سياسة دولية

خارجية أمريكا توضح لـ"عربي21" خطوات العمل مع العرب بشأن عودة سوريا

الولايات المتحدة أبلغت جميع شركائها أن النظام السوري لا يستحق الانضمام مجددا إلى الجامعة العربية - جيتي
سارعت دول الغرب لإدانة قرار إعادة نظام الأسد إلى مقعد سوريا في الجامعة العربية، بعد نحو 12 عاما من تعليق عضويته على خلفية حملة القمع الوحشية للمتظاهرين المناهضين لحكم بشار الأسد.

وأكدت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا أن النظام السوري لا يستحق العودة إلى الجامعة العربية، وسط مشاورات لتجنب فرض عقوبات على الدول المطبعة مع الأسد.


"نظام الأسد لا يستحق العودة"
المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هالة غريط، أكدت في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن الولايات المتحدة أبلغت جميع شركائها أن النظام السوري لا يستحق الانضمام مجددا إلى جامعة الدول العربية في هذا الوقت.

وقالت المتحدثة الرسمية إن موقف الولايات المتحدة "الراسخ" بعدم التطبيع مع نظام الأسد لن يتغير، إلا في حالة تحقيق تقدم حقيقي نحو حل سياسي للنزاع الأساسي.


"سلاح العقوبات"
وبينت أن الإدارة الأمريكية تتشاور مع شركائها العرب حول أنشطتهم في سوريا لضمان عدم التعرض لعواقب عقوبات قيصر، التي ستظل سارية بأثر كامل ولن يتم تخفيفها ما لم يتم حل النزاع المستمر بما يتوافق مع مبادئ قرار مجلس الأمن 2254.

وأوضحت أن الإدارة الأمريكية ملتزمة بتنفيذ قانون حماية المدنيين الأمريكي "قيصر"، حتى وإن استمر عمل واشنطن مع شركائها العرب لتحديد الطرق التي يمكنهم من خلالها تقديم المساعدة للسوريين بما يتوافق مع القانون الأمريكي.

وأشارت إلى أن العقوبات الأمريكية على النظام السوري تشمل استثناءات وتراخيص للأنشطة الإنسانية، وهو ما تعمل عليه واشنطن مع شركائها العرب لضمان ألا تتجاوز مساعداتهم تلك الإطارات.

وأضافت لـ"عربي21": "الإدارة الأمريكية أوضحت لشركائها في المنطقة أن العقوبات المفروضة على النظام لا تزال قائمة".


التواصل من أجل الضغط
وتزامنت إدانة الإدارة الأمريكية لقرار إعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية، مع تلقي الأسد دعوة رسمية من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لحضور القمة العربية المزمع عقدها بمدينة جدّة في الـ19 من أيار/ مايو الجاري.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية لـ"عربي21"، إن واشنطن تتفهم مساعي الدول العربية لاستخدام التواصل المباشر مع نظام الأسد لمواصلة الضغط من أجل تحقيق تقدم في الوضع الإنساني والأمني للسوريين، والتي يجب أن تكون محور التفاعل مع النظام السوري.

وبينت أن واشنطن تتشارك الأهداف نفسها مع شركائها العرب بشأن سوريا، بما في ذلك التوصل إلى حل للأزمة السورية وفقًا لقرار مجلس الأمن 2254، وتوسيع سبل الوصول الإنساني لجميع السوريين المحتاجين، وبناء الأمن والاستقرار لضمان عدم عودة داعش، وخلق ظروف آمنة لعودة اللاجئين في المستقبل، وتوضيح مصير المعتقلين والمفقودين بشكل غير عادل، والحد من التأثير الإيراني، ومكافحة تهريب مخدر الكبتاجون من سوريا.

وتابعت: "على الرغم من شكوكنا حول استعداد الأسد لاتخاذ الخطوات اللازمة لحل أزمة سوريا، إلا أننا نتفق مع شركائنا العرب على الأهداف النهائية".

ولفتت إلى أن الولايات المتحدة تؤكد ضرورة التركيز على تحسين الوضع الإنساني والأمني في سوريا، إضافة إلى العمل المشترك مع شركائها الإقليميين والدوليين لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254.

واختتمت حديثها بقولها إن "الولايات المتحدة تظل ملتزمة بعدم التطبيع مع نظام الأسد، ما لم يتم إحراز تقدم حقيقي نحو حل سياسي للنزاع الأساسي".

وفي 2011 تم تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، على خلفية قمع النظام السوري للاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير، قبل أن يتم استئناف حضورها بعد نحو 12 عاما من التجميد، عقب حراك عربي قادته السعودية ومصر والأردن، لوضع خريطة حل للأزمة السورية.