صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: تركيا لن تقبل بكل مطالب تل أبيب للمصالحة

اعتبرت أن تركيا تريد عودة التطبيع مع إسرائيل لترميم العلاقة مع الإدارة الأمريكية- جيتي

واصلت الأوساط الإسرائيلية الجهود المشتركة بين أنقرة وتل أبيب لاستئناف علاقاتهما بعد فترة جمود طويلة، وسط تقديرات بتقديم لائحة مطالب لكل منهما أمام الأخرى، لكن وصول المبعوثين الأتراك الخميس تل أبيب شكل خطوة إضافية للدفع بهذه العلاقات قدما إلى الأمام، تحضيرا لزيارة الرئيس إسحاق هرتسوغ إلى تركيا في أواسط آذار/ مارس.


وتزعم المحافل الإسرائيلية أنه في ذروة تدشين هذه العلاقات بين إسرائيل وتركيا، فما زالت الأخيرة "تعد قاعدة لإدارة بعض الجهات المعادية للاحتلال شؤونها السياسية والتنظيمية والمالية".

 

وأضافت أنه "ما يعني أن تل أبيب قد لا تكتفي بتلقي وعد تركي متكرر بمنع أي نشاط معادٍ ضدها ينطلق من أراضيها، على اعتبار أن الإسرائيليين استمعوا سابقا لهذه الوعود، بزعم أننا شاهدنا هذا الفيلم أكثر من مرة، وأكلنا القش والمرارة"، وفق تعبيرها.


وذكر نداف شرغاي الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، أن "الجانبين دخلا جولة مصالحات سابقة بعد أحداث سفينة مافي مرمرة في 2010، ثم 2016، لكنها في كل مرة، لم يتم إتمام هذه المصالحات بطريقة كاملة، ما يدفع إسرائيل لأن تحذر مما يمكن وصفه كارثة تسونامي، من مصالحة مرتقبة مع الأتراك، لأنهم يريدون التقارب معنا لترميم علاقاتهم مع الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن".

 

اقرأ أيضا: وفد تركي يصل إلى تل أبيب تمهيدا لزيارة هرتسوغ إلى أنقرة

 

وتابع: "لكن الطريقة التي تم تدهور اتفاقات المصالحة السابقة مع أنقرة، قد يستدعي من تل أبيب أن تشعل أضواء التحذير الضخمة".


وأضاف أن "تركيا لم تمنع أي نشاط معاد من أراضيها ضد إسرائيل كما وعدت سابقا، خاصة أنه خلال العقد الذي انقضى على قضية مافي مرمرة، تم توجيه المئات من الهجمات المسلحة ومحاولاتها من خلال عدد من أعضاء حماس، المقيمين في اسطنبول، كما ترفض تصنيف حماس كمنظمة "إرهابية"، ولأن الذاكرة الإسرائيلية قصيرة، فقد دأب الرئيس أردوغان على انتقاد سلوك إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وتشبيهها بالأعمال النازية ضد اليهود، واصفا الحكومة الإسرائيلية بأنها "خليفة هتلر"، وصولا لاتهام "الصهاينة القذرين بتدنيس المسجد الأقصى". 


ولا يخفي الإسرائيليون أن أحد منطلقات تركيا في عودة تطبيع علاقاتها مع دول المنطقة، بما فيها تل أبيب، تتمثل في السعي لاستعادة نفوذها في جميع مناطق الإمبراطورية العثمانية التاريخية، ولذلك فإن تحقيق أي تقارب جدي معها يدفع الاحتلال لتقديم جملة مطالب يتم إسماعها لكل المسؤولين الأتراك، وتتمثل بإغلاق مكاتب حماس لديهم، وإخراج ناشطين رئيسيين من أراضيهم، بزعم أنها شروط مسبقة لأي تقدم في العلاقات.

 

اقرأ أيضا: أنقرة ترسل وفدا إلى تل أبيب.. شكوك إسرائيلية إزاء التقارب


وتدرك المحافل الإسرائيلية أن تركيا الراغبة في استعادة العلاقات معها ليست في وضع يجعلها بانتظار المطالب الإسرائيلية للتوقيع عليها والموافقة بشأنها؛ فهي دولة لها مصالحها واعتباراتها، ولن تقبل على تطبيع للعلاقات انطلاقا من تحقيق كامل لتلك المطالب، بل إنها تسعى لعلاقات ندية، بعيدا عن فرض الشروط والمطالب، وإن كانت قد تصل إلى صيغة مقبولة بين كل الأطراف لتمرير هذه الفترة.