سياسة عربية

الصدر يعتزل "السياسة".. و12 قتيلا باقتحام أنصاره مقر الحكومة

بعث الصدر برسائل أبرزها تشكيكه بدوافع المرجع الديني كاظم الحائري- الأناضول

قتل 12 شخصا مساء الاثنين، في قمع القوات الأمنية لأنصار التيار الصدري، الذي اقتحموا مقر الحكومة في العاصمة بغداد.

 

وأصيب نحو 270 متظاهرا، بعضهم بالرصاص والبعض الآخر جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، خلال الفوضى التي عمت المنطقة الخضراء المحصنة في وسط العاصمة العراقية، التي تضم مؤسسات حكومية وسفارات.

وأطلقت قوات الأمن العراقية، النار بكثافة وأبعدت المتظاهرين من أنصار التيار الصدري عن محيط القصر الحكومي في المنطقة الخضراء وسط بغداد.


وذكر موقع "بغداد توداي" المحلي، أن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين قرب القصر الحكومي.


فيما أفاد مواقع محلية بأن قوات الأمن تمكنت من إخراج المتظاهرين من القصر الحكومي وسيطرت عليه بالكامل.
 

وتأتي هذه التطورات إثر أعلان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اعتزال العمل السياسي نهائيا، على إثر الأزمة السياسية التي تشهدها العراق.

 

وفي بيان نشره عبر حسابه في "تويتر"، قال الصدر "أعلن الاعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات، إلا المرقد الشريف، والمتحف الشريف، وهيئة تراث آل الصدر الكرام، والكل في حل مني، وإن مت أو قتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء".

 

 

 

 

وبعث الصدر برسائل، أبرزها تشكيكه بدوافع المرجع الديني اية الله كاظم الحائري الذي أعلن عدم الاستمرار في التصدي للمرجعية، والذي قال إنه بسبب المرض، والتقدم في العمر.

 

اقرأ أيضا: مبادرة لافتة للصدر تحرج خصومه بالعراق.. هكذا قرأها محللون

 

وقال الصدر، إنه برغم استقالة الحائري، فإن "النجف الأشرف هي المقر الأكبر للمرجعية كما هو الحال دوما"، مضيفا "لم أدع يوما العصمة أو الاجتهاد، ولا حتى القيادة، إنما أنا آمر المعروف، وناه عن المنكر".

 

وقال إن هدف كان فقط "تقويم الاعوجاج الذي كان السبب الأكبر فيه هو القوى السياسية الشيعية، باعتبارها الأغلبية".

 

وتابع مشككا بدوافع استقالة الحائري، "على الرغم من تصوي أن اعتزال المرجع لم يك من محض إرادته، وما صدر من بيان عنه كان كذلك أيضا، إلا أنني كنت قد قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية". 

 

اقتحام القصر الجمهوري

 

بعد دقائق من |علان الصدر اعتزاله العمل السياسي، توجه المئات من أنصاره إلى المنطقة الخضراء في بغداد، واقتحموا القصر الجمهوري.

 

وأظهرت مشاهد لحظة دخول أنصار الصدر إلى القصر الجمهوري، مرددين هتافات داعمة له، وناقمة على السلطة السياسية.

 

ودخل أنصار الصدر إلى قلب القصر الجمهوري، وأظهرت مشاهد بعض الشبان وهم يستخدمون بركة السباحة داخل القصر.

 

فيما أعلنت قيادة العمليات المشتركة في حظر التجول الشامل في بغداد اعتبارا من الساعة الثالثة والنصف ظهر اليوم.

 

وكانت اللجنة المركزية لتظاهرات المنطقة الخضراء أعلنت في وقت سابق الإثنين، تعليق عملها بعد قرار اعتزال الصدر.

 

يذكر أن الحائري، والذي يعد مقتدى الصدر أحد وكلائه، دعا الأخير إلى أن يعرف أن "حب الشهيدين (محمد صادق، ومحمد باقر الصدر) لا يكفي ما لم يقترن بالإيمان بنهجهما بالعمل الصالح، والاتباع الحقيقي لأهدافهما التي ضحيا بنفسيهما من أجلها، ولا يكفي مجرد الادعاء أو الانتساب".

