سياسة عربية

الصراع بالسودان يدخل أسبوعه الثالث.. والجيش يستعين بالشرطة

انتشرت وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي في شوارع الخرطوم بالتنسيق مع الجيش- تويتر
تواصلت الاشتباكات في السودان، السبت، بين الجيش و"الدعم السريع"، مع دخول القتال أسبوعه الثالث، رغم سريان اتفاق الهدنة بين الطرفين، فيما نشرت القوات المسلحة عناصر من الاحتياطي.

وبحلول مساء السبت، تسنى سماع أصوات اشتباكات عنيفة على مقربة من مقر قيادة الجيش والقصر الرئاسي في وسط الخرطوم، فيما أعلنت وزارة الداخلية السودانية نشر قوات الشرطة في الطرقات لتأمين الممتلكات العامة والخاصة وضبط الانفلات.

وقال الجيش السوداني إن وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي بدأت بفتح مناطق جنوب العاصمة الخرطوم، مشيرا إلى أن من وصفهم بالمتمردين استمروا في القصف العشوائي لمناطق في محيط القيادة ووسط الخرطوم وأم درمان، وأنهم مستمرون في محاولات جلب قوات من غرب البلاد.



كما أنه أوضح أن لجنة أمن ولاية غرب دارفور نجحت في الحد من التوتر القبلي بين بعض المكونات الاجتماعية بالولاية.

في المقابل، حذّرت قوات الدعم السريع بشدة جميع قيادات قوات الشرطة من الانخراط في المعارك، وطالبتها بسحب جميع منتسبيها من المشاركة مع من وصفتهم بالانقلابيين.

وأضافت -في بيان لها- أن الشرطة جهاز مدني قومي يجب ألا ينحاز لأي طرف دون الآخر، مطالبة الشرطة وقياداتها بعدم التدخل حتى لا تضطر (الدعم السريع) إلى التعامل معها كعدو.



وذكر الجيش السوداني أن قواته اشتبكت مع "المتمردين" في مناطق الحلفايا وجنوب أم درمان، مؤكدا تحقيق نجاحات أثناء عمليات التمشيط في المنطقتين.

وبث ناشطون سودانيون صورا قالوا إنها لانتشار قوات الجيش السوداني في محيط جسر الحلفايا شمال العاصمة الخرطوم، وأظهرت اللقطات عربات عسكرية وجنودا تابعين للجيش وهم يتجولون في الشوارع قرب جسر الحلفايا الذي يربط بين الخرطوم بحري وأم درمان.

حصيلة الاشتباكات
إلى ذلك، أعلنت حكومة ولاية الخرطوم عن منح الموظفين عطلة رسمية حتى إشعار آخر، على خلفية الاشتباكات التي تشهدها العاصمة السودانية.



وأعلنت السلطات في ولاية نهر النيل شمال السودان حالة الطوارئ في الولاية، وأصدر والي القضارف شرق البلاد أمرا بإعلان الطوارئ بالولاية لمدة شهر.



ونتيجة لاستمرار المعارك، فقد وصل إلى دولة تشاد المجاورة للسودان أكثر من 10 آلاف شخص معظمهم من النساء والأطفال، كثير منهم غادروا من ولاية غرب دارفور باتجاه مدينة أدري شرق تشاد بسبب الاشتباكات.

وفي أحدث حصيلة، فقد أعلنت وزارة الصحة السودانية عن مقتل أكثر من 528 شخصا، في حين وصل عدد المصابين إلى نحو 4600 شخص جراء الاشتباكات بين الجانبين.



كابوس العالم
من جانبه، دعا رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك إلى جهد دولي موحد من أجل إطلاق الحوار بين الطرفين المتحاربين في السودان، قائلاً إنها حربا لا معنى لها لا يمكن لأحد الطرفين كسبها.
وحذر حمدوك من أن الاضطرابات في بلاده قد تصبح أسوأ مما حدث في سوريا وليبيا. 

وقال خلال مؤتمر في نيروبي إن "هذه دولة ضخمة ومتشعبة للغاية... أعتقد أنها (الحرب) ستكون كابوسا للعالم".

وأضاف: "هذه ليست حربا بين جيش وتمرد صغير. إنهما تقريبا مثل جيشين مدربين تدريبا جيدا ومسلحين بشكل جيد".


مساع مصرية
إلى ذلك، ذكر إخطار من وزارة الخارجية المصرية، أنه تم تأجيل لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع المبعوث الخاص لمجلس السيادة السوداني، السفير دفع الله الحاج علي، إلى موعد لاحق لم يحدد بعد. ولم يشر إخطار الوزارة إلى أسباب تأجيل اللقاء.

وكان من المفترض أن يلتقي شكري، السفير الحاج، السبت، في إطار السعي المصري لوقف القتال بشكل مستدام في السودان.

وكانت وزارة الخارجية المصرية، أعلنت أنها نجحت في إجلاء نحو 6400 مواطن مصري جوياً، حيث قامت القوات المسلحة المصرية بتنفيذ 27 رحلة جوية لإجلاء مواطنيها في السودان على مدار الأيام الماضية.

وأعلنت الوزارة، السبت، أن نقاط التجمع والإجلاء للمصريين ستكون في بورتسودان "للإجلاء البحري" بالإضافة إلى المعابر البرية "قسطل وأرقين".

وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت أنها نقلت أعضاء البعثة الدبلوماسية والقنصلية التابعة للسفارة المصرية في الخرطوم إلى موقع آخر لم تعلن عنه، لمتابعة تنفيذ خطة إجلاء مواطنيها في السودان.