سياسة دولية

نائب مسلم سابق: حزب المحافظين تجاهل أدلتي حول الإسلاموفوبيا

شكك كريم بإمكانية إجراء تحقيق جاد بالإسلاموفوبيا في حزب المحافظين- حسابه على تويتر

أكد النائب البريطاني السابق في البرلمان الأوروبي، سجّاد كريم، أن الحزب تجاهل شكوى بشأن تعرضه لـ"مؤامرة" مدفوعة بالإسلاموفوبيا ومعاداة المسلمين داخل حزب المحافظين، مؤكدا أنه سلم أدلة خلال تحقيق سابق للحزب، لكن تم تجاهلها بشكل كامل


وتأتي هذه القضية لتضاف إلى ما كشفت عنه النائبة المسلمة نصرت غني؛ من أنها أقيلت من منصبها كوزيرة دولة في وزارة النقل بسبب ديانتها.

وأشار كريم، الذي كان أول مسلم بريطاني ينتخب للبرلمان الأوروبي وخدم في منصبه 15 عاما (حتى عام 2019)، إلى أن نائبين في الحزب، أحدهما يشغل الآن منصبا وزاريا، عمدا إلى استخدام خلفية كريم الدينية للتآمر عليه سياسيا.
 
وكان كريم أول من أثار قضية الإسلاموفوبيا داخل حزب المحافظين قبل عامين، لكنه عاد الآن ليكشف مزيدا من التفاصيل بعدما تم تجاهل شكواه.

وأوضح كريم أنه قدم أدلة وتفاصيل عن انتهاك تعرض له شخصيا؛ إلى سواران سينغ الذي كلفه حزب المحافظين بإعداد تقرير عن التمييز والكراهية داخل الحزب. لكن سينغ لم يتواصل معه، كما خلا تقريره النهائي من الإشارة للشكوى، ونفى التقرير وجود تمييز مؤسسي ضد المسلمين داخل الحزب.

وتعود تفاصيل الشكوى لعام 2013، وذكر كريم لصحيفة الإندبندنت البريطانية أنه سمع حينها نائبين من المحافظين يتحدثان عنه بطريقة تطغى عليها الإسلاموفوبيا. وقال: "كان الدافع سياسيا.. كانت ممارسة سياسية تماما لتحطيمي، عبر استخدام خلفيتي الدينية".

وأضاف: "النقاش كان حول كيف يمكن هندسة خلفيتي الدينية والثقافية سياسيا واستخدامها ضدي".

وأثار كريم القضية لأول مرة في مقابلة مع بي بي سي في أيلول/ سبتمبر 2019، وعلى إثرها تواصل معه مكتب رئاسة الحزب ودعاه لتقديم شكوى رسمية. لكنه اشترط ترتيب لقاء مع رئيس الحزب حينها جيمس كليفيري، وأن يتولى الأخير التحقيق نظرا لحساسية القضية، وكان الرد بأن رئيس الحزب مشغول جدا، وأن على كريم اللجوء للمسار العادي لتقديم شكوى.

وحينها، كان سينغ يستعد لبدء تحقيقه، وقيل لكريم إن سينغ سيتواصل معه للحصول على الأدلة، لكن سينغ الذي نشر تقريره في أيار/ مايو الماضي لم يتواصل معه نهائيا، وهو ما اعتبره كريم تجاهلا لشكواه من رئاسة الحزب أولا ثم من سينغ لاحقا، ما يعني أن "قضيتي لم تكن جزءا من أي تعامل مع الإسلاموفوبيا في حزب المحافظين".

وقال كريم: "أعتقد أن هذا يظهر نقصا في الجدية الحقيقية في الحزب للتعامل مع الإسلاموفوبيا كقضية خطيرة. هي ينظر إليها أكثر كضجيج يحتاج للتعامل معه".

ورغم تأكيده أنه لا يتوقع أن يتم التعامل بجدية مع الإسلاموفوبيا ما لم يتم إجراء تغيير في الحزب، عبّر عن استعداده للتعامل بشكل كامل وتقديم كل الأدلة والأسماء المتورطة إذا تم إجراء تحقيق جديد في الاتهامات.

 

من جهة أخرى، هاجم كريم رئيس الوزراء بوريس جونسون وانضم إلى المطالبين باستقالته، كما ألمح إلى أنه سيعود للسياسة عبر الترشح في الانتخابات القادمة.


من جهته، علّق متحدث باسم الحزب بأن "حزب المحافظين يتنبى سياسة عدم التسامح مع التمييز من أي نوع، ودائما تم التحرك للتعامل مع كل حوادث الكراهية أو الإساءة أو التخويف"، حسب قوله.

وكانت نصرت غني قد قالت لصحيفة صاندي تايمز في وقت سابق؛ إن مسؤول الانضباط الحكومي في الحزب أبلغها، في شباط/ فبراير 2020، أن خلفيتها الدينية "تتسبب بعدم الراحة" لزملائها في الحكومة.

وجاءت إقالة غني في ذلك الوقت خلال تعديل حكومي محدود جرى بعد استقالة وزير المالية حينها ساجد جافيد، الذي اشتكى من محاولات للتدخل في شؤون وزارته من قبل مستشاري رئيس الوزراء.

وبحسب غني (49 عاما)، فإن مسؤول الانضباط الحكومي أبلغها خلال اجتماع بشأن التعديل الوزاري في مقر رئاسة الوزراء؛ بأن مسألة "كوني مسلمة قد أثيرت كمشكلة، فوضعي كوزيرة امرأة ومسلمة كانت تجعل زملائي يشعرون بعدم الارتياح، وكان لديهم قلق من أنني لم أكن موالية للحزب، حيث إنني لم أقم بما يكفي للدفاع عن الحزب في وجه الاتهامات بالإسلاموفوبيا" داخل الحزب.

وقالت: "شعرت كأني تلقيت ضربة على معدتي.. شعرت بالإهانة، وبأني بلا قوة"، مضيفة: "كان من الواضح لي تماما أن مسؤول الانضباط ورقم 10 (مقر رئاسة الوراء في داوننغ ستريت) كانا ينتظران مني مستوى أعلى من الولاء مقارنة بالآخرين؛ بسبب خلفيتي وديني".

 

اقرا أيضا: الغارديان: حضور بشع للإسلاموفوبيا بحزب المحافظين البريطاني