صحافة دولية

بوليتيكو: حان الوقت لإعادة تقييم نهج أوروبا تجاه إيران

في ظل حكم إبراهيم رئيسي أصبحت إيران خارجة عن السيطرة بشكل متزايد - جيتي

رأى نائب رئيس البرلمان الأوروبي نيكولا بير وأستاذ الدراسات الأمنية ومدير معهد حرية العقيدة والأمن في أوروبا بيتر نيومان، في تحليل نشرته مجلة "بوليتيكو"، أن أوروبا بحاجة الآن إلى التفكير في بدائلها عن الاتفاق النووي الإيراني.

وأكد أن التمسك بفكرة أن المفاوضات النووية ستصل إلى حل، سيؤدي إلى تكرار نفس الخطأ مع روسيا التي استغلت التهاون الغربي واحتلت أوكرانيا.

واعتبر التحليل أن تكرار أخطاء التعامل مع روسيا، في قضية الاتفاق النووي، قد "يسمح لقوة معادية بالاستفادة من الدبلوماسية لمواصلة الأفعال العدوانية المتزايدة ضد أوروبا وحلفائها"، مشيرا إلى أن طهران وفي "ظل حكم الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي، أصبحت خارجة عن السيطرة بشكل متزايد".

وشدد على أن الوقت حان لإعادة تقييم نهج أوروبا تجاه إيران من خلال إعادة فرض عقوبات متعددة الأطراف وبذل المزيد من الجهد للحد من أنشطة إيران في أوروبا، حيث تنشر طهران دعايتها وتجمع الأموال وتضطهد نشطاء المعارضة وتخطط لهجمات إرهابية.

وأكد أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه غض الطرف عن عدم استعداد طهران للانخراط في محادثات بناءة مع تصعيدها للعمليات العدائية في نفس الوقت، على الرغم من أن التحليل يعتقد أنه لا يزال يتعين استخدام جميع الجهود الدبلوماسية لتسهيل التوصل لصفقة يمكن لجميع الأطراف الاتفاق عليها.

وأضاف: "من الواضح أن محاولات إحياء الاتفاق النووي مع طهران في طريقها للفشل بعد نحو 10 أشهر من المفاوضات".

 

اقرأ أيضا: إيران تفرض عقوبات على 61 أمريكيا بينهم وزير الخارجية السابق

وأشار التحليل إلى أن الشهرين الماضيين شهدا قيام الحكومة الإيرانية بعدد من الخطوات التصعيدية، من بينها زيادة تخصيب اليورانيوم وإغلاق عدة كاميرات في مواقعها النووية.

ولفت إلى أن السلطات الإيرانية اعتقلت آلاف الأشخاص ومارست ضدهم عمليات تعذيب لمعارضتهم النظام، بينما ينتظر المئات حكم الإعدام، كما أن إيران لا تزال مصدرا رئيسيا لعدم الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط من خلال رعايتها لميليشيات كحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن وحركة حماس، بحسب التحليل.

وبدأت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بهدف إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 في تشرين الثاني/ نوفمبر في فيينا، واستمرت في قطر في حزيران/ يونيو، لكن المفاوضات تتعثر منذ شهور.

 

اقرأ أيضا: صحيفة: على أمريكا نسيان الاتفاق النووي مع إيران ودفنه

وتعهدت إدارة الرئيس جو بايدن بدعم جميع الأمريكيين، على الرغم من أي خلافات حول السياسات.

وفي أبريل 2021 بدأت في فيينا برعاية الاتحاد الأوروبي مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن تهدف لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، ومعاودة إيران الوفاء الكامل بالتزاماتها المنصوص عليها فيه.

والمفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية حول الملف النووي عالقة خصوصا بسبب إصرار طهران على أن ترفع واشنطن العقوبات المفروضة على الحرس الثوري الإيراني، وهو ما ترفضه إدارة الرئيس جو بايدن حتى الآن.