قضايا وآراء

هل يعيد رمضان تشكيل المشهد الجيوسياسي في الإقليم؟

1300x600

هل تنجح الجهود الأمريكية والإقليمية في احتواء المواجهات والتصعيد المتوقع في الأراضي الفلسطينية رمضان المقبل؛ أم تنفجر الاحتجاجات والمواجهات مهددة بتغير ملامح المشهد الجيوسياسي والأمني في الأراضي الفلسطينية والإقليم برمته؟

سؤال بات متداولا في أوساط المراقبين والساسة في الإقليم بعد أن أخذت التحذيرات من انفجار الأوضاع الأمنية في فلسطين المحتلة منحى أكثر جدية وواقعية بفعل العمليات الفدائية المتتابعة التي ضربت الكيان الإسرائيلي وهزت أركانه السياسية والأمنية خلال الأيام القليلة الماضية.

المواجهة وإعادة التموضع 

الهواجس من انفجار مواجهة شاملة في الأراضي الفلسطينية رمضان المقبل اكتسبت زخما كبيرا بفعل العمليات الفدائية المتتالية التي ترافقت مع نشاط إسرائيلي محموم لإعادة التموضع الإقليمي والدولي.

سواء كات محاولات التموضع الإسرائيلي عبر تكثيف جهود التطبيع مع الدول العربية أو عبر اتخاذ موقف الحياد والوساطة في الأزمة الأوكرانية؛ فإن العمليات الفدائية في بئر السبع والخضيرة وبني براك سرعان ما بددت فقاعة التطبيع المنتفخة في النقب المحتل بعد لقاء وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين والمغرب بوزير خارجية الولايات المتحدة بلينكن ووزير خارجية الكيان لبيد؛ وأربكت جهود التموضع والحياد الإسرائيلي في الأزمة الأوكرانية باعتبارها قوة احتلال وبؤرة للتوتر واللاستقرار في الإقليم والساحة الدولية.

 

الإدارة الأمريكية والكيان الإسرائيلي يفتقدان القدرة على التحكم بمدخلات المواجهة المقبلة ومخرجاتها الجيوسياسية في ضوء الأزمة الأوكرانية وحالة التوتر الشديد مع الصين وروسيا؛ متغيرات تجعل من احتمالات التصعيد عالية جدا في رمضان المقبل.

 


التموضع وإعادة التموضع عملية لم تنتهي سواء كان الفاعل فيه الكيان الإسرائيلي من خلال شراكاته الإقليمية والدولية؛ أو كانت المقاومة الفلسطينية والقوى الممانعة لتوسع النفوذ الإسرائيلي في المنطقة العربية؛ عملية رغم أنها لازالت تخضع لتجاذبات قوية إعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا وأمنيا؛ إلا أنه يتوقع أن تحسم وتتضح معالمها في حال اندلعت مواجهة شاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
 
المبادرة الفلسطينية والخيارات الإسرائيلية 

وضعت قدرة الفلسطينين على المبادرة الكيان الإسرائيلي أمام خيارات صعبة؛ أما المزيد من التنازلات في ملف القدس والاستيطان والتراجع في نفوذها وتأثيرها في الضفة الغربية؛ وأما الذهاب إلى تصعيد يصعب التحكم بمدخلاته ومخرجاته على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي؛ خصوصا وأن الأثر المباشر للتصعيد سيمتد إلى الساحة الدولية ليعيد تشكيل المشهد الإقليمي والجيوسياسي الرخو وغير المستقر.
  
فقدرة المقاومة الفلسطينية على ملء الفراغ الناجم عن تآكل شرعية السلطة في رام الله وإمكانية انهيارها بعد غياب الرئيس محمود عباس تزداد أهمية وواقعية بمرور الوقت؛ معطية بذلك للمواجهة المرتقبة أبعادا جيوسياسية تفوق في أهميتها وضخامتها تلك المتولدة عن المواجهات التي سبقتها في أيار (مايو) العام الماضي؛ أو ما سبقها في الأعوام 2014 و2012 .

هاجس الفراغ في الضفة الغربية وهشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية دفعت الاحتلال للبحث في خيارات جيوسياسية تم استبعادها؛ كالخيار الأردني في الضفة الغربية؛ والذي أوحى به حراك وزير الدفاع غانتس ووزير الخارجية لبيد ورئيس الدولة هرتسوغ نحو الأردن للقاء الملك عبد الله الثاني؛ فالحراك الأمريكي والإسرائيلي لتجنب التصعيد يتخذ مسارا مضطربا ومتعرجا فاقدا للاستراتيجية والأفق السياسي الواقعي فاتحا الباب للفلسطينيين للعب دور مؤثر ومبادر في صياغة المشهد الأمني والجيوسياسي. 

ختاما.. 

الحراك الإسرائيلي ومن ورائه الأمريكي لتجنب التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة يؤكد على خطورة وأهمية المسارات التي تتشكل بفعل المواجهة المرتقبة مع الاحتلال في رمضان المقبل؛ فالإدارة الأمريكية والكيان الإسرائيلي يفتقدان القدرة على التحكم بمدخلات المواجهة المقبلة ومخرجاتها الجيوسياسية في ضوء الأزمة الأوكرانية وحالة التوتر الشديد مع الصين وروسيا؛ متغيرات تجعل من احتمالات التصعيد عالية جدا في رمضان المقبل.

hazem ayyad
@hma36