سياسة عربية

شهر على انقلاب النيجر.. محاصرة شعبية لقاعدة فرنسية ولا بوادر للحل

تطالب الإدارة العسكرية في النيجر باريس بعدم التدخل في سياساتها الداخلية- جيتي
بعد مرور شهر على الانقلاب العسكري في النيجر، لا تزال بوادر حل الأزمة بعيدة، إذ يصر الرئيس السابق محمد بازوم مدعوما بمجموعة "إيكواس" على استعادة الشرعية، فيما يرفض المجلس العسكري ذلك، ويطرح فكرة حكومة انتقالية قبل عقد انتخابات لاحقا.

وفي الذكرى الشهرية الأولى للانقلاب، يواصل مؤيدو المجلس العسكري محاصرة قاعدة عسكرية في العاصمة نيامي، تتواجد فيها القوات الفرنسية.

وتزايدت التحشيدات الشعبية حول القاعدة "نيامي 101" بعد تسريبات غير مؤكدة تفيد بأن السفير الفرنسي في النيجر سليفان إيتي يتواجد داخل القاعدة.

ولوح المتظاهرون بأعلام روسيا وكوريا الشمالية والصين وكذلك أعلام النيجر، رافعين لافتات كتب عليها "تسقط فرنسا" و"لا نريد جنودا فرنسيين".

ووفقا لاتفاقية وقعت عام 2013، فإن القوات الأمريكية والفرنسية تستخدم قاعدة "101" التابعة للقوات الجوية النيجرية في نيامي، كمركز لأنشطة الطائرات بدون طيار.

وفي 25 أغسطس/ آب الجاري أمهلت وزارة خارجية النيجر، إيتي، 48 ساعة لمغادرة البلاد، إلا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال الإثنين إن السفير سيظل هناك رغم ضغوط تدفع لمغادرته من قادة الانقلاب.

وجدد ماكرون التأكيد على دعم فرنسا لرئيس النيجر المطاح به محمد بازوم، الذي وصف ماكرون قراره عدم الاستقالة بأنه "شجاع".

وأضاف "أعتقد أن سياستنا هي السياسة الصحيحة. إنها مبنية على شجاعة الرئيس بازوم، وعلى التزامات سفيرنا الذي سيبقى هناك رغم كل الضغوط، ورغم كل التصريحات الصادرة عن سلطات غير شرعية".

وأعلن المجلس العسكري في النيجر يوم الجمعة أنه أمر السفير الفرنسي سيلفان إيتى بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة.

ونفذ عناصر من الحرس الرئاسي انقلابا على بازوم المحتجز في مقره الرئاسي منذ نهاية تموز/ يوليو الماضي، وأعلنوا تعليق العمل بالدستور وتشكيل "مجلس وطني لإنقاذ الوطن"، ثم حكومة تضم مدنيين وعسكريين.

وتطالب الإدارة العسكرية في النيجر باريس بعدم التدخل في سياساتها الداخلية، وتتهم حكومة بازوم بأنها تابعة سياسيا للإرادة الفرنسية.


تحذير لـ"إيكواس"
في سياق متصل، حذر تحالف يضم ست منظمات مجتمع مدني من مختلف أنحاء غرب أفريقيا، المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) من خطورة إقدامها على التدخل العسكري في النيجر.

وقال التحالف في بيان له، إن "مثل هذا النهج لن يؤدي إلا إلى تفاقم معاناة الناس".

وفي بيان مشترك، قال الدكتور ذكر الله معلم إبراهيم، منظم التحالف: “إن التحالف يرفض محاولات صناع القرار دفع دول المنطقة الإقليمية نحو صراع مسلح، الأمر الذي سيؤدي بكل المقاصد والأغراض إلى مضاعفة البؤس والعنف”.

وأضاف إبراهيم: "لذلك فإن التهديد بالحرب والتعبئة الفعلية للخيارات العسكرية في سياق الأزمة السياسية، ليس في مصلحة شعب النيجر ونيجيريا وبقية دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا".

ويضم التحالف: مركز الموارد لحقوق الإنسان والتربية المدنية "CHRICED"، ومركز الدعوة التشريعية للمجتمع المدني "CISLAC"، وأجندة التنمية البشرية والبيئية "HEDA"، ومركز الديمقراطية والتنمية "CDD".

كما أنه يضم المركز الأفريقي لدعم القيادة في الحقوق الإنسانية والابتكار الاجتماعي "CALDHIS"، وشبكة المنظمات النيجيرية للدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان "RONIDDEDH".