سياسة عربية

غضب بعد تسلل صحفي إسرائيلي إلى مكة.. وصمت رسمي

الصحفي الإسرائيلي جبل عرفات - تويتر

أثار تسلل صحفي إسرائيلي إلى مدينة مكة، التي يحظر على غير المسلمين دخولها، ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، فيما لازمت السلطات الصمت رغم اعتذار القناة العبرية التي يشتغل بها الصحفي.


وواصل الفيديو الذي نشره الصحفي في القناة 13 الإخبارية العبرية غيل تماري، وهو يستقل سيارة عبر مكة، إثارة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، بعد ثلاثة أيام من نشره على "تويتر" وغداة نشر الصحفي اعتذارا عن أي "إساءة" قد يكون تسبّب بها.

 

 


ورغم عدم تطبيع العلاقات رسميا بين المملكة والاحتلال الإسرائيلي، فإن العديد من الصحفيين الإسرائيليين من حاملي جوازات السفر الأجنبية تمكنوا من السفر إلى السعودية قبل وأثناء جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة الأسبوع الماضي.


وخلال الفيديو الذي تبلغ مدته نحو عشر دقائق، يزور تماري جبل عرفات الذي يقصده الحجاج المسلمون خلال الحج كل عام.

 

 

 


وأقر تماري في الفيديو المثير للجدل بأنه يدرك أنّ ما يفعله غير قانوني، مشيرا إلى الموقع المقدس لدى المسلمين بأنه "مكان محظور لغير المسلمين"، ومعلنا بالقول: "أنا أول صحفي إسرائيلي ينشر هذه الصور وبالعبرية من هذا المكان".

 

 

 


وردا على ردود الفعل الغاضبة، قال تماري الثلاثاء، إنّه أراد "إظهار أهمية مكة وجمال الإسلام"، معتبرا أنّ الفيديو "أتاح للكثيرين ولأول مرة رؤية موقع مهم للغاية لأشقائنا وشقيقاتنا المسلمين"، علما بأن العديد من وسائل الإعلام السعودية والأجنبية قدّمت تغطية مكثّفة خلال موسم الحج قبل أقل من أسبوعين.


ولم يساعد اعتذار وتبرير تماري في تهدئة الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 

 

 

 


وانتشر وسم #يهودي_في_الحرم بشكل كبير على "تويتر"، حيث خاطب مستخدم على الموقع، السلطات السعودية قائلا: "ألا تجرح الأمة الإسلامية في مقدساتها بالسماح لليهود بتدنيس مدينة رسول الله".

 

 

 


وسخر آخرون من سماح السلطات للصحافي الإسرائيلي بزيارة مكة مع فرضها غرامة قدرها 10 آلاف ريال (2,666 دولارا) على المسلمين الذين يقصدون المدينة المقدسة لأداء العمرة دون تصريح.


والأربعاء، اعتذرت القناة العبرية للمسلمين بعد تسلل مراسلها إلى مدينة مكة المكرمة وبثه شريط فيديو، وأكدت عبر "تويتر" أن زيارة محرر الشؤون الخارجية في القناة إلى مدينة مكة المكرمة لم تأت للمساس بمشاعر الأمة الإسلامية والمملكة العربية السعودية.

 

 


وقالت القناة: "نحن في قناة الأخبار 13 نعبّر عن اعتذارنا وأسفنا إن شعر أحد بالغضب بسبب هذه الزيارة، إن الفضول الصحفي هو جوهر العمل الصحفي من أجل الوصول إلى كل الأماكن والتغطية من المصادر الأولى".


وأوضحت القناة أن "هذه المبادئ كانت على رأس الأولويات في زيارة المراسل غيل تماري إلى السعودية، ونعتبر أن المعرفة والتعرف على الأماكن الهامة من مصدرها الأول هي في غاية الأهمية.

 

وتواصلت الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالسعودية للسماح للصحفي الإسرائيلي بالتسلل إلى مكة المكرمة، فيما لازمت السلطات الرسمية الصمت رغم اعتذار القناة العبرية.


في المقابل، اندفعت حسابات تروج للتطبيع بين السعودية والاحتلال لإدانة تقرير تماري "المخزي"، تماما كما فعل عدد من الصحفيين الإسرائيليين.

 

 

 


وكتب الصحفي الإسرائيلي يوآف ليمور الذي زار المملكة أخيرا على "تويتر": "هناك أمور يجب أن تقال: ما فعله غيل تماري عار على الصحافة".


ويأتي هذا الجدل وسط تكهنات حول مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين، رغم نفي السعودية لذلك على لسان وزير خارجيتها خلال القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي جو بايدن بـتسعة من قادة العرب في جدة الأسبوع الماضي.


وعشية القمة، أعلنت هيئة الطيران المدني السعوديّة الجمعة، أنّها قررت "فتح أجواء المملكة لجميع الناقلات الجوية" التي تستوفي متطلّبات عبور أجواء البلاد، ما يمهد الطريق للطيران الإسرائيلي للتحليق عبر أجواء المملكة.