصفتهم إسرائيل بالطائرات، وفي الوقت نفسه قصفت الحاجز الحدودي أيضا وفتحت فيه ثغرات للمرور الآمن، اللهم إلا إذا استخدم النظام الطائرات أيضا لقصف الفلسطينيين وهو أمر غير مقبول.

الآن لا يقتصر الأمر على استكمال خطة التهجير، بل تصاعد التحرش الإسرائيلي بمصر إلى مستويات جديدة، فهذا وزير الحرب السابق وعضو حكومة الحرب المصغرة حاليا أفيغدور ليبرمان يطالب بتعزيز جيش الاحتلال بلوائين قتاليين، ولواء بحري للتدخل السريع على أهبة الاستعداد 24 ساعة على الحدود المصرية التي زعم أنها مكشوفة، ويطالب بالاستعداد الدائم للحرب مع مصر والأردن رغم وجود اتفاقيتي سلام معهما.. وها هي صحيفة معاريف تكشف طلبا إسرائيليا لمصر لنشر قوات إسرائيلية في معبر رفح على الأراضي المصرية منعا لهروب قادة حماس داخل سيناء، مع العلم أن ممر صلاح الدين أو فيلادلفيا يفصل الحدود بعمق مئات الأمتار فقط تستطيع الدبابات الإسرائيلية الرابضة عليه أن تصل إلى سيناء خلال 3 دقائق، بينما تحتاج الدبابات المصرية إلى عشرات أضعاف هذا الوقت للوصول إلى الحدود.. وهذا هو الحاخام المتطرف عوزي شرياف يدعو صراحة في مؤتمر حول الاستيطان في غزة إلى تحرير شبه جزيرة سيناء وأرض نهر النيل باعتبارها أرضا إسرائيلية مقدسة، وأن إسرائيل أمامها فرصة تاريخية لاستعادة أرضها التوراتية مع اقتراب مجيء المسيح!!

طبول الحرب تقرع على الحدود بينما ينهمك النظام وأذرعه في استكمال العرض المسرحي الخاص بالانتخابات الرئاسية والتي ستعلن نتيجتها الرسمية غدا الاثنين، وهي نتيجة معروفة سلفا منذ أيار/ مايو الماضي؛ موعد فتح الحديث عن هذه الانتخابات، ورغم أن بعض أذرع السلطة الإعلامية تبدي قلقا كبيرا من التطورات على الحدود، إلا أن السلطة لم تُعد للأمر عدته حتى الآن ومن ذلك تهيئة الجبهة الداخلية
عقود من التطبيع الرسمي بين مصر والكيان عقب توقيع معاهدة السلام لم تمح من الذاكرة الصهيونية العداء لمصر، ولا القناعات الدفينة في العقل الصهيوني بامتداد دولة الكيان من النيل إلى الفرات. ومن هنا جاءت كلمات الحاخام شرياف كاشفة لتلك المواقف التي تتبناها المؤسسة الدينية، كما تتبناها المؤسسة السياسية، وإن اضطرت هذه الأخيرة للتلون ضمن المواءمات السياسية المرحلية، والأمر ذاته ينطبق على الشعب المصري الذي لم يهضم يوما حكاية التطبيع رغم كل الإغراءات، ورغم كثافة الدعاية، وظل من يقبلون التطبيع منبوذين من المصريين في كل مكان، ورغم أن المؤسسة العسكرية المصرية ملتزمة باتفاقية السلام، وتم إدخال العديد من التغييرات فيها وفقا لهذه الاتفاقية بما في ذلك تغييرات على العقيدة العسكرية، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لنزع الشكوك التاريخية تجاه الكيان الصهيوني الذي كان وسيظل هو العدو حتى يتم تحرير فلسطين ويعود الحق إلى أصحابه.

طبول الحرب تقرع على الحدود بينما ينهمك النظام وأذرعه في استكمال العرض المسرحي الخاص بالانتخابات الرئاسية والتي ستعلن نتيجتها الرسمية غدا الاثنين، وهي نتيجة معروفة سلفا منذ أيار/ مايو الماضي؛ موعد فتح الحديث عن هذه الانتخابات، ورغم أن بعض أذرع السلطة الإعلامية تبدي قلقا كبيرا من التطورات على الحدود، إلا أن السلطة لم تُعد للأمر عدته حتى الآن ومن ذلك تهيئة الجبهة الداخلية، ورفع المظالم عن أبناء الشعب المصري، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، وفتح الباب لعودة آمنة وكريمة للمهجرين المصريين حتى يتحد الجميع خلف جيشه، وليكونوا جميعا جنودا مدافعين عن الوطن في حال وقوع الحرب.. اللهم سلم مصر شعبا ووطنا.

twitter.com/kotbelaraby