سياسة عربية

فعاليات أردنية متواصلة للضغط من أجل إلغاء الاتفاقيات مع الاحتلال

تظاهرة لأردنيين قبالة سفارة الاحتلال في عمان- جيتي
شارك الآلاف في الأردن بمظاهرات واحتجاجات تنديدا بالعدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، وتجمعوا في العديد من الساحات وسط مدينة عمان أمام الجامع الحسيني، وفي منطقة الرابية قرب السفارة الإسرائيلية.

وتوجه آلاف الأردنيين نحو الحدود مع فلسطين المحتلة، وتجمعوا على طريق ناعور في عمان المؤدية للأغوار؛ نتيجة لإغلاق جميع الطرق المؤدية للمناطق الحدودية من قبل القوات الأمنية.

وجاءت هذه الفعاليات والتظاهرات تلبية لدعوة المقاومة، التي طلبت من الشعوب العربية والإسلامية النفير العام؛ نصرة لقطاع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 13 يوما.

كما ردد المتظاهرون هتافات داعمة للمقاومة الفلسطينية في غزة وأهالي القطاع، الذين يتعرضون لآلة الإبادة الإسرائيلية.


ولم تكن فعاليات وتظاهرات الجمعة هي الأولى، حيث بدأت هذه الفعاليات منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 تشرين أول/أكتوبر.

وكان من ضمنها وقفات أمام السفارة الأمريكية كذلك أمام السفارة الإسرائيلية، التي حاول المحتجون اقتحامها؛ تنديدا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة وسكانه.

فعاليات متواصلة وتبرعات


من جهته، أكد نائب رئيس جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية، راكان محمود، أن "الفعاليات التضامنية مع قطاع غزة وسكانه سوف تستمر في الأيام القادمة"، مشيرا إلى أنه "لا يوجد أجندة واضحة وثابتة لنشاطات الجمعية الأسبوع القادم".

وتابع محمود خلال حديثه لـ"عربي21": "ولكن بشكل عام، نحن نقوم منذ بدء العدوان بوقفة مساء كل يوم بالقرب من السفارة الصهيونية في عمان، وبالتأكيد سيكون لدينا نشاطات وفعاليات الجمعة القادمة، وبالطبع نشاطاتنا ستكون بالتنسيق مع جهات أخرى، منها أحزاب ومنظمات مجتمع مدني".

وحول الحصول على موافقات أمنية للتوجه للتجمهر والتظاهر عند الحدود مع فلسطين المحتلة، قال: "لم تجر العادة أن نأخذ موافقات أمنية، وبشكل عام الجو العام والمناخ السياسي لا يستدعي أخذ موافقات أمنية أو ترتيبات لوجستية للموضوع، خاصة أن هناك بُعدا عفويا في هذه المسيرات والتظاهرات".

وأوضح أن "الجمعية شأنها شأن كل الهيئات الثقافية والأحزاب، تقوم بالتنسيق ليومين قادمين في هذا الموضوع، فهناك مثلا يوم الأحد وقفة، كذلك سيكون هناك إضراب عام الساعة 12 ظهرا من ذات اليوم، تمت الدعوة له من جميع الجهات المدنية".

وحول ما إذا كانت الفعاليات الشعبية والرسمية الأردنية قد ارتقت لمستوى الحدث قال: "بالتأكيد مستوى الحدث أكبر من أي فعالية نقوم بها، والضغط الشعبي وضغط منظمات المجتمع من المفترض أن يكون له نتائج على أرض الواقع، فكل ما نفعله الآن هو تعبير عن رفضنا لما يحدث من عدوان على قطاع غزة، كذلك دعم للمقاومة".

وأضاف: "لكن نتمنى أن يكون الضغط الشعبي كافيا لدرجة تصل لمرحلة تدفع الحكومة الأردنية لإنهاء اتفاقياتها مع الكيان الصهيوني، التي تشمل اتفاقية وادي عربة، وكذلك اتفاقيات الغاز والكهرباء".

