صحافة دولية

هل يمهد استبعاد السيناتور مينينديز الطريق أمام تركيا لإتمام صفقة "أف16"؟

تسعى تركيا للحصول على مقاتلات أف16 من الولايات المتحدة- جيتي
نشر موقع مجلة "بوليتكو" تقريرا ، تساءلت فيه عن تأثير غياب السيناتور بوب مينينديز، بعد توجيه اتهامات له بالفساد، على إتمام صفقة  طائرات "أف16" لتركيا.

وذكرت المجلة في تقريرها، أن مينينديز يقف حائلا أمام الصفقة، مشيرة إلى أنه لا يمكن لإدارة بايدن الحصول على موافقة بدون شراء الدعم من الجمهوريين والديمقراطيين في لجان الشؤون الخارجية بالمجلسين، وهناك معارضة قائمة من الطرفين في الكابيتال هيل للصفقة.

وقال النائب الجمهوري عن تكساس مايك ماكول: "أقرأ أوراق الشاي، فهو واحد من الأربعة الذين يرفضون الصفقة. وأعتقد أن هناك احتمالا لتمريرها، ولكن يجب تسوية ملف السويد وعضويتها في الناتو".

وترغب تركيا بشراء 40 مقاتلة من شركة لوكهيد مارتن، وقال البيت الأبيض؛ إن خطط نقلها لعضو الناتو ستمضي، وذلك في تموز/ يوليو، وبعد تعهد أنقرة بأنها ستصادق على عضوية السويد بحلف الناتو، مع أن الإدارة أكدت أن الموضوعين ليسا مرتبطين.

لكن حراس الكونغرس يشترطون أيضا إصلاح تركيا علاقاتها مع اليونان بعد سلسلة من التوترات. وبعد لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتستوتاكيس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي، قال ماكول؛ إن الموافقة على المقاتلات ستسير و "لا أرى أي عرقلة للعملية".

ويواجه مينينديز اتهامات فدرالية بتلقي الأموال والذهب في تبادل غير قانوني لمساعدة الحكومة المصرية ورجل أعمال من نيوجيرسي على علاقة معه، وأجبر على تعليق رئاسته للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ طالما ظل متهما.

وقال أردوغان يوم الثلاثاء؛ إن خروج مينينديز يعني أن "هناك فرصة لتسريع العملية المتعلقة بأف-16"، عبر مزيد من المحادثات بين وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين ونظيره التركي هاكان فيدان.

وقال أردوغان للصحفيين في طريق عودته من أذربيجان: "واحدة من أهم مشاكلنا المتعلقة بأف-16، هي نشاطات السناتور الأمريكي بوب مينينديز ضد بلدنا"، ولكنه أضاف: "خروج مينينديز يعطينا ميزة، لكن موضوع أف-16 لا يعتمد فقط عليه".


وعارض ماكول ومينينديز وعضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الديمقراطي عن إيداهو جيم ريستش، وعضو لجنة الشؤون الخارجية بالنواب، الديمقراطي عن نيوجيرسي، غريغوري ميك الصفقة لتركيا، ولكن لأسباب متداخلة.

وكان مينينديز الأعلى صوتا في مطالبه، بتخفيف تركيا حدة التوتر مع جيرانها. ولم يكن ميكس، حتى هذا الأسبوع مستعدا للتنازل. فهو يتوقع أولا من تصويت البرلمان التركي على عضوية السويد في الناتو، وتخفيف التوتر مع جيرانها والعمل على مكافحة النشاطات الروسية غير المشروعة.

وقال ميكس: "لدي نفس القضايا التي لدى مينينديز، وكلها مهمة لي، وأريد التأكد من وجود حليف حقيقي في الناتو، بحيث نعمل معا ونتحاور، ولهذا قمت بالتحاور والتحادث".

وقال ريستش يوم الأربعاء؛ إن شيئا لم يتغير بشأن معارضته لصفقة أف-16، ورفض التعليق على وضع مينينديز أو تعليقات محددة لأردوغان، ولكنه قال إنه محبط للغاية من الزعيم التركي.

وقال ريستش: "كان يمكن لأردوغان حل الموضوع منذ وقت طويل، وأخبرتهم مباشرة بأنه حتى دخول فنلندا والسويد بالناتو، فلن يتحرك موضوع أف-16، وهو يعرف هذا". لكنه، عبر عن راحته من التقارب التركي- اليوناني، وقال؛ إنه "راض عن تعاون الطرفين بحسن نية من أجل تخفيف درجة الحرارة"، وأثنى على "التقدم الملموس".

ورفض السناتور الديمقراطي عن ميريلاند الذي تولى لجنة الشؤون الخارجية بدلا عن مينينديز الحديث عن كيفية تعامله مع الموضوع.

وحاول المشرعون خارج القيادة في اللجنتين اتخاذ مواقف متشددة للضغط على الإدارة، وهم ليسوا مؤثرين كقادة اللجان، ولكنهم دفعوا باتجاه تشريعات تقيد يد الإدارة.

وقال كريس فان هولين، النائب الديمقراطي عن ميريلاند: "عندما يتعلق الأمر بحصول تركيا على مقاتلات أف-16، فلم يتغير أي شيء، ولن يوافق الكونغرس الأمريكي على أي صفقة بدون تنفيذ شروط محددة، والتأكد من عدم حصول تركيا على أف-16 حتى تدخل السويد في الناتو، وتحترم الأجواء اليونانية، وتوقف عدوانها ضد حلفائنا الأكراد في سوريا".

وهناك معارضة قوية للصفقة في مجلس النواب الذي رمى نوابه تشريعا لعرقلة إدارة بايدن وقاده الديمقراطيون. وتعهد النائب الديمقراطي عن نيوهامبشاير كريس باباس بمواصلة الجهود لمنع الصفقة.

وقال؛ إنه بعيدا عمن سيترأس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، فالحقيقة هي أن النواب ومجلس الشيوخ عبرا عن معارضتهم بوضوح، مضيفا أنه سيواصل العمل مع زملائه لمنع هذه المبيعات، طالما ظلت تركيا تنتهك المجال الجوي اليوناني وتقوض الناتو وتؤخر دخول السويد.