 

وقال موصيا جميع الشيعة: "على جميع المؤمنين إطاعة الولي قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي فإن سماحته هو الأجدر والأكفأ على قيادة الأمة وإدارة الصراع مع قوى الظلم والاستكبار في هذه الظروف التي تكالبت فيها قوى الكفر والشر ضد الإسلام المحمدي الأصيل".

 

حظر تجوال

 

فيما أعلنت السلطات العراقية، بدء سريان حظر تجوال شامل في العاصمة، بأوامر من رئيس الوزراء.

 

ودعا رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، الصدر "للمساعدة في دعوة المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية".

 

وقال إن "اقتحام المتظاهرين للمؤسسات الحكومية يؤشر لخطورة النتائج المترتبة على استمرار الخلافات السياسية".

وأكد أن "تجاوز المتظاهرين على مؤسسات الدولة يعد عملا مدانا وخارجا عن السياقات القانونية"، مضيفا: "تمادي الخلاف السياسي ليصل إلى لحظة الإضرار بكل مؤسسات الدولة لا يخدم مقدرات الشعب العراقي".

وشدد على مطالبته المتظاهرين "بالانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء والالتزام بتعليمات القوات الأمنية".

وأكد إعلانه "حالة الإنذار القصوى لكل القوات الأمنية في بغداد".

فيما حاولت القوات الأمنية العراقية تفريق أنصار الصدر الذين يحاولون دخول مقر الإقامة بالقصر الجمهوري.

 

الإطار التنسيقي

 

من جهته، دعا الإطار التنسيقي في العراق، التيار الصدري، إلى "العودة لطاولة الحوار"، مؤكدا أن "على الحكومة والمؤسسات الأمنية القيام بحماية مؤسسات الدولة والمصالح العامة والخاصة".

وقال في بيان، إنه "لا يمكن الوقوف على الحياد حينما تتعرض مؤسسات الدولة للاعتداء وللانهيار".

وتابع: "على الجميع درء الفتنة وتغليب لغة العقل والحوار وتجنيب البلد الفوضى وإراقة الدماء، ويجب وضع حلول عملية وواقعية تعتمد الدستور والقانون ولغة الحوار أساسا لحل الأزمة".

 

البيت الأبيض

 

من جهته، أفاد البيت الأبيض في واشنطن، بأن "التقارير بشأن الاضطرابات في العراق مزعجة، والوقت الآن للحوار وليس للمواجهة".

وأكد أنه "لا إخلاء حاليا للسفارة الأمريكية في العراق".

السفارة البريطانية

 

أما السفارة البريطانية، فقالت في بيان لها: "نحث المتواجدين في المساحات العامة (في بغداد)، على الامتناع عن العنف، وأنه يجب الحفاظ على سلمية المظاهرات".

 

وقالت: "إن جر البلاد باتجاه العنف هو شيء لا يستحقه الشعب العراقي لأن يتعرض له. ويحتاج الشعب العراقي إلى مؤسسات فاعلة من أجل مجابهة التحديات التي يواجهونها، وتقديم الخدمات التي يعتمدون عليها". 

 

وحثت المتظاهرين "على الامتناع عن اقتحام المباني الحكومية"، مشددة على أن "القوات الأمنية التابعة للدولة هي المسؤولة الوحيدة عن إبقاء التظاهرات آمنة، والحفاظ على الأملاك العامة والبنايات الحكومية".

 

وتابعت: "نحث على أن تتخذ القوات الأمنية الإجراءات المتلائمة مع الأحداث. ندعو جميع الأطراف إلى إعطاء الأولوية للحوار من أجل الوصول إلى حل سلمي وقانوني، ويشمل الجميع ولمصلحة الشعب العراقي".

 

 

 

 

اللافت أن التطور الذي صدر عن مقتدى، يأتي بعد يوم واحد من إعلانه الاستعداد إلى توقيع اتفاقية تتضمن عدم خوض جميع القوى السياسية التي شاركت في المشهد بعد الغزو الأمريكي عام 2003، أي انتخابات مقبلة، بما في ذلك تياره.