صحافة دولية

يمنية تروي بوثائقي "معاناتها" بسبب التحاقها بتنظيم الدولة

بب_9

روت فتاة يمنية، كانت التحقت بتنظيم الدولة، وتقيم في مخيم الروج شمالي سوريا، بعد خسارة التنظيم مواقع سيطرته، المأساة التي تعيشها مع ابنها في المخيم.

وأوضحت هدى مثنى (25 عاما) في فيلم وثائقي صدر حديثا أنها انهارت عندما أصدر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب في العام 2019 قرارا بعدم عودتها إلى الولايات المتحدة مرة أخرى بدعوى أنها ليست مواطنة أمريكية.

وكانت مثنى، قد سافرت إلى سوريا بغية الالتحاق بتنظيم الدولة، وتزوجت من ثلاثة رجال خلال 5 سنوات لقوا مصرعهم جميعا، مشيرة في تصريحات صحفية سابقة إلى أنها نادمة أشد الندم على فعلتها.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، تقول هدى إنها ولدت في ولاية نيوجيرسي لأسرة دبلوماسية يمنية، وبالتالي فهي مواطنة أمريكية، لكن وفق قوانين الهجرة الأمريكية، فإن أبناء الدبلوماسيين الأجانب لا يحصلون على جنسية الولايات المتحدة حتى إن ولدوا على أراضيها.

وقالت هدى إن تنظيم الدولة ليس "إسلاميا بل جماعة استغلت الدين الإسلامي لفرض سطوتها وكسب المال والسلطة وتجنيد الأشخاص في صفوفها"، مضيفة: "لقد سببت الخراب والفساد والدمار للكثير من الناس".

وعن ذكرياتها السابقة، تزعم أنها لم تستطع أن تعرف ما الأقسى والأصعب في حياتها آنذاك، هل القصف والتفجيرات أو الجوع وندرة الطعام، مردفة: "لقد كانت القشة التي قصمت ظهري هي إطعام ابني من عشب الأرض عندما كنت في مدينة الشبهاء (جنوبي سوريا) لأنني لم أجد أي قوت له".

 

اقرأ أيضا: "عروس تنظيم الدولة" غير مهتمة باستعادة جنسيتها البريطانية


وتابعت: "عندئذ قررت المغاردة وتركت كل شيء ولم آبه إن كانت الطرق مزروعة بالألغام والعبوات الناسفة لأني أردت فقط المحافظة على حياة أطفالي وأنا نادمة أشد الندم على اختياراتي السابقة في الحياة".

وعن سبب انضمامها إلى التنظيم، أجابت: "أردت أن أشعر بأن لي فائدة في الحياة"، منوهة إلى أن التنظيم المتطرف كان يجيد عبر وسائله الدعائية التلاعب بالأفكار وجذب النساء للانضمام إلى صفوفه.

وأوضحت: "شعرت وكأنني عديمة الفائدة طوال حياتي. وكنت أشاهد على الإنترنت إعلانات تقول إن السوريين يتضورون جوعا وبحاجة إلى المساعدة لإنقاذهم من المتاعب التي يمرون فيها، وكنت وقتها أشعر بالأسى لأن المسلمين تخلوا عنهم".

وزعمت هدى في حديثها الوارد في الفيلم الوثائقي "العودة إلى الحياة" أنها كانت تعتقد أنها ستجد حياة سعيدة ومثالية في كنف تنظيم الدولة، "حيث يساعد المسلمون بعضهم البعض" ولكن ما واجهته كان "مثل المعيشة في العصور الوسطى".

وقالت إن "شرطة الأخلاق" التابعة للتنظيم كانت تجوب الشوارع والطرقات لتنهر الناس وتهددهم بالعقوبات إذا خالفوا تعليماتها، لافتة إلى أنه لم يُسمح لها بالاختلاط مع أي شخص وكان الترفيه الوحيد لها هو الجلوس ومشاهدة زوجها يلعب ألعاب الفيديو التي كانت محظورة لكنه احتفظ بها رغم "شعوره بالذنب" جراء ذلك.

وأكدت هدى أنها عاشت في "جحيم حقيقي" على الأرض قبل أن تعزم العقد على الهرب إذ اتفقت مع مهرب أن يأخذها بعيدا، ولكنه خدعها إذ سلمها مع مجموعة من النساء الأخريات اللواتي كن معها في الشاحنة إلى مجموعة من مقاتلي التنظيم مرة أخرى، ولكنها استطاعت الإفلات منهم في حين جرى استعباد بقية المجموعة، لافتة إلى أن اغتصاب النساء الإيزيديات واستغلالهن جنسيا كانت نقطة محورية في قرارها بترك التنظيم.