سياسة دولية

خلاف بالكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا بسبب الغزو الروسي

نأى رؤساء الكنيسة الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو بأنفسهم عن رجال الدين الروس - جيتي

أثار الغزو الروسي لأوكرانيا انقساما داخل المؤسسة الدينية المسيحية، حيث اختار المؤمنون الأوكرانيون ورؤساء الكنيسة الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو عدم تبني موقف رجال الدين الروس، مما أثار تساؤلات حول أحد أهم مواقع نفوذ الكرملين في البلاد.


وفي مقابلة مع "فرنس24"، قالت الأوكرانية ناديجدا، التي كانت تودع أحد أقربائها الذين سقطوا تحت نيران المدافع الروسية: "بالطبع، إنه اجتياح مؤلم.. يجب حماية البلد، لكن يجب التفكير أيضا كيف نوقف الحرب".


من جانبه، اعتبر فولودومير أنه "يجب الاستمرار في الدفاع عن البلد ضد المعتدي الروسي". 


وأضاف: "قمت بالخدمة العسكرية في الجيش السوفياتي في موسكو، خلال الثمانينيات، ولم أتوقع شيئا كهذا. لقد تمكن جيشنا من إلحاق خسائر لم يعرفها الجيش الروسي مطلقا... أنا واثق من أننا سننتصر".


وجاءت هذه التصريحات مناقضة لما قاله البطريرك كيريل بطريرك موسكو والزعيم الروحي الأعلى لهذه الكنيسة، الذي هاجم ما اعتبره "قوى الشر" التي تقف ضد الوحدة التاريخية بين روسيا وأوكرانيا، في اليوم الثالث من الحرب. 


وتوجد في أوكرانيا كنيستان أرثوذكسيتان متنافستان: واحدة مستقلة وأخرى تابعة لبطريركية موسكو. ونظرا لتاريخها القديم الذي يمتد 300 سنة، فإن هذه الأخيرة تعد الأكبر في أوكرانيا لاحتوائها على عدد أبرشيات أكبر.


وساهم الغزو الروسي لأوكرانيا في تعميق الخلاف بين رجال الدين في موسكو والفرع الأوكراني لبطريركية موسكو، إذ استنكر متحدث باسم الفرع الأوكراني الجمعة أكاذيب الكرملين لتبرير الحرب.


وقال الأب نيكولاي دانيلفيتش في حديث مع وسائل إعلام فرنسية: "نعم، الكذب خطيئة والسلطات الروسية تكذب. وقد صدقها الكثيرون: قال المسؤولون إنه لن تكون هناك حرب، وإنهم لم يخططوا لأي شيء"، معتبرا أن "الهجوم الروسي خيانة كسرت جميع أشكال الثقة".


في المقابل، دعا الأب سيرجي ستوليارشوك إلى الصلاة والسلام، من دون الانحياز لأي طرف في الصراع المستمر. كما أن مسألة السلطة الرسمية لبطريرك موسكو، كيريل، لا تزال من المحرمات. فقد فضل ستوليارشوك التستر خلف الطابع "اللاسياسي" للكنيسة، تجنبا للتعليق على تصريحات البابا كيريل.

 

اقرأ أيضا: روسيا توقف إطلاق النار للإجلاء.. وقواتها تتراجع في إيزيوم شرقا

لكنه مثل باقي الأوكرانيين، فقد تأثر بهذه الحرب الروسية ضد بلاده. وقد علم بشأنها في الساعات الأولى من الهجوم عندما اتصلت به ابنته، التي تعيش بالقرب من مطار بوريسبيل، مذعورة لإعلامه بأنها تسمع انفجارات.


وعبر كاهن كنيسة أوبوخيف عن حزنه في مقابلة بعد انتهاء القداس قائلا: "هذا بلدنا وهذه أرضنا وهذا شعبنا... فكيف يمكننا أن نظل غير مبالين؟".


وأضاف: "نصلي لجيشنا، ونصلي لأمتنا، لأننا أمة"، ردا على إنكار بوتين وجود أمة أوكرانية، قائلا: "لا يمكنني حمل السلاح، وسلاحي الوحيد هو الصلاة".