سياسة عربية

عملية عسكرية لحفتر قرب تشاد.. وخبير يشكك في قدرته على ضبط الحدود

تسيطر قوات حفتر على جنوب البلاد وصولا إلى منطقة الحدود مع تشاد والنيجر والسودان- صفحة تابعة لحفتر
أطلقت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر عملية عسكرية قرب الحدود مع تشاد، الجمعة، وذلك بهدف "تأمينها"، ومنع توغل المعارضة التشادية، داخل الأراضي، بينما شكك خبير عسكري في قدرة تلك القوات على تأمين تلك المنطقة، بالنظر إلى المساحة الشاسعة لتلك الحدود، إضافة إلى النقص الكبير في الإمكانيات والاستعدادات.

وقال المتحدث باسم قوات حفتر التي تطلق على نفسها "القيادة العامة للجيش الليبي"، إن القوات الجوية الليبية وجهت ضربات قوية للمجموعات المسلحة الأجنبية على الحدود الليبية التشادية مع قيامها باستطلاع جوي دائم عبر مظلة جوية فوق منطقة العمليات العسكرية.

وأعلنت قوات حفتر الجمعة إطلاق عملية عسكرية "واسعة ودقيقة ومحددة الأهداف" في النطاق الحدودي الجنوبي لتأمين حدود البلاد.

وقالت في بيان إن القوات المسلحة "لن تسمح أن تكون بلادنا منطلقا لأي جماعات أو تشكيلات مسلحة تشكل تهديدا لجيراننا، أو قاعدة انطلاق لأي أعمال غير قانونية".



وتسيطر قوات حفتر على جنوب البلاد، وصولا إلى منطقة الحدود مع تشاد والنيجر والسودان، دون أن يكون للحكومة المركزية في طرابلس أي تواجد هناك بفعل الانقسام في المؤسسة العسكرية.

تقاطع المصالح
ولا تستطيع قوات حفتر تأمين الحدود الجنوبية في ظل ضعف الإمكانيات، وطول الحدود التي تقترب من ألف وثمانمائة كيلو متر مع كل من تشاد والنيجر والسودان، من وجهة نظر الخبير العسكري الليبي، عادل عبد الكافي، الذي قال في حديث خاص لـ"عربي21"، إن ما يقوم به خليفة حفتر هو في محاولة لإخراج بعض أسر المقاتلين التشاديين المتواجدين في ليبيا فقط، مشيرا إلى أن الحديث عن إخراج المعارضة التشادية وشن عملية ضدها هو للاستهلاك الإعلامي، على اعتبار أن هؤلاء حلفاء حفتر، وتلقوا أسلحة ودعما وذخائر وقاتلوا سابقا في صفوف قواته، بل يجري استخدامهم للإطاحة بالأنظمة داخل بلدانهم، ولذلك ليس من مصلحة حفتر قتال هؤلاء أو طردهم خارج الحدود الليبية.

ولفت الخبير الذي شغل منصب مستشار القائد العام للجيش الليبي سابقا إلى أن حفتر فتح الجنوب الليبي أمام المرتزقة، فمنه طارت الطائرات الروسية لدعم قوات الدعم السريع في السودان، ومنه أيضا انطلقت المعارضة التشادية وشنت هجوما في تشاد للإطاحة بنظام الرئيس إدريس ديبي، لكنها فشلت في ذلك، وعموما الجنوب قاعدة مهمة تستخدمه روسيا بتسهيل من حفتر، للتدخل في أفريقيا والإطاحة بأنظمة موالية للغرب، لصالح إقامة أخرى موالية لها.

واستطرد: "تشاد حاليا ضمن بنك الأهداف الروسية للإطاحة بنظام الحكم، وهناك مساع لإقامة نظام آخر موال لروسيا، ضمن خطة لربط ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى والنيجر ومالي وبوركينا فاسو، تهدف إلى فصل شمال أفريقيا بالكامل عن جنوب أفريقيا على أن تخضع في نهاية المطاف لسيطرة ذراعها العسكرية، مرتزقة الفاغنر".

تخويف أتباع القذافي
ومتحدثا عن بُعد آخر لعملية حفتر العسكرية، قال عبد الكافي، إن أحد أهداف هذا التحرك يكمن في إرهاب أتباع سيف القذافي، إذ يحظى الأخير بثقل وتأييد كبير في الجنوب الليبي.

وذكر الخبير العسكري أن تقارير مفصلة لدى مجلس الأمن والأمم المتحدة تؤكد أن المرتزقة التشاديين والسودانيين هم حلفاء ومقاتلون في صفوف خليفة حفتر، ولديهم تمركزات موجودة في المنطقة الجنوبية والوسطى، ولم تتغير مواقعهم حتى الآن.

ورأى عبد الكافي أن زيارة نائب وزير الدفاع الروسي قبل أيام إلى بنغازي ولقائه حفتر، ستدفع الأخير إلى تعميق علاقته بموسكو، لأنه يرى أنها اللاعب الأكبر في منطقة شمال وجنوب أفريقيا، ولا زال يراهن على أنها ستدعم تمرده في ليبيا، وستمكنه من الحكم في ليبيا.