كتب

الحلقة المغيّبة في فكر التّحرّر التّونسيّ والعربيّ.. قراءة في كتاب

سليمان الحرايري شخصية مثقفة من النخبة التونسية الجديدة التي ظهرت في العصر الحديث..
"لم يعمّر سليمان الحرايريّ طويلا، لكنّه ترك تراثا غزيرا مزدوجا باسطا جناحيه على التّقليد العربيّ الإسلاميّ من ناحية والحداثة الغربيّة من ناحية أخرى، وشملت اهتماماته وكتاباته كلّ المجالات والمعارف".

رجاء بن سلامة

***

"سليمان الحرايري (1824ـ 1877) المثقف التونسي المتحرّر" لمحمد المهدي عبد الجوّاد وبيار آجيرون، كتاب في جزأين صدر مؤخرا الجزء الأول منه، في طبعة أولى، عن دار الكتب الوطنية بتونس بتصدير للأستاذة رجاء بن سلامة ومراجعة للأستاذ زهير بن يوسف.

يحتوي الكتاب وفقا لما جاء في توطئته على قسمين أولهما، وهو محتوى هذا الجزء الذي يقع في حوالي مائتين وثلاثين صفحة من القطع المتوسط، موزّعة على أربعة أبواب توزّعتها هي الأخرى فصول ومباحث جاءت على قدر معقول من التوازن والترابط " خصّص لما جدّ من معلومات خاصة بالسيرة الذاتية لسليمان الحرايري وما نشر حولها"،  سيرة ذاتيّة للحرايري ضافية، ضمّنا فيها ما اعتبراه "رؤية معمّقة ومُحيّنة لحياته وعرضًا لجميع أعماله المطبوعة، مع تسليط الأضواء على مختلف جوانب شخصيته باعتباره أحد روّاد الصحافة العربية".

واختصّ ثانيهما، ويقع في حوالي أربعمائة وثلاثين صفحة، "بتقديم أعمال سليمان الحرايري غير المنشورة ووصفها وتحقيقها"، مشفوعة بفهرس مفصّل ودقيق لجميع كتبه ومخطوطاته ووثائقه المحفوظة بالمكتبة الجامعية للغات والحضارات بباريس (BULAC)، وهي كتابات ظلّت منسيّة طيلة قرن ونصف من الزمان سمّياها "بالكنز المنسي".

1 ـ سليمان الحرايري الكنز المنسيّ

سليمان الحرايري شخصية مثقفة من النخبة التونسية الجديدة التي ظهرت في العصر الحديث، وهي وإن كان حضورها في المشهد الإصلاحي العربي لاحقا على حضور رفاعة رافع الطهطاوي (1801 ـ 1873)، بمقتضى فارق الأجيال، فإنّها لا تقلّ عنه أهمية، ليس فقط في مستوى المُنجز الإبداعي: ترجمة وتأليفا، وإنّما أيضا وأساسا في مستوى الرّوافد الفكرية والآفاق الذهنية، إن لم يتفوّق عليه فيها نوعيّا وخاصة على مستوى الحقول المعرفية والكتابة داخل أجناس إبداعية متعددة ومختلفة وفي مقدمتها "العلوم والمعارف النافعة" من فيزياء وكيمياء ورياضيات: حسابا وجبرا، وطبّ وعلوم صيدلة وكوسموغرافيا وهندسة عملية وعلم فلك، "ممّا هو مشاهد بالعيان لا ينكره إنسان" زيادة على اللغة والآداب والسياسة.

