صحافة دولية

بينيت يتحدث عن نهج إسرائيلي جديد في التعامل مع إيران

يلتزم بينيت بالخط الرسمي الإسرائيلي وهو عدم الإعتراف بالعمليات في إيران- الأناضول

نشرت مجلة "إيكونوميست" مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت تحدث فيها عن استراتيجية حكومته ضد إيران.

 

وقال رئيس وزراء دولة الاحتلال، إن "إسرائيل" تطبق "عقيدة الأخطبوط" مع إيران، معتبرا أن توجيه ضربات مباشرة لها قد تؤدي إلى نتائج إيجابية.

 

وفي الماضي ركزت "إسرائيل" في الهجمات ضد إيران على برامج إيران النووية والعلماء الإيرانيين المرتبطين به، وبشكل خاص. وعندما كانت تريد ضرب الحرس الثوري أو فرع العمليات الخارجية فيه "فيلق القدس"، كانت توجه الضربة في بلد ثالث مثل سوريا. 


ولكنها باتت اليوم تستهدف الحرس الثوري في داخل إيران. ففي شباط/ فبراير ضربت إسرائيل مصنعا للحرس في غرب إيران. وفي أيار/مايو قتلت واحدا من قادته في العاصمة طهران. وأصبحت أقل خجلا أو سرية من هذه العمليات، مع أنها رفضت في الماضي الإعتراف بعمليات في إيران.

 

واليوم بات المسؤولون الإسرائيليون يقدمون إيجازات غير رسمية للصحافة وبعد ساعات من وقوع الهجوم في بعض الأحيان. وفي نيسان/إبريل بث الموساد تسجيلا لعضو في الحرس الثوري أثناء التحقيق معه، وعلى ما يبدو داخل إيران.

 

اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: بينيت يتبنى "استراتيجية الفوضى" حيال إيران

 

وتعلق المجلة أن كل المسؤولين بالمؤسسة الأمنية ليسوا مرتاحين لهذا النهج المتهور. وعبر بعض المسؤولين السابقين في الإستخبارات بالقول إن "نخز إيران في العين" قد يؤدي لمشاكل أكثر مما تستحق.


ويلتزم بينيت بالخط الرسمي الإسرائيلي وهو عدم الإعتراف بالعمليات في إيران، إلا أنه مقتنع بأن "الإيرانيين هم جبناء أكثر مما تعتقد"، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالرد على جرأة "إسرائيل".

 

ويأمل بينيت أن تؤدي العمليات الجريئة لإقناع إيران بقبول نسخة مشددة من الاتفاق النووي الذي وقعته مع الدول الغربية والصين وروسيا عام 2015 وخرجت منه أمريكا عام 2018. مع أن رغبة الرئيس جو بايدن بإحياء الاتفاق الذي مزقه سلفه لم تثمر بعد نتائج.

 

ويرى بينيت أن الإقتصاد الإيراني في وضع سيء بسبب العقوبات ولو مارست أمريكا الشدة لاستطاعت الحصول على اتفاق يجمد المشروع النووي الإيراني وللأبد وبدون بنود سريان المفعول التي احتوى عليها الاتفاق السابق، والذي ينهي القيود على إيران بعد مدة معينة.

 

ويرى بينيت أن "إسرائيل" تريد أن تفلس إيران من خلال نفقاتها على برامج الأسلحة والتفوق عليها تكنولوجيا فيما يطلق عليها حيلة "حرب النجوم المالية"، ملمحا إلى تطوير الولايات المتحدة صواريخ دفاعية في الثمانينات من القرن الماضي والتي يرى أنها أجبرت الإتحاد السوفييتي في أيامه الأخيرة على القبول بمعاهدة تحكم بالأسلحة مع أمريكا. 


وفي هذا السياق تحاول تل أبيب تطوير شبكة دفاع ليزر، ويمكن توسيعها في المرحلة الأخيرة إلى مظلة دفاع صاروخية إقليمية يمكن أن تحمي حلفاءها العرب الجدد في الخليج و"إسرائيل" أيضا. 


إلا أن الهجمات ضد إيران لم تمنح بينيت، على ما يبدو دفعة سياسية داخل "إسرائيل". فتحالفه المكون من 8 أحزاب يتفكك. وخسر الغالبية في الكنيست. ولا تتفق الأحزاب المشاركة فيه إلا على القليل.

 

وكان السبب الرئيسي وراء بناء هذا التحالف هو التخلص من رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو ولا شيء غير هذا يربط مكوناته.

 

ويحاول نتنياهو العودة إلى الساحة السياسية، وربما لن يكون قادرا على تشكيل حكومة من داخل الكنيست نظرا لغياب الدعم له، ولكنه بحاجة لانشقاق نائب واحد من ائتلاف بينيت لحل الحكومة والدعوة لانتخابات جديدة.