ملفات وتقارير

محللون: السيسي أسقط الخطوط الحُمر مع الاحتلال بذكرى "أكتوبر"

محللون: بدت العلاقات المصرية الإسرائيلية في عهد السيسي أمتن من أي وقت مضى- جيتي

قال محللون إن ذكرى حرب 6 تشرين أول/ أكتوبر عام 1973، التي انتصر فيها المصريون على قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل أكثر من 4 عقود، لم تعد تحيى اليوم من أجل استحضار روح الانتصار وعقيدة القتال، إنما للتغني بالسلام الدافئ بين البلدين كما يحلو لقائد سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي تسميته.

ويرى مراقبون ومحللون وخبراء عسكريون أن السيسي أسس لحقبة جديدة تختلف عن سابقيه من الرؤساء بدءا بالسادات مرورا بمبارك ومرسي، أعاد خلالها رسم خريطة العلاقات بين مصر وإسرائيل كحليفين استراتيجيين في المنطقة بأجندات سياسية وعسكرية مشتركة.

 

تتعلق الأولى بالقضاء على التيارات والأحزاب الإسلامية ومحاربتها ومحاولة طمس الهوية الإسلامية لمصر التي استمرت لقرون طويلة، والثانية بمحاربة ما يسمى "الإرهاب" من أجل إفراغ شبه جزيرة سيناء من سكانها، والثالثة بالتحالف ضد دول وأنظمة ذات توجه إسلامي وديمقراطي كما في تركيا وليبيا وتونس والسودان وغيرها.

بالتزامن مع ذكرى حرب أكتوبر حطت أول طائرة تابعة لشركة "مصر للطيران" الحكومية في مطار بن غوريون بإسرائيل في خطوة وصفها المتحدث باسم هيئة الطيران المدني الإسرائيلي عوفر ليفلر بأنها "سابقة تاريخية"، حيث ستقوم مصر للطيران بتسيير 4 رحلات أسبوعيا بين القاهرة وتل أبيب.

وهذه المرة الأولى التي تصل فيها طائرة تابعة لشركة مصر للطيران بشعارها الرسمي، فيما كانت في السابق تصل دون شعار أو تحت اسم شركة "طيران سيناء"، بهدف تسيير رحلات جوية بين البلدين، تجنبا لظهور شعارها الرسمي في إطار الرفض الشعبي للتطبيع.

تلك الخطوة اعتبرها البعض إسقاطا لآخر "الخطوط الحمر" للتطبيع التي كان السادات قد كتبها بخط يده، حيث شهدت الشهور الـ 12 الأخيرة أكبر عملية تحول تاريخي في العلاقات العربية الإسرائيلية، لدرجة أن هناك تنافسا عربيا على التقرب لإسرائيل.

 

اقرأ أيضا: أول طائرة تحمل شعار "مصر للطيران" تهبط في "بن غوريون"

 

 



"سقوط ورقة التوت"


واعتبر الخبير العسكري، العقيد السابق، عادل الشريف، أن "النظام المصري ذهب لأبعد نقطة في تحالفه بل تواطؤه مع الكيان الصهيوني، والقيام بالنيابة عنه بأدواره المشبوهة في محاولاته الحثيثة للقضاء على الأنظمة الديمقراطية والإسلامية بالمنطقة بعد وأدها في مصر". 

وأضاف في حديثه لـ"عربي21" أن "ما حققته إسرائيل خلال آخر عامين مصريا وعربيا لم تحققه طوال سبعة عقود من الزمن حيث تغيرت عقيدة الحكام والشعوب والجيوش دفعة واحدة، وحقق نبوءة غولدا مائير (رئيس وزراء إسرائيل الأسبق) التي قالت فيها: "سوف يستيقظ العرب يوما ويجدون أن من يحكمونهم هم أبناؤنا".

 

وفي ما يتعلق بعقيدة الجيش المصري القتالية تجاه إسرائيل، أكد الشريف وهو عضو هيئة تفتيش القوات المسلحة المصرية سابقا أن "هناك فرقا واضحا بين ما قبل أكتوبر 73 حيث كان العدو الحقيقي والوحيد هو الكيان الصهيوني الذي يجب قتاله حتى تحرير كل الأراضي العربية، لكن ما بعد الحرب ظلت تفقد تلك العقيدة زخمها وقوتها عاما تلو الآخر حتى باتت لا وجود لها مطلقا، فالمصالح والتعاون بين البلدين ربما أكبر بين دول عربية شقيقة".

"استسلام لا سلام"


يقول مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والاستراتيجية ممدوح المنير، إنه "في الحقيقة لا يمكن أن يكون هناك سلام بين مصر والكيان الصهيوني في ظل سلطة السيسي، فقط استسلام وخضوع من قبل النظام المصري للكيان، الذي تبنى أجندة إقليمية صهيونية". 

مضيفا لـ"عربي21": "عقيدة الجيش المصري تغيرت تماما بالفعل؛ ففي عهد مبارك (الأقرب لإسرائيل)  والذي تعتبره كنزها الاستراتيجي إلا أن الجيش كانت لا تزال عقيدته العسكرية أن إسرائيل هي عدوها الأول، لكن في عهد السيسي تم اعتبار الإرهاب والتطرف وبين قوسين الإسلاميين عموما هم العدو  وليس الاحتلال الإسرائيلي".

ويرى المنير أن "السلام يقتضي ندية بين الخصوم ولكن القاهرة بوضعها الحالي خاضعة تماما، فالسيسي يعلم أن بقاءه في السلطة مرتبط بدعم البيت الأبيض له ومفتاحه مع تل أبيب، لذلك فقد باع جزيرتي تيران وصنافير، وبنى السور على قطاع غزة وأزال مدينة رفح المصرية وهجر أهلها لضمان الرضا الصهيوني، لذلك فإنه لا يوجد أقرب من تل أبيب إلى القاهرة حاليا". 

ووافق مجلس النواب المصري، الاثنين، على قرار السيسي رقم 442 لسنة 2021 بفرض حظر التجول وإخلاء بعض المناطق وعزلها في شبه جزيرة سيناء، وذلك بدعوى الظروف الأمنية غير المستقرة التي تشهدها تلك المناطق.