2 ـ الحرايري.. الرهانات والعوائق

قد كان بالإمكان أن يكون للحرايري من الأثر في فكر النهضة العربية ما كان لجيل الروّاد فيه لولا بعض العوائق الذاتيّة والموضوعيّة التي حالت دونه والوصول إلى هذا المستوى، وهي عوائق يمكن إرجاعها في عمومها إلى اختلاف السياقات الثقافية والسياسية والتاريخية بين مصر وتونس من ناحية وتحديدا إبّان فترة حكم الخديوي مَحمّد علي (1805 ـ 1848)، مؤسس مصر الحديثة، في مصر، وما عُرف اصطلاحا في تونس بفترة الإصلاحات الأولى التي ارتبطت أساسا بشخص المشير الأول أحمد باشا باي (1837 ـ 1855) وطموحه، وقد كان دور نظرائه من النخب العالمة فيها محدودا، ولولا الاختلاف في الخيارات التي راهن عليها كلّ منهما في خوض معركته من أجل التحديث بين الداخل أي العالم العربي والنخب المحلية بالنسبة إلى الأوّل، وبين أوروبا والدوائر الاستشراقية والعلمية المتقدمة في فرنسا بالنسبة إلى الثاني، الأمر الذي حدا ببعض الدارسين المعاصرين على غرار أ. الطيب العنّابي   (1915-1984) إلى الاعتراف لسليمان الحرايري بأنه "كان في وقته، قائد حركة ثقافية مفكّرة بتونس، ولكن أخطأه التوفيق في الطريق، فولّى وجهه شطر أوروبا".

3 ـ سليمان الحرايري وجدل التمثلات

لقد كان بإمكان الحرايري أن يكون له من الأثر في فكر النهضة العربية ما كان لجيل الروّاد فيه لولا أيضا تمثلاته هو نفسه للحضارة الأقوى ولم يكن التمييز المنهجي لديه فيها، كما هو الشأن لدى سائر النخب الإصلاحية التونسية، بيّنا، بين أوروبا المتحضّرة وأوروبا الاستعمارية، حيث أنّه وإن شارك هذه النخب الانبهار بالأولى وشاطرها الدعوة إلى الاقتداء بـ "الأسوة الأوروبية" فيما بلغته من تمدّن ورقيّ فإنّه، بالمقابل، كان قليل الحذر من الثانية، وعلى حرصه على أن تتقدّم تونس والعالم الإسلامي اعتمادا على الأولى إلاّ أنّ ذلك قد كان في غياب التمثل النقدي لخطر الثانية ونزعتها التوسّعية وما كانت تسعى إليه من سيطرة ومسخ للهويّة وتحديدا على إثر احتلال الجزائر(1830).

الثابت أنّ سليمان الحرايري كان شخصية مثقفة مختلفة عن السّائد، مُجادلة له، ولذلك فبقدر ما كان شخصية سِجاليّة فإنه ظلّ شخصية خِلافية، تباينت بشأنها الآراء واختلفت بخصوصها المواقف والرّؤى، تقاطعا وتقاطبا، ولاسيما بعد المعركة الصحفيّة الكبرى التي اندلعت بين "برجيس باريس" لرشيد الدحداح (ت1889) الصادرة بعاصمة الأنوار و"الجوائب" لأحمد فارس الشدياق (ت 1887) الصادرة بإسطنبول في ستينات القرن التاسع عشر،
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوّة، لو سلّمنا جدلا بأنّ سليمان الحرايري "قد أخطأه التوفيق في الطريق بتونس"، إلى أي حدّ حالفه النجاح بأوروبا فيما راهن عليه من خيارات ثقافية وحضارية؟ وهل كان بإمكانه أن يكون من الشخصيات الموارد، ليس فقط في الفكر الإصلاحي التونسي وإنّما في الفكر الإصلاحي العربي والإسلامي أيضا، وبأفق كوني ينعقد على ما يصطلح على تسميته بـ "المحبّة في الإنسانية ونفع  جميع النّاس وتمدّنهم وبثّ العلم فيهم"، وأن يعلن عن مقارباته الجريئة في التجديد والإصلاح الديني والاجتماعي، لو لم يرتحل بين الضفّتين، ولو لم يتكلم بالأدنى لغتين، ولو لم يطلع على عوالم ثقافتين، ولو لم ينهل من رافدين، قدامي وحداثي، زيتوني وعصري، شرعي ومدني، محلّي ووافد، ولو لم يعش بين مجتمعين مختلفين بتناقضاتهما وإنجازاتهما، ولو لم يختلط بنخب من الصنفين تقليدية وعصرية، دينية أو لاهوتية وعلمانية؟ بعبارة أخرى إن لم يَخُض سليمان الحرايري هذا الرّهان أفلم يكن لزاما علينا أن نوجده؟

