ملفات وتقارير

الكشف عن تزوير تقرير طبي لمقتل ليبي شرق البلاد (وثائق)

بنغازي تقع تحت سيطرة القوات الموالية لحفتر شرق البلاد- جيتي

نشرت منظمة حقوقية ليبية، وثائق تظهر تزويرا لتقرير طبي شرعي صادر عن الجهات الرسمية الليبية، لمقتل مواطن شرق البلاد، بهدف التغطية على الأسباب الحقيقية لمقتله، وهي تعرضه للتعذيب وإطلاق النار، برواية أخرى تقول إنه تعرض للتسمم ومضاعفات في الرئة لا أكثر، وآخر يتحدث عن المخدرات.

 

جاء ذلك بحسب منظمة "ضحايا" لحقوق الإنسان، المحلية، في بيان رسمي، أكدت فيه أنه جرى إعداد تقرير طبي شرعي مزور لشاب ليبي، إلا أن أهله لم يقتنعوا بتفاصيله، وأنه بعد مطالبتهم بتشريح الجثمان، تفاجأوا بأن سبب الوفاة كان إصابته بأعيرة نارية في منطقة الحوض ومناطق متفرقة من الجسم، بالإضافة إلى ظهور آثار تعذيب عليه وكيّ بالسجائر، ما استدعى تغيير التقرير إلى آخر جديد.

وأشار البيان إلى أن أسرة القتيل أكدت قتل الورفلي وتعذيبه مع سبق الإصرار والترصد في مقر جهاز النجدة بمدينة بنغازي.

 

وحلصت "عربي21" على مقطع فيديو مصور لجثة الضحية، يؤكد ما أفادت به المنظمة الحقوقية، بأنه تعرض للتعذيب وإطلاق نار في أماكن مختلفة من الجسم ما تسبب بوفاته.

 

والمواطن الليبي المقتول يدعى عبد الله الورفلي (30 عاما)، وتثير ملابسات مقتله لغطا حول الانتهاكات الإنسانية في مدينة بنغازي الليبية، التي يسيطر عليها القائد العسكري خليفة حفتر.

 

وقالت مصادر خاصة من مدينة بنغازي لـ"عربي21" إنه "تم نصب كمين للشاب المقتول، أمام منزله، والرماية عليه بشكل مباشر، ومن ثم نقله وهو على قيد الحياة لمستشفى الجلاء في بنغازي، ثم نقله لمستشفى مدينة المرج شرقا، والذي تسيطر عليه قوات عبد الرزاق الناظوري رئيس أركان قوات حفتر".

 

وأكدت أن الورفلي تعرض قبل شهر من وفاته، لمحاولة قتل، عبر إطلاق النار عليه في ثلاث مناسبات سابقة، وكذلك مداهمة منزله في ساعات الليل المتأخرة.

وتطابقت رواية المصادر مع مقطع الفيديو الذي تعتذر "عربي21" عن نشره لما يظهره من مشاهد دموية وفظيعة لما تعرض له من أذى في جسده، لا سيما في مناطق حساسة تعرضت لإطلاق نار.

 

وأكدت المصادر أنه جرى تعذيب الورفلي داخل المستشفى، ومن ثم تزوير شهادة وفاته من الطبيب الشرعي لمستشفى المرج، فيما تم اكتشاف أن السبب الرئيس للوفاة هو تلقي الضحية طلقات نارية في مناطق حساسة، والتعذيب.

 

وتاليا صور من مقاطع الفيديو تظهر بعض آثار التعذيب على القتيل، في حين كانت الأماكن الأخرى في مناطق حساسة أسفل جسده، لا يمكن نشرها لأسباب مهنية.

 

 

 

 

وتظهر الوثيقة الأولى التي نشرتها منظمة "ضحايا"، بأن تقرير الطب الشرعي شخّص سبب الوفاة بأنه تسمم ومضاعفات بالرئة، بتاريخ 19 من شباط/ فبراير الجاري، وهي الوثيقة التي تم فيها تزوير سبب الوفاة.



فيما أظهرت الوثيقة الثانية التي كشفت عنها المنظمة أيضا، بأن سبب الوفاة هو ناتج عن مضاعفات تعرض القتيل لطلقات نارية في مناطق حساسة أسفل جسده، وأن مقتله حدث في تاريخ 20 شباط/ فبراير الجاري.

 

وظهرت الوثيقة الثانية، إثر احتجاج أهل الضحية وانتزاع تقرير شرعي جديد لتشريح جثمانه يشخص السبب الحقيقي للوفاة.


 

وفي وثيقة ثالثة، ادعى تقرير صدر عن مستشفى المرج، أن سبب وفاة الورفلي هو "المخدرات".

 

 


وقالت الناشطة الحقوقية نادين الفارسي، لـ"عربي21"، إن المتورطين في العملية هم عناصر من جهاز الأمن في مديرية أمن بنغازي التابع لوزارة الداخلية، وتم التعرف على الجناة من خلال ما رصدته كاميرات المراقبة.

وأفادت بأن حالة من الاحتقان تسود المنطقة التي تسكن بها عائلة الورفلي، حيث إن قوات الأمن لا زالت تطوق مداخل الحي ومخارجه، الذي يتواجد به منزل الضحية.

وأوضحت الحقوقية الليبية أن عائلة الورفلي تطالب بالقبض على رئيس قسم جهاز النجدة هناك، والأفراد التابعين له، وتسليمهم للعدالة.

وقالت: "أيا كان سبب ما حدث معه، فإن التعامل يكون وفق ما يمليه القانون، عبر أمر بالضبط إن كان الضحية متهما أو مطلوبا في قضايا، والقضاء هو المخول الوحيد لمحاكمته".

 

ولم تعرف عائلة الضحية سبب خطف أجهزة الأمن له، ولماذا تم إطلاق النار عليه وتعذيبه.