سياسة دولية

قتيل بميكولاييف.. أوكرانيا: لدينا أدلة على جرائم حرب في كييف

مقبرة جماعية في بلدة بوتشا شمال غربي العاصمة الأوكرانية كييف- جيتي

تشهد أوكرانيا، اليوم الأحد، في اليوم الـ39 للحرب على أراضيها بسبب الغزو الروسي، تطورات ميدانية وسياسية عدة، في مقدمتها المعارك في ميكولاييف واتهامات لموسكو بارتكاب جرائم حرب في كييف.


وقتل شخص وأصيب 14 آخرون في قصف روسي طال مدينة ميكولاييف في جنوب أوكرانيا، وفق ما أفاد به حاكم المنطقة فيتالي كيم.


وأضاف الحاكم عبر "تليغرام"، أن فتى في الخامسة عشرة أصيب بجروح طفيفة هو ضمن من تم نقلهم إلى المستشفيات.


وأشار إلى عدد غير محدد حتى الآن من القتلى والجرحى في قصف آخر استهدف أوكاتشيف على البحر الأسود.


وتقع ميكولاييف على طريق أوديسا، أكبر ميناء في أوكرانيا، وسبق أن تعرضت لقصف مستمر مع محاولة الجيش الروسي السيطرة عليها من دون جدوى.
 

"جرائم حرب" في كييف

 

وأعلن مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، الأحد، أن سلطات بلاده عثرت على أدلة تؤكد ارتكاب القوات الروسية جرائم حرب في ضواحي العاصمة كييف.


وقال أريستوفيتش، في تصريح صحفي اليوم، إنه تم العثور على عشرات المدنيين القتلى، في شوارع ضواحي إيربين وبوتشا وهوستوميل في كييف بعد انسحاب القوات الروسية منها.

ووصف المشهد بـأنه "فيلم رعب".

 

اقرأ أيضا: أوكرانيا تعلن "تحرير" كامل منطقة كييف واكتشاف مقابر جماعية

وأوضح المستشار الرئاسي أن بعض الضحايا قتلوا بطلقات نارية في رؤوسهم وأيديهم مكبلة، في حين ظهرت آثار التعذيب على بعض الجثث.

واتهم أريستوفيتش القوات الروسية باغتصاب النساء ومحاولة حرق جثثهن. وقال إن السلطات الأوكرانية ستحقق في جرائم الحرب المزعومة وتعقب الجناة.

وأثارت التقارير بشأن العثور على عشرات القتلى في كييف بعد انسحاب القوات الروسية إدانات دولية.

 

الجثث في بوتشا الأوكرانية


واعتبرت الأمم المتحدة الأحد، أن العثور على مقابر جماعية في مدينة بوتشا الأوكرانية، بعد انسحاب القوات الروسية منها، يثير تساؤلات جدية عن "جرائم حرب محتملة"، مؤكدة أهمية الاحتفاظ بكل الأدلة.


وقال مكتب حقوق الإنسان في المنظمة الدولية: "لسنا حتى الآن في وارد التعليق مباشرة على أسباب وظروف وفاة المدنيين في بوتشا، ولكن ما نعلمه حتى اليوم يثير بوضوح تساؤلات جدية ومقلقة عن جرائم حرب محتملة وانتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني".


وقال مسؤولون أوكرانيون السبت، إن حوالي 300 جثة دفنت في مقابر جماعية.


وأشار مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى أن موظفيه على الأرض لم يتمكنوا بعد من التحقق من الأرقام أو التفاصيل التي أعلنها مسؤولون أوكرانيون.


لكنّه قال: "نحن نشعر بقلق عميق إزاء الصور المتوافرة ومقاطع الفيديو، بما فيها تلك التي تظهر جثثا فيما أيدي أصحابها مكبّلة خلف ظهورهم".


وتابع: "في الوقت ذاته، لا يمكننا استبعاد أنه من بين حوالي 300 جثة، ورد أن سلطات المدينة جمعتها من الشوارع وتم دفنها في الأيام الأخيرة، هناك جثث لجنود أوكرانيين أو روس قتلوا خلال الأعمال العدائية".


