صحافة دولية

الولايات المتحدة مستعدة لمنع أحمد مسعود من محاربة طالبان

واشنطن تستعد لإبرام صفقة سياسية ثانية مع طالبان - جيتي

نشرت صحيفة ''نيزافيسيمايا'' الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن اعتزام الولايات المتحدة منع جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية وزعيمها أحمد مسعود من محاربة نظام طالبان.

وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن واشنطن تستعد لإبرام صفقة سياسية ثانية مع طالبان، بعدما أدانت وزارة الخارجية الأمريكية النجاحات العسكرية الأخيرة التي حققتها جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية في القتال ضد طالبان في مقاطعة بغلان شمال أفغانستان في الثامن من تموز/ يوليو.

وذكرت الصحيفة أن مكتب الخارجية نشر بيانًا بعنوان "قوات المقاومة الأفغانية تعلن النصر على طالبان في ولاية بغلان، وزارة الخارجية الأمريكية تدين المقاومة الأفغانية"، عرض الموقف الرسمي للوكالة الدبلوماسية الأمريكية، التي تريد إرساء نظام سياسي جديد مستقر في أفغانستان بالوسائل السلمية. ويبدو أن الولايات المتحدة لا تدعم العنف المنظم ضد طالبان، وستمنع الأطراف الأخرى من القيام بذلك. ويكتسي بيان وزارة الخارجية الأمريكية أهمية كبيرة بالتأكيد؛ لأنه يعكس استراتيجية واشنطن تجاه أفغانستان.

وحسب المعلومات التي نشرتها صحيفة ''نيزافيسيمايا''، نقلا عن مصادر أفغانية، انعقدت اجتماعات مغلقة مع ممثلين أمريكيين في أواخر أيار/ مايو وأوائل حزيران/ يونيو. وقد أوضح الممثل الأمريكي الخاص لأفغانستان توماس ويست للمرة الأولى أن واشنطن لن تحارب نظام طالبان في كابول، بل سيكون لها مصلحة في تعزيزه، وإحداث تغيير شرعي فيه، من خلال نموذج الحكومة الشاملة. وقبل شهر ونصف، لم تعكس المحادثات مع المبعوثين الأمريكيين انتقادًا صريحًا للمعارضة المسلحة المناهضة لطالبان في أفغانستان.

 

اقرأ أيضا: طالبان تجدد دعوتها للمجتمع الدولي للاعتراف بحكومتها

في بيان صدر في الثامن من تموز/ يوليو، لم تعرب وزارة الخارجية الأمريكية عن دعمها الصريح لنظام طالبان فحسب، بل حددت أيضًا علنا قيمته السياسية لواشنطن لأول مرة، ومن الواضح أن هذه القيمة تتجاوز مكانة جبهة المقاومة بزعامة أحمد مسعود.

ويبدو أن الحاجة إلى عرض هذا الخيار علنًا لا ترجع إلى ضعف جهاز الأمن الأفغاني، وإنما إلى الوجود المتزايد لحركة أحمد مسعود في شمال أفغانستان، حيث يدافعون عن أنفسهم ضد قوات طالبان في بنجشير وبغلان.

خلص بيان وزارة الخارجية إلى عدة استنتاجات، أولها أن المراقبين الذين شهدوا سقوط جمهورية أفغانستان الإسلامية في آب/ أغسطس 2021، وانتقال البلاد إلى الأمريكيين وراء كواليس طالبان، كانوا محقين في إبرام صفقة مع قادة طالبان وعملاء المخابرات الباكستانية. ثم اتخذت واشنطن خيارًا استراتيجيًا لصالح طالبان، وتحاول الآن حمايتها من المعارضة المسلحة.

ثانيًا، أولئك الذين يتحدثون عن "بصمة" أمريكية أو بريطانية في مشروع ''إف.إس.إس.إيه"، في إشارة إلى العلاقة المفترضة بين أحمد مسعود ولندن وواشنطن، مخطئون، ذلك أن المبعوثين الأمريكيين والبريطانيين يحاولون منذ أشهر جذب موظفي نظام طالبان في كابول والدوحة، ووعدوا بمختلف المشاريع الإنسانية والمالية والاقتصادية والسياسية. 

أشارت الصحيفة إلى أن الحركة العامة الجديدة للأمريكيين على رقعة الشطرنج الأفغانية هي بالتأكيد حلقة غير سارة لمهندسي السياسة الأفغانية في موسكو. وحتى الآن، كانوا هم والمعلقون الذين يخدمونهم حريصين على إقناع الجمهور الروسي بأن طالبان ظاهريًا هي العدو اللدود للولايات المتحدة والغرب كله، وأن الكرملين يجب أن يعترف بسرعة بنظام طالبان، ويستخدمه ضدهم في حرب باردة جديدة.