4 ـ المادّة المصدريّة وضرورات إعادة القراءة

الثابت أنّ سليمان الحرايري كان شخصية مثقفة مختلفة عن السّائد، مُجادلة له، ولذلك فبقدر ما كان شخصية سِجاليّة فإنه ظلّ شخصية خِلافية، تباينت بشأنها الآراء واختلفت بخصوصها المواقف والرّؤى، تقاطعا وتقاطبا، ولاسيما بعد المعركة الصحفيّة الكبرى التي اندلعت بين "برجيس باريس" لرشيد الدحداح (ت1889) الصادرة بعاصمة الأنوار و"الجوائب" لأحمد فارس الشدياق (ت 1887) الصادرة بإسطنبول في ستينات القرن التاسع عشر، ولم تؤثث فقط المشهد الإعلامي العربي وإنّما أيضا المشهد الثقافي والسياسي، ولعلّ الصّورة التي قدّمتها لها الدراسات المعاصرة على غرار تلك التي أنجزها لها الطيب العنّابي(ت1984) ومحمّد مواعدة (ت2022) والمنصف الشّابي وأبو القاسم محمد كرّو (ت 2015) وحفناوي عمايريّة وإبراهيم جدلة، وإن كانت صورة قد أحاطت ببعض أبعاد شخصيّة الحرايري وببعض مجالات علمها، وجوانب من شبكة علاقاتها وارتباطاتها، إلا أنّها تظلّ، على أهمّيتها، صورة جزئية وبالتالي غير مكتملة، ذلك أنّ المكانة الأمّ في شخصية الحرايري مثقفا، وهي شخصية متعددة الأبعاد، بحكم ستار النّسيان الذي أسدل عليها لعقود طويلة، وأقصاها بالتالي من دائرة اهتمام مؤرّخي الأفكار، لم تنل حظّها الكافي من البحث والاستقصاء، وهو ما لم يكن بإمكانه أن يتمّ إلاّ على قاعدة نصّ الحرايري ـ الجمع، بمعنى المدوّنة المتعلقة به بحواملها المختلفة، المنشور منها والمخطوط، المسوّد منها والمبيّض، المكتبي منها والأرشيفي، وبحقولها المعرفية المتنوعة العلمي منها والأدبي، الصحفي منها والديني، الفلسفي منها والحضاري، ترجمات وتحقيقات وفتاوى وتحريرات ومؤلفات،،، وهذا بالتحديد ما انتبه إليه ونجح فيه باقتدار ودقّة وإتقان الباحثان محمد المهدي عبد الجواد وبيار آجيرون Pierre Ageron  فيما أقدما على من إعادة قراءة لشخصية سليمان الحرايري سيرةً ومسيرةً.

5 ـ  سليمان الحرايري.. الصورة ومظانّها

يأتي هذا الإصدار نتاجا للمجهود الاستقصائي الجبّار والرائد الذي قام به الأستاذ محمد المهدي عبد الجواد أستاذ الرياضيات بجامعة تونس سابقا، وعضو المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون بيت الحكمة، المختص في تاريخ تعليم العلوم، والأستاذ بيار آجيرون  Pierre Ageron وهو دكتور في الرياضيات ومحاضر في جامعة كاين نورماندي (Caen Normandie) وعضو مختبر نيكولاس أورسم (Nicolas Oresme) للرياضيات (CNRS UMR 6139). والمسؤول ، ضمن شبكة معاهد البحث في تعليم الرياضيات، عن لجنة نظرية المعرفة وتاريخ الرياضيات في المصادر الأرشيفية والمكتبية التونسية والفرنسية وخاصة منها، فضلا عن دار الكتب الوطنية بتونس والأرشيف الوطني التونسي، المكتبة الجامعية للغات والحضارات بباريس (BULAC) ومعهد اللغات الشرقية بباريس أيضا،" مَلئا للعيبة بما جُمع  بطول الغيبة"، لو جاز لنا أن نستعير عبارة ابن رُشيد الفهري.

