سياسة دولية

أفريقيا.. سلسلة من الانقلابات في القارة السمراء

القارة السمراء شهدت 201 انقلاب عسكري منذ استقلال معظم دولها عن الاستعمار - جيتي

يبدو أن الانقلابات لن تتوقف في القارة السمراء، إذ استقبلت "أفريقيا" عام 2022 انقلاب بوركينا فاسو في 24 كانون الثاني/ يناير الجاري.

فما أبرز الانقلابات التي شهدتها أفريقيا في الأعوام الماضية؟ وهل تزيد هذه الانقلابات الأوضاع السياسية والاقتصادية بالبلدان التي تقع بها سوءا؟ أم أنها تكون لصالح السكان حقا؟

بوركينا فاسو:24 يناير الجيش يستولى على السلطة 


استولى عسكريون في بوركينا فاسو على السلطة، معلنين حل الحكومة والبرلمان، وإغلاق حدود البلاد، وتعليق العمل بالدستور، وكان ذلك عبر التلفزيون الرسمي في 24 كانون الثاني/ يناير الجاري

وتلا بيان الانقلاب ممثل رئيس "الحركة الوطنية للحماية والاستعادة"، التي نفّذت الانقلاب، واستولت على السلطة.

ووعد الجيش بعد الإطاحة بالرئيس روك مارك كابوري، بعودة البلاد للنظام الدستوري بفترة معقولة، لكنه لم يحددها.

ووقع في بوركينا فاسو منذ حصولها على الاستقلال، قبل نحو 62 عاما، 8 انقلابات، فيما حصدت الحرب الأهلية فيها آلاف الأرواح، وشردت نحو 1.5 مليون مواطن.

 

اقرأ أيضا: هكذا فاقم انقلاب البرهان المعاناة اليومية للسودانيين

أفريقيا: محطات زمنية لأبرز الانقلابات بالعقد الأخير


أحدث انقلابات أفريقيا، والذي سبق انقلاب بوركينا فاسو، كان في ٢٥ تشرين / الأول أكتوبر2021 بالسودان، والذي أعلن فيه رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، حل الحكومة المدنية.

واعتقل خلاله البرهان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وعددا من كبار الشخصيات المدنية، التي كان الجيش قد وافق على اقتسام السلطة معها إلى حين إجراء الانتخابات في 2022، وهو ما فاقم الأزمات السياسية والاقتصادية بالسودان حتى اليوم.

وكان الجيش السوداني في 11 نيسان/ أبريل 2019، قد أقال الرئيس عمر البشير، الذي كان يحكم البلاد منذ 30 عاماً.

وفي 6 أيلول/ سبتمبر 2021، ألقت القوات الخاصة في غينيا القبض على الرئيس ألفا كوندي، عقب انقلاب عسكري في العاصمة الغينية كوناكري، قام به عناصر في وحدة المهام الخاصة بالجيش بقيادة مامادي دومبوي، الذي أعلن عن حل الحكومة، ووقف العمل بالدستور، وإغلاق حدود البلاد.

وفي مالي أيضا في 18 آب/ أغسطس 2020، أطيح بالرئيس إبراهيم أبوبكر كيتا، بعد أشهر عدة من أزمة سياسية، وأدى الانقلاب العسكري إلى فرض عقوبات دولية، رفعت بعد تشكيل حكومة انتقالية في الخامس من أكتوبر؛ بهدف تسليم السلطة للمدنيين خلال 18 شهرا.

 وكانت غينيا بيساو، في 12 نيسان/ أبريل 2021، على موعد مع انقلاب عسكري عطل العملية الانتخابية قبل أسبوعين من الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وأطاح الانقلاب بنظام الرئيس بيرييرا.

تشاد كان لها هي الأخرى نصيبها من الانقلابات في 20 نيسان/ أبريل2021، وغداة وفاة الرئيس إدريس ديبي، قام مجلس عسكري انتقالي برئاسة نجل الرئيس الراحل محمد إدريس ديبي، الذي كان آنذاك قائداً للحرس الرئاسي، بحل الحكومة والجمعية الوطنية.

ووعد ديبي بمؤسسات جديدة بعد انتخابات "حرة وديمقراطية" في غضون سنة ونصف السنة، ولم يستبعد الجنرال ديبي في الآونة الأخيرة تمديد الانتقال 18 شهراً إذا لم يتم استيفاء "بعض الشروط".

زيمبابوي في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر2017، استقال الرئيس روبرت موغابي (93 عاماً)، الرئيس الأكبر سناً في العالم، بدفع من الجيش وحزبه، وضغط الشارع، في ختام أسبوع من الأزمة، وفي وقت كانت فيه الجمعية الوطنية تبحث إقالته.

ويعد انقلاب الجيش في مصر برئاسة وزير الدفاع "عبد الفتاح السيسي"، في تموز/ يوليو 2013، أبرز الانقلابات التي شهدتها أفريقيا، والتي أطاحت بأول رئيس مدني منتخب بالبلاد "محمد مرسي"، الذي توفى في تموز/ يوليو 2019، في أثناء احتجازه ومحاكمته من قبل الجيش.

لماذا تشهد أفريقيا كل هذه الانقلابات؟


بحسب خبراء في الشأن الأفريقي، فضعف الاقتصادات الأفريقية، والبيئة الأمنية المضطربة، إضافة إلى عدم احترام المواثيق الديمقراطية، ولجوء العديد من الحكام المدنيين لتمديد فترات حكمهم، جميعها عوامل تثير الغضب الشعبي، وتهيئ بيئة الانقلابات العسكرية التي تزيد الأمر تعقيدا.

وقد شهدت أفريقيا منذ استقلال معظم دولها من الاستعمار الغربي، في ستينيات القرن الماضي، نحو 201 انقلاب عسكري.