وأضاف: "المدنيون الذين توفوا لأسباب طبيعية أو نوبات قلبية أو غيرها من الظروف الصحية الناجمة عن الإجهاد وعدم الحصول على الأدوية والمساعدة الطبية خلال الشهر الماضي، قد يكونون أيضا من بين الذين عثر عليهم جثثا في شوارع المدينة".

 

اقرأ أيضا: أوكرانيا تقول إن روسيا وافقت "شفهيا" على مقترحات كييف

لكن نظرا إلى أن هناك احتمالا أن تكون قد ارتكبت جرائم حرب، قال المكتب إنه من المهم "نبش جميع الجثث وتحديد هويات أصحابها".


وأوضح أن هذا الامر أساسي "حتى يتم إبلاغ الأقارب وتحديد السبب الدقيق للوفاة في سبيل ضمان المساءلة والعدالة".


وختم بأنه "من المهم أيضا اتخاذ كل التدابير لضمان الحفاظ على الأدلة".

الجيش الروسي ينفي


في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية الأحد إن قواتها لم تقتل مدنيين في بوتشا الواقعة خارج كييف والتي استعادتها القوات الأوكرانية من الجنود الروس.


وأضافت الوزارة في بيان: "في وقت كانت هذه المدينة تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية، لم يتعرض أي مواطن محلي للعنف". 


وأكدت أن الجيش الروسي وزّع 452 طنا من المساعدات الإنسانية على المدنيين في هذه المنطقة.


وتابعت الوزارة بأن جميع السكان "أتيحت لهم الفرصة للمغادرة بحرية" من المنطقة "نحو الشمال"، في وقت كانت الضواحي الجنوبية للمدينة تتعرض "لإطلاق نار من القوات الأوكرانية على مدار الساعة".


واعتبرت أن الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت لجثث في شوارع بوتشا كانت "فبركة جديدة (قام بها) نظام كييف لوسائل الإعلام الغربية".


وشددت وزارة الدفاع الروسية على أن وحداتها العسكرية كافة انسحبت من بوتشا في 30 آذار/ مارس، غداة إعلان موسكو أنها ستقلص بشكل كبير عملياتها العسكرية في شمال أوكرانيا.

 

آلية خاصة للتحقيق


من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد إنشاء "آلية خاصة" للتحقيق في "الجرائم" الروسية في أوكرانيا، واعدا بمعاقبة "كل شخص" مسؤول بعد العثور على عشرات الجثث في مدينة بوتشا.


وقال زيلينسكي: "قررت انشاء آلية قضائية خاصة في أوكرانيا للتحقيق والمحاكمة في كل جريمة ارتكبها غزاة بلادنا"، موضحا أن الآلية ستضم "خبراء محليين ودوليين ومحققين ومدعين وقضاة".

 

وتعهد أن "يتم إدراج كل مذنب بارتكاب مثل هذه الجرائم في سجلّ خاص للجلادين، وسيتم العثور عليه ومعاقبته".


أوديسا الأوكرانية


في سياق آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير مصفاة نفط و3 مستودعات وقود في منطقة أوديسا جنوب أوكرانيا، صباح الأحد، بصواريخ بحرية وجوية عالية الدقة.

وقالت الوزارة في بيان إن "صواريخ بحرية وجوية عالية الدقة دمرت، صباح اليوم، مصفاة وثلاث منشآت ومستودعات لتخزين الوقود بالقرب من أوديسا، والتي جرى من خلالها إمداد مجموعة من القوات الأوكرانية بالوقود في اتجاه نيكولايف".

وأضاف البيان: "أسقطت دفاعاتنا الجوية طائرتين أوكرانيتين بدون طيار في مناطق كودرياشوفكا وشوروفكا"، بحسب ما نقلت قناة روسيا اليوم (محلية).

وذكرت الدفاع الروسية في البيان أنها دمرت "خلال الليل 51 منشأة عسكرية أوكرانية، من بينها: أربعة مواقع، واثنان من قاذفات نظام الصواريخ Osa-AKM المضاد للطائرات في بارفينكوفو وسلافيانسك، ومنشأتان لأنظمة إطلاق صواريخ متعددة، وأربعة مستودعات ميدانية لأسلحة الصواريخ والمدفعية والذخيرة، بالإضافة إلى 32 معقلا ومركزا للمعدات العسكرية الأوكرانية".

 


وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

 

وتشترط روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".