يخضع العمل لما يمكن أن نسمّيه بجدلية النقض والإبرام، إذ في ذات اللحظة التي يرى فيها المهدي عبد الجواد وبيار آجيرون Pierre Ageron أنّ هذا الكتاب، لمناقشته لمختلف الرّوايات بخصوص شخصية سليمان الحرايري، يأتي "تصحيحا للصورة الرائجة عنها، وهي صورة لم تخلُ من التشويه والتشنيع، وتوضيحا لها وتدقيقا"، لا يألو جهدا في "رسم صورة كاملة ودقيقة لشخصيّة سليمان الحرايري، العارف بأمّهات الثقافة العربية الإسلامية والمُنفتح على العلوم العصرية وعلى حضارات العالم"، وهي الصورة المتكاملة لهذه الشخصية التي لم يكن بإمكانها أن تتشكل لولا مغامرة البحث الطويلة والمضنية ولكن الشيّقة والممتعة أيضا التي خاضها الباحثان، ولولا ما وصلا إليه من مظانّ جديدة، يمكن وصفها بالمظان الدفينة أو المظان المنسيّة، مظان يطلع عليها القارئ العربي لأوّل مرّة.

6 ـ الحرايري وكسر الأنماط

الصورة التي تشكّلت لسليمان الحرايري صورة انتهى فيها المهدي عبد الجواد وبيار آجيرون Pierre Ageron إلى اعتبار الحرايري، ليس فقط من الروّاد الأوائل للصحافة العربية، ولا من روّاد حركة الترجمة بشروطها الحديثة ومن أوائل المصنفين في العلوم الصحيحة في العالم العربي في العصر الحديث، وإنّما من زعماء الإصلاح التونسيين الأوائل في القرن التاسع عشر، من النخب العصرية على غرار الجنرال حسين (1828- 1887)، وخير الدين التونسي (1822- 1890)، والنخب العالمة مثل أحمد بن الخوجة(1830-1895)، بما عبّرت عنه تحاريره وكتاباته وتحاليله وما حبّره من فصول ومؤلّفات وما أنجزه من ترجمات، إلى جانب حداثة الخطاب ومدنيّته ومنزعه النقدي، من عيّنات من ثقافة عربية متأصلة متينة واطلاع واسع على أمّهات المصادر في شتى المواد والفنون، وبما قدّمته من أطروحات " تطوّرت من أفكار دينية إلى أفكار طغت عليها طموحات تقدمية عصرية ".

هذا هو الوجه الأول من الصّورة، وقد تكفّل هذا الجزء الأول من منجز محمد المهدي عبد الجواد وبيار آجيرون Pierre Ageron  الضخم به، أمّا الوجه الآخر من الصورة نفسها ومداره على تقديم عيّنات أنموذجية من نصّ الحرايري- الجمع وعيون كتاباته في شتى العلوم والمعارف العصرية، ومنها نصوص بِكر يطلع عليها القارئ العربي لأول مرّة فممّا تكفل به الجزء الثاني من هذا العمل، ومن المنتظر أن يرى بدوره نور النشّر عمّا قريب.

