صحافة إسرائيلية

محامية إسرائيلية: تل أبيب تتخذ إجراءات تضييقية على اللاجئين الأوكران

فر العديد من الأوكرانيين من الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا- الأناضول
كشفت تقارير إسرائيلية إخفاق دولة الاحتلال في التعامل مع الآلاف الذين وصلوها فارين من الحرب في أوكرانيا، رغم المزاعم بتقديم المساعدات الإنسانية لكييف.

وتم تسجيل ثمانية ملايين لاجئ فروا من بلادهم نتيجة الحرب، ونزوح قرابة خمسة ملايين آخرين، لكن بضعة آلاف فقط وصلوا دولة الاحتلال، التي ظهر أنها لم تكن قادرة على حشد درجة كافية من الجهد لإعطاء غلاف وقائي كافٍ حتى لهذا العدد القليل من اللاجئين.

المحامية أورلي ليفينزون -سيلع، مديرة منظمة "ASF"  لمساعدة اللاجئين وطالبي اللجوء في "إسرائيل"، أكدت في موقع "زمن إسرائيل"، أن "تل أبيب لم تفعل الكثير لمساعدة النشطاء الميدانيين لتوفير الراحة لهؤلاء اللاجئين مع الحقوق والخدمات الأساسية التي يحتاجونها، بل لم تقدم لهم خدمات الصحة والرعاية الاجتماعية، حتى أن وزيرة الداخلية السابقة أييليت شاكيد صعّدت سياستها ضدهم، واتخذت إجراءات تهدف لجعل حياتهم هنا أكثر صعوبة".



وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أنه "بعد وقت قصير من اندلاع الحرب، قدمت شاكيد مخططًا مفاده أن خمسة آلاف أوكراني فقط ممن لا تنطبق عليهم شروط قانون العودة العنصري سيسمح لهم بدخول إسرائيل إذا لم يكن لديهم أقارب هنا، وسيُطلب من كل أوكراني يرغب بالقدوم لإسرائيل تقديم طلب، والحصول على الموافقة مسبقًا قبل ركوب الطائرة، ولكن بعد إبطال هذه الخطة غير القانونية من المحكمة العليا، فقد شرعت الدولة في تموز/ يوليو 2022، وبما أنها لم تعد قادرة على منع الأوكرانيين من ركوب الطائرات متجهين إليها، بمنع دخولهم لإسرائيل فور وصولهم مطار بن غوريون، بل إنها اعتقلتهم، وأعادتهم لأوروبا".




وكشفت أن "الوزارات الإسرائيلية في مجال التوظيف فرضت صعوبات على الأوكرانيين، وأعلنت أن إجراء "المدن المحظورة" الذي يحد من توظيف طالبي اللجوء في 17 مدينة مركزية سيطبق على مواطني أوكرانيا، وقبل ثلاثة أيام فقط من تأدية الحكومة الجديدة اليمين الدستورية، أعلنت وزارة الداخلية أن مواطني أوكرانيا الذين وصلوا إسرائيل بعد 30 أيلول/ سبتمبر 2022 لن يتمكنوا من العمل حتى بعد 90 يومًا من وصولهم".

لم تتوقف المضايقات عند هذا الحد، فقد أشارت الكاتبة إلى أن "الإجراءات الإسرائيلية ضد الأوكرانيين الفارين من الحرب وصلت الى حدّ عدم إصدار التأشيرات، وتنفيذ سياسة غامضة تتمثل في عدم إنفاذ حظر العمل، وإصدار التأشيرات السياحية للفارين من الحرب".

ومن الواضح أن هذه المراسيم الإضافية المفروضة على اللاجئين الفارين من جحيم الحرب تزيد من خطر تعرضهم للفقر، وانعدام الأمن والتغذية، وتدهور الوضع الصحي، والتوظيف التعسفي، والاستغلالي والاتجار بالبشر، وهذه ليست المرة الأولى التي تفشل فيها "إسرائيل" في موقفها تجاه اللاجئين، فمنذ 15 عامًا بدأ اللاجئون من أفريقيا بالوصول إليها، لكن حتى يومنا هذا، فإنها تمنع الاعتراف بهم كلاجئين، وليس لديهم حد أدنى من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي تسمح لهم بالعيش بكرامة.

أكثر من ذلك، فإن هذه المعاملة السيئة للاجئين الأوكران تكشف زيف المزاعم الإسرائيلية حول مساعدة كييف إنسانياً، لأننا أمام اعتراف مكشوف عن تجاهل وإهمال، بل إساءة معاملة النساء الأوكرانيات اللاتي فررن من الحرب والدمار، ما يعني أن دولة الاحتلال تكرر أخطاء الماضي، ولا تبذل ما في وسعها من جهود لتحسين الإجراءات المقدمة للاجئين الأوكرانيين حتى يتمكنوا من العيش بأمن غذائي، وتوفير التأشيرات اللازمة، لأن الأداء الإسرائيلي حتى الآن يحمل فشلا وإخفاقا واضحا.