سياسة دولية

الإعلام الفرنسي يتجاهل "السترات الصفراء".. واحتجاج أمام "لوموند"

احتج متظاهرو السترات الصفراء أمام مقر صحيفة لوموند - تويتر
تجاهلت وسائل الإعلام الفرنسية المظاهرات التي نظمتها "السترات الصفراء" السبت احتجاجا على ارتفاع الأسعار وتردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، فضلا على نظام التقاعد الذي عرضه الرئيس إيمانويل ماكرون.

وبعد أربع سنوات، عادت الحركة الاحتجاجية "السترات الصفراء" إلى الشارع للتعبير عن الغضب من التضخم وإصلاح المعاشات التقاعدية والبطالة وهشاشة وضع العمال، فيما يتعين على الحكومة تقديم برامج إصلاح لنظام التقاعد في 10 كانون الثاني/ يناير الجاري، والذي يلقى معارضة قوية من النقابات واليسار.

ورغم الاحتشاد، فإن أبرز وسائل الإعلام الفرنسية لم تقم بتغطية الاحتجاجات، فيما قال نائب رئيس تحرير قناة "بي إف إم تي في" الشهيرة رافايل غرابلي عبر "تويتر" ليلة الاحتجاج: "إذا تعرض الصحفيون للهجوم يوم السبت، فستعرف السبب"، في اتهام لحركة "السترات الصفراء" بمعاداة الإعلام.


في المقابل، انتقد كل من فلورنسا وماري شارلوت وسيلفان بارون، مؤسسو "فيغي ميديا"، وهي مجموعة تعمل لصالح الدفاع عن تنوع الآراء في الصحافة، وتنظم مسيرات حركة "السترات الصفراء"، عدم تغطية الإعلام الفرنسي للاحتجاجات، قائلين إن "مهنة الصحفي مهنة جميلة جدا، إذا تمت بشكل جيد. وإذا تمت بشكل سيئ، فهي كارثة". 

وأفادت صحيفة "فرانس سوار" المقربة من "السترات الصفراء"، والتي صادرت اللجنة المشتركة للنشريات ووكالات الأنباء تراخيص صحفييها، بأنه تم تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر صحيفة "لوموند" من أجل الاحتجاج والمطالبة بـ"دعم الصحافة الحقيقية".

وجاءت تحركات السبت في الوقت الذي تعرف فيه فرنسا تصعيد حركة الإضراب العمالية في مختلف أرجاء البلاد، ودخول الأطباء في اعتصام مفتوح للأسبوع الثاني على التوالي، احتجاجا على تدني مستوى الخدمات الصحية، فضلا عن دعوات مكثفة للتظاهر من اتحاد الخبازين.

وفي محاولة استباقية لاحتواء الأزمة، أبدت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، مرونة حيال إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل، معتبرة أن حلولا أخرى ستكون ممكنة لتساعد الحكومة بشأن خطتها لرفع سن التقاعد إلى 65 عاما، وفي نفس السياق، التقت بورن الثلاثاء النقابات لمناقشة خطة الإصلاح.

كما أعلن الرئيس ماكرون حزمة إجراءات، خلال كلمته التي ألقاها احتفالا بالعام الجديد، من شأنها تهدئة الشارع، أبرزها: إعلان خطة لإعادة هيكلة المستشفيات ونظام الدعم الصحي استجابة لمطالب الأطباء.


 كما أكد ماكرون عزمه إصلاح نظام التقاعد الذي تأخر كثيرا في البلاد، على حد قوله، متعهدا بالسعي لحل أزمة الطاقة، وحث الفرنسيين على الاستمرار في توفير الطاقة لتجنب تداعيات أكبر للأزمة.