وأردف: "وبالتأكيد نحن نضغط حتى نصل لهذه النتائج، ولذلك سنسعى لرفع منسوب فعالياتنا ونشاطاتنا؛ لأن هذا الكيان لا يحترم أي مواثيق أو عهود أو أي اتفاقيات، وأصلا هذه الاتفاقيات لم نستفد منها بشيء، فمثلا اتفاقية وادي عربة عمرها الآن تقريبا 29 عاما، ماذا استفاد الأردن منها، وما انعكاساتها على الشعب الأردني؟".

وأكد أنه "على الرغم من أن الحكومات كانت تحاول تزيين عملية التسوية مع العدو ونتائجها، وأنها ستدر علينا السمن والعسل، وأن الظروف الاقتصادية ستتحسنن أكثر، إلا أنه بعد هذه السنوات لم نر إلا مزيدا من الفقر والبطالة، ونحن في انحدار شديد اقتصاديا واجتماعيا، كذلك أصبحت ظروف المواطن صعبة جدا، ولذلك إلغاء هذه الاتفاقيات سيكون لمصلحة الشعب الأردني، قبل أن يكون لمصلحة فلسطين وشعبها وقضيتها".


وتابع: "ولكن للأسف، هذه المسارات مرتبطة بعضها ببعض، حيث لا تقل اتفاقية وادي عربة سوءا عن اتفاقية أوسلو، حيث خسرنا بسبب الأخيرة الكثير، فقد كان تقريبا 75 في المائة من العالم يقف إلى جانب الحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية، لكن الآن نرى أننا فقدنا كل حلفائنا وداعمينا والمتعاطفين معنا".

وأوضح أن "من نتائج أوسلو السيئة، أن الجميع أصبحوا يتعاطفون معنا إنسانيا فقط، بالمقابل كان التعاطف سابقا لهدف سياسي، ولذلك هذه الاتفاقيات من كامب ديفيد إلى أوسلو إلى اتفاقية وادي عربة أضعفت الحجة الفلسطينية والعربية أمام الأخر، خاصة أن الرأي العام العالمي يسيطر عليه الغرب تماما".

وأضاف: "لذلك، الكثير من الغربيين للأسف يعتبرون أن الشعب الفلسطيني هو المعتدي، ما أدى إلى استبدال كلمة المقاومة بالإرهاب وفق وجهة نظرهم الآن، ولكن ما حدث مع غزة أعاد إلى حد ما الاعتبار للمقاومة، خاصة أنه حتى الربيع العربي كان من نتائجه أنه حول المقاومة في نظر الغربي لأمر همجي ووحشي، وأصبحت المنطقة موسومة بالإرهاب، وهذا أدى لتغيير الموقف العالمي تجاه القضية الفلسطينية".

وحول ماذا ستقدم الجمعية كدعم مادي لقطاع غزة وقاطنيه، قال: "بدأت الجمعية وكثير من مؤسسات المجتمع المدني منذ أسبوع، بجمع التبرعات العينية كالأدوية والمواد الغذائية، وغيرها من ما قد يحتاجه أهل القطاع، وسيتم إرسالها عبر الجمعية الخيرية الهاشمية".

يّذكر أن الاحتلال الإسرائيلي شن عدوانا عسكريا على قطاع غزة؛ عقب تنفيذ حركة حماس عملية ضد مستوطنات وقواعد عسكرية حول غزة، أطلقت عليها "طوفان الأقصى"، ونتج عن هذا العدوان ارتقاء أكثر من 4 آلاف شهيد، بينهم 1524 طفلا، وإصابة نحو 12500 آخرين بجروح مختلفة، جلهم من النساء والأطفال، وفقا لأحدث أرقام وزارة الصحة.

كذلك دمر القصف المتواصل المئات من المباني المدنية من منازل ومؤسسات، ومسح أحياء بأكملها، وأدى أيضا لتهجير الآلاف من سكان القطاع ونزوحهم من شماله إلى جنوبه؛ هربا من القصف المتعمد للمدنيين.

وأكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، أن "عملية طوفان الأقصى جاءت ردا على الاعتداءات الإسرائيلية ضد القدس والمسجد الأقصى والفلسطينيين في الضفة الغربية.