صحافة إسرائيلية

جيش الاحتلال يرصد أضرار الأزمة السياسية والحكومية عليه

جيش الاحتلال في حالة ارتباك بسبب الأزمات السياسية المتلاحقة داخليا- جيتي

كان متوقعا أن تتسبب الأزمة السياسية والحكومية والحزبية الإسرائيلية مختلف أنحاء ومجالات دولة الاحتلال، حتى وصلت إلى الجيش ذاته، الذي بدأ يشعر بارتدادات هذه الأزمة.

 

ومن بين هذه التأثيرت، الإعلان عن إلغاء التدريبات العسكرية، وتأجيلها، وتجميد التعزيزات على الطائرات والمروحيات والأسلحة، وتأخير تعيين الضباط، وكلها أعراض قد تضعف قدرة الجيش مرة أخرى.


وذكر يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "القائد الـ23 للجيش أفيف كوخافي سينهي ولايته في نهاية ديسمبر عقب سنوات أربع، وحتى في السيناريو الأكثر تفاؤلاً بتشكيل حكومة جديدة بعد 60 يوماً من الانتخابات التي ستجرى في مطلع نوفمبر، فإن رئيس الأركان المقبل سيتولى منصبه في فبراير أو مارس على أقرب تقدير".

 

اقرأ أيضا: الخلافات السياسية تصل إلى موقع قائد جيش الاحتلال


وأضاف أن "هذا الوقت المهدر يتزامن مع استلام جيش بدون ميزانية لعام 2023، وهذا التأخير سيضر بجولات تعيين كبار الضباط، لأنه مرة واحدة كل بضعة أسابيع أو أشهر يمرر رئيس الأركان الموافقة على تعييناتهم، وبدون معرفة هوية رئيس الأركان التالي، ستتوقف عمليات التعيين، وستخلق ردود فعل سلبية ستؤخر ترقية مئات الضباط، لكن الافتقار لميزانية الدولة بسبب الجولات الانتخابية المستمرة سيؤدي لتعطيل عمل الجيش".

 

أكثر من ذلك، فإن إلغاء التدريبات بسبب عدم اكتمال الهيئة القيادية العليا للجيش سيلقي بظلاله الخطيرة على ألوية المشاة والمدرعات والهندسة التي تعاني في الأساس من ضعف القدرة القتالية في حال اندلاع أي مواجهة، خاصة في الساحة الشمالية ضد حزب الله، في ظل عدم وجود حكومة دائمة، وتأجيل تعيين رئيس الأركان، وكل ذلك يضر مجددا بتأهيل الجيش على المدى البعيد.


ليس ذلك فحسب، بل إن الأزمة السياسية المستفحلة ستتسبب بالتوقف عن تطوير مشاريع تسليح كبيرة مثل شراء إضافي لصواريخ القبة الحديدية، وإغلاق شراء طائرات التزود بالوقود، ووقف شراء طائرات هليكوبتر فائقة، واستكمال الثغرات في خط التماس، وتعزيز الحاجز على الحدود الشمالية كجزء من خطط متعددة المراحل.

 

اقرأ أيضا: الاحتلال فشل في إسقاط مسيرتين لحزب الله أطلقت نحو "كاريش"
 

أي أن كل شيء سيدخل حالة تجمد خطيرة مرة أخرى، ما سيجعل سلاح الجو يدخل في طور من المعاناة الجديدة بعد عامين من الجفاف بسبب الأزمة السياسية، والافتقار لميزانية الدولة. 


مع العلم أن كبار ضباط جيش الاحتلال سبق لهم أن اعترفوا، وأوضحوا أن عدم الاستقرار السياسي طويل الأمد، بدون حكومة دائمة، سيضر بشكل مباشر ببناء قوة الجيش استراتيجيًا لعقود قادمة، ما يضعف الدولة من الناحية الأمنية في السنوات القادمة، والخطورة بنظرهم أنه لا أحد منهم يضمن أنه بعد هذه الانتخابات سيتم تشكيل حكومة دائمة، تعمل على إقرار ميزانية وزارة الحرب والجيش، الذي يخصص له عشرات مليارات الدولارات كل عام.