وإذا كان لسليمان الحرايري فضل السبق في كسر الصورة النمطية التي كرّستها المؤسسة الدينية التقليدية للآخر وتقليص الفجوة التي كانت قائمة بين المجتمعات الإسلامية ومدنيّة الغرب والسّعي إلى تحقيق التوافق بين "الثقافة الوطنية" والنظم العصرية، فإنّ له فضل السّبق أيضا في كسر الصّورة النمطية التي كرّسها بعض الدارسين المعاصرين، وعلى رأسهم أرنولد قرين(1920-2011) Arnold Green، للنُّخب العالمة التي لم تكن بالضرورة كتلة متجانسة ذات معالم موحّدة يُمكن نمذجتها، كما كان لمؤلفاته فضل السّبق في إثبات قدرة اللغة العربية على" التقدم في العصر" ولاسيما في العلوم والتقنيات والآداب العصرية بمضامين وأساليب في القول جديدة، ولعلّ هذا ما انتبه إليه أبو القاسم محمد كرّو (1924- 2015) في قوله بأنّ سليمان الحرايري قد كان " مُجدّدا، وسابقا لزمانه، ولدعاة الإصلاح والتّجديد الذين ظهروا بعده من أمثال  جمال الدين الأفغاني (1838ـ 1897) ومحمّد عبده (1849ـ 1905) والشيخ محمد بخيت المطيعي (1854- 1935) وطنطاوي جوهري (1870- 1940)".

خاتمة

تطمح هذه الدراسة إذن إلى تنزيل سليمان الحرايري مثقفا ومُصلحا منزلته الحقيقية في تاريخ الثقافة وفي تاريخ الحركة الإصلاحية العربية، ومنها الحركة الإصلاحية التونسية، على قدر إسهامه في إعادة بناء هذه وتلك وتوسيع آفاقها، وفي تاريخ العلاقات بين شمال المتوسط وجنوبه، بين أوروبا والعالم الإسلامي، والثابت أنّها ستكون مرجعا أساسيا له، فإن أصابت فلها أجران وإن لم تُصب فللقارئ الجدال.

الهوامش:

1 ـ الأستاذ مهدي عبد الجواد:

قام الأستاذ مهدي عبد الجواد بتحقيق وتقديم رسائل وكتب عربية قديمة في الرياضيات منها "شرح الأرجوزة الياسمينية" لابن الهائم (ت815/ 1412) (2003)، و"اللباب في شرح تلخيص أعمال الحساب" لعبد العزيز بن علي بن داود الهواري المصراتي (ت بعد 745/ 1304) بالاشتراك مع الأستاذ جفري أوكس (Jeffrey Oaks) من جامعة انديانابوليس (Université de Indianapolis)، 2013، و"مفتاح الأعداد الصحيحة" (نظريات - براهين - تمارين للطلبة والأساتذة)، بالاشتراك مع الأستاذ محسن العلّاني،(2010)، ونصوص مختارة من علم العدد، (إقليدس، نيقوماخوس، ثابت بن قرة، ابن خلدون، الكاشي، فيرما، قاوس وآخرون)،  (2010)، ومخطوطات علمية بالمكتبة الأحمدية (رياضيات - فلك - تنجيم)، تحت إشراف المهدي عبد الجواد و حميدة الهادفي، 2021 .

2 ـ بيار آجيرون Pierre Ageron:

يركز بيار آجيرون Pierre Ageron بحثه على تاريخ العلوم الرياضية، وتحديدًا على تبادل ونقل المعرفة بين أوروبا الغربية والعالم الإسلامي، ومن بين الموضوعات التي يدرسها نذكر التداول عبر الثقافات للمسائل الحسابية الترفيهية، انظر مقاله المنشور باللغة العربية: "النسخ العربية والإسلامية للعبة المؤمنين والكفار"، وقائع الملتقى المغاربي الثالث عشر حول تاريخ الرياضيات العربية، تونس، 2018، وأعمال أول العلماء الفرنسيين الذين اختصوا في تدريس اللغة العربية في فرنسا، وتغلغل علوم الرياضيات الأوروبية وترجمتها وتجنيسها في الدول الإسلامية  من نهاية القرن السادس عشر إلى بداية القرن العشرين.