سياسة عربية

بنكيران: فرض العامية والتدريس بها محاولة لتقسيم الأمة وتفكيك أوصالها

بنكيران: المغرب يقوم على خمسة أسس، على رأسها الإسلام والعربية، إضافة إلى الملكية والوحدة الترابية والديمقراطية..
أكد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، أن الدين الإسلامي واللغة العربية هما من أسباب أننا أمة واحدة، محذّرا من أن النزوع نحو اللهجات والعامية والتدريس بها هو بغرض تقسيم الأمة وتفكيك أوصالها ومنع وحدتها.

وقال بنكيران في كلمة افتتاحية للملتقى الجهوي للهيئات المجالية والمنتخبين بجهة بني ملال خنيفرة أمس الأحد: "اليوم نقول إن فلسطين قضية وطنية، لأننا نرتبط بها دينيا ولغويا، ولذلك يريد الأعداء وخصوم الأمة القضاء على العربية، لما تمثله من قوة جمع بين أبناء الأمة حول قضاياها، ولأن العامية ستجعل كل دولة عربية تنكفئ على نفسها، لا تتواصل ولا تتوحد".

ونبه بنكيران إلى أن المغرب يقوم على خمسة أسس، على رأسها الإسلام والعربية، إضافة إلى الملكية والوحدة الترابية والديمقراطية، مشددا على أن الدفاع عن هذه الأسس والحفاظ عليها هو من أوجب الواجبات على كل مواطن.

على صعيد آخر انتقد بنكيران، بشدة تصريحات وزير العدل عبد اللطيف وهبي حول العلاقات الرضائية بين الجنسين، معتبرا حذف الصفة الإجرامية عن العلاقات الرضائية دعوة صريحة إلى "الفساد".

وقال: "أمثال من يدعون لهذا يريدون إغراق السفينة، يريدون أن تكون العلاقات الجنسية علنية، وأن لا تتدخل الدولة"، متسائلا، "إن تم إقرار هذا إلى أن أين سنصل؟ وما هي نتيجته؟".

ليرد مؤكدا، النتيجة هي ارتفاع نسب الطلاق، وبالتالي تشريد الأسرة والأولاد، في ظل دعوات أخرى من الخارج لإباحة الخيانة الزوجية، مشيرا في هذا الصدد إلى ما يخلفه هذا الأمر من نتائج كارثية بفرنسا، خاصة على مستوى أعداد النساء اللواتي يتعرضن للقتل والعنف بسبب الخيانة.

من جانب آخر، توقف بنكيران عند ما يهدد الأسرة بخصوص دعوات المساواة في الإرث، مشددا على أن الحكم بخصوص الإرث جاء من الله سبحانه وتعالى، الذي أنزل الحكم وقسم الإرث، ولذلك من يقولون دعوا القرآن للقراءة عند الموت وصلاة التراويح وأنه ليس صالحا للحياة، وأنه ليس فيه عدل، هو خروج عن الملة.

وعن الأثر الاجتماعي لهذه الدعوات، نبه بنكيران إلى أن عموم النساء، في البادية وفي غيرها، لا تعرفن بعد الله إلا أسرتها وعائلتها، ولذلك هذه الدعوات متعارضة مع مصلحتها، فضلا عما تخلفه من إدخال الأسر في مجال الحسابات المالية بين الأزواج، مما يؤدي بدوره إلى الخلاف والنزاع، وبالتالي تفكك الأسرة وتشتتها، وتبعا لذلك تخريب المجتمع.

ودعا بنكيران عموم المواطنين إلى الوعي بخلفية وانعكاسات هذه الدعوات، وأن يقوموا بالواجب قبل فوات الأوان، مشيرا إلى أن جلالة الملك وإن حسم الأمور بقوله إنه لن يحل حراما ولن يحرم حلالا، إلا أن هذا يستدعي من المواطنين مساندته، حفاظا على المغرب، أسرة ومجتمعا ودولة.

وأكد بنكيران، على أن المواطن المغربي يجب أن يكون واعيا بكل ما يقع في البلاد، وأن يبقى يقظا، للدفاع عن الدولة والمجتمع خلف الملك.

وقال: إن نظام الملكية يجب علينا جميعا بذل الجهد للحفاظ عليه، مؤكدا أن الملك فوق رؤوسنا في حدود الشريعة والقيم الإسلامية.

وأضاف: "حين ترون أي شيء غير سليم يجب أن تتحدثوا، وأن تدركوا أنها لا إرادة فوق إرادة الشعوب إلا إرادة الله".

وتابع: "على المواطنين الانتباه في مسار المطالبة بالحقوق حتى لا يقعوا في الفخ الذي وقع فيه آخرون في دول قريبة".

واعتبر بنكيران أن "الوطن مثل السفينة، فيها أناس وقيادة على رأسها الملك، الذي يتمتع بثقتنا ومحبتنا".

وقال: "الحزب لا يقول هذا مجاملة، بل نقوله لأننا عرفناه وعاشرناه، وكذلك فعل آباؤنا وأجدادنا مع من سبقوا جلالته، منذ المولى إدريس إلى الآن... وتاريخ المغرب شاهد أننا لم نخضع للعباسيين ولا العثمانيين ولا لغيرهم، بل نحن أمة ووطن حافظ عليه آباؤنا 12 قرنا، واليوم المسؤولية في أعناقنا للحفاظ عليه".

وشدد بنكيران، على أنه لا ضامن لحفاظ المغاربة على الوطن بعد الله سبحانه وتعالى، إلا المرجعية التي تجمعهم، وتمسكهم بملكهم وحبهم له، وفق تعبيره.

وتشهد الساحة السياسية المغربية منذ عدة سنوات جدالا حول الجدوى من إدخال العامية إلى برامج التعليم الأساسي تحت شعار تقريب المواد العلمية من التلميذ، هذا بالإضافة إلى الجدل الدائر هذه الأيام حول إصلاح مدونة الأسرة، وتحديدا حول مواضيع مثل تقسيم الإرث، وزواج القاصرات، وتقسيم الأموال المكتسبة بين ‏الزوجين خلال فترة العلاقة الزوجية، والطرد من بيت الزوجية، والولاية الشرعية والحضانة. ‏