مدونات

"هكذا أسلمت"

كتاب هكذا أسلمت
كتاب: "هكذا أسلمت"
ترجمة وإعداد: هالة صلاح الدين
دار الفكر في دمشق - سنة 2007

مع اقتراب الذكرى العشرين لأحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001، يعد الكتاب تجربة فريدة من نوعها في مجال الثقافة العربية، إذ يتناول اهتمام الصحافة الغربية والأمريكية بظاهرة التحول إلى الإسلام في الغرب، كإحدى تداعيات هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.

ودائما يسلط الإعلام العربي عامة والإعلام المصري خاصة؛ الضوء على الجوانب السلبية لهذه الأحداث، مثل تصاعد ظاهرة العداء للإسلام في أمريكا والغرب، والتمييز ضد المسلمات في ارتداء الحجاب والنقاب، خاصة جريدة المصري اليوم كانت تولي تغطية خاصة لكل سلبي وانعكاساته على واقع الجاليات المسلمة والعربية في الغرب.

الكتاب الصادر عام 2007 ويقع في 152 صفحة؛ يشير إلى عصر اعتناق الإسلام رغم كل محاولات التشويه والنيل من رسولنا الكريم.

يرصد الكتاب تقارير صحفية في الصحافة الأمريكية حول ظاهرة تحول الناطقين بالإسبانية إلى الإسلام في الولايات المتحدة، بخاصة تقرير صادر عن صحيفة "Christian science monitor" بتاريخ 28 أيلول/ سبتمبر  2006؛ عن الأسباب وراء تزايد المسلمين من أصل لاتيني في الولايات المتحدة.

وفي تقرير آخر صدر في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية بتاريخ 23 كانون الثاني/ يناير عام 2007 تحت عنوان "المتحولون إلى الإسلام يغيرون وجه أوروبا"، أن نحو 100 ألف مواطن فرنسي وبريطاني اعتنقوا الإسلام خلال العقد الأخير. وتمثل تلك الأرقام التي ذكرها رافائيل إسرائيلي، أستاذ الجامعة العبرية، في كتاب "الغزو الإسلامي الثالث لأوروبا"، التغير السريع لوجه أوروبا. وفي هذا الكتاب يقول إنه قد تتحول أوروبا إلى أوروبا الإسلامية في أقل من نصف قرن، مع تزايد إقبال الأوروبيين على اعتناق الإسلام.

وفي تقرير لصحيفة دير شبيغل الألمانية بتاريخ 18 كانون الثاني/ يناير 2007 حول إقبال الألمان على اعتناق الإسلام، على الرغم من الموقف السلبي تجاه الإسلام لدى عامة الناس، فبين تموز/ يوليو 2004 إلى حزيران/ يونيو 2005 اعتنق حوالي 4000 ألماني الإسلام، وفق دراسة مولتها وزارة الداخلية وقام بها المعهد الألماني لتوثيق الشؤون الإسلامية في ألمانيا. ووفق الصحيفة، فإن أغلب معتنقي الإسلام في ألمانيا هم من النساء وخريجي الجامعات وأبناء الطبقة الوسطى.

وتناول تقرير لصحيفة الإكسبريس الفرنسية بتاريخ 26 كانون الثاني/ يناير 2006 إقبال الفرنسيين على اعتناق الإسلام، وأن حوالي 10 حالات تتحول للإسلام يوميا وفقا للصحيفة. ومعتنقو الإسلام من الشرائح الاجتماعية كافة في فرنسا (مهندسون- جامعيون- أرباب عمل- مدربو رياضة- طلاب)، وأن عدد معتنقي الإسلام (في ذلك الحين) حوالي 60000 في فرنسا.

يتناول الفصل الثاني من الكتاب مشاهير في الغرب اعتنقوا الإسلام، مثل الألمانية كريستن باكر مقدمة برامج "MTV" الأوروبية، التي استضافها الإعلامي أحمد منصور في برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة منذ سنوات لتحكي قصة اعتناقها الإسلام، واللاعب الفرنسي فرانك ريبيري، نجم منتخب فرنسا في كأس العالم 2006.

والشيخ إدريس توفيق من إنجلترا كان قسيسا في الفاتيكان، واعتنق الإسلام في عام 2001 وصار من أهم دعاة الإسلام في الغرب. وقد قابله كاتب تلك السطور في مصر عام 2011. وقد توفي منذ ثلاث سنوات ودفن في مصر.

الكتاب يعتبر متعة فكرية للقارئ العربي، لكي يرى جانبا آخر تعمد الإعلام العربي لسنوات طويلة التغافل عنه، وعدم الحديث عن ظاهرة التحول إلى الإسلام في الغرب عقب أحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001.