صحافة دولية

FP: الرياض تطلب المغفرة من بايدن.. عليها عمل الكثير

قالت المجلة إن الخطوات السعودية الأخيرة جاءت لتحسين صورة المملكة أمام إدارة بايدن- جيتي

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن السلطات السعودية "تطلب المغفرة" من رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، "لكن عليها عمل الكثير، لتنال الرضى من فريق الرئيس الجديد".


وأضافت المجلة في مقال نشرته للباحثة بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية فيرشا كودفايور، وترجمته "عربي21"، أن "السعودية اتخذت مؤخرا خطوات لتخفيف التوتر مع واشنطن، منها الإفراج عن الناشطة لجين الهذلول في 10 شباط/ فبراير الجاري، بعد سجن 1001 يوما، وسط اتهامات بالتعذيب".


ولفتت المجلة إلى أن السعودية أفرجت أيضا عن عدد آخر من المعتقلين، وقامت بتعديل المناهج الدراسية، وأجرت إصلاحات قانونية، مؤكدة أن سيطرة الديمقراطيين على مجلسي الشيوخ والنواب "وضعت المملكة العربية السعودية في وضع غير مستقر".


وذكرت أن سجن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمنافسيه، وإدارته السيئة لحرب اليمن، ودوره في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، تسببت بغضب من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، مضيفة أن "الصدع مع الرياض عميق في الجانب الديمقراطي".

 

قضايا مشتركة


وأوضحت أن بايدن تعهد أثناء ترشحه للانتخابات الرئاسية، "بجعل السعودية دولة منبوذة"، وبإعادة النظر في العلاقات الثنائية، مستدركة: "رغم الخطاب الحاد من بايدن، فهناك فرصة تاريخية لإعادة ضبط العلاقات بين البلدين، لو لعب كل طرف أوراقه بشكل جيد".


وشددت على أن العلاقة بين واشنطن والرياض تأثرت بسبب ابن سلمان، لكن هناك قضايا أخرى مشتركة، مثل وقف التوسع الإيراني، والحفاظ على أمن النفط، ومواجهة الصين، وتوسيع اتفاقيات التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية.

 

اقرأ أيضا: الغارديان: هل تريد إدارة بايدن إحداث تغيير في السعودية؟


ورأت أنه يمكن للولايات المتحدة والسعودية مواصلة هذه القضايا، بحال حدت الرياض من انتهاكات حقوق الإنسان، لافتة إلى أن الهذلول التي حكم عليه بالسجن بناء على تهم باطلة، خفف الحكم الصادر عليها بست سنوات بشكل سمح بالإفراج عنها.


وأشارت المجلة إلى أنه في بداية شباط/ فبراير الجاري، أفرجت السعودية عن مواطنين يحملان الجنسية السعودية والأمريكية، وهما صلاح الحيدر وبدر إبراهيم، بكفالة بعد سجنهما منذ نيسان/ أبريل 2019، إلى جانب تخفيف الحكم الصادر على وليد الفتيحي الذي يحمل جنسية مزدوجة، وعلق الحكم الباقي عليه بحيث لا يعود إلى السجن مرة ثانية.

 

تحسين الصورة


وتابعت: "كما أوقفت السعودية تنفيذ حكم الإعدام بشخصين اتهما بالمشاركة في التظاهرات المعارضة للحكومة، أحدهما علي النمر قريب الشيخ نمر النمر"، منوهة إلى أن الرياض أعلنت عن إصلاحات قضائية في عدد من المجالات الجنائية والأدلة.


وبحسب تقدير المجلة، فإن كل هذه الخطوات السعودية تأتي ضمن محاولة تحسين صورة المملكة أمام الإدارة الأمريكية الجديدة، التي جاءت حاملة مطرقة لضرب العلاقات الثنائية.

 

اقرأ أيضا: CNN: إعلان بايدن التواصل مع الملك سلمان فقط تجاهل لنجله


ولفتت إلى أن بايدن أنجز ما قدمه من وعود انتخابية بشأن الحرب اليمن، وأعلن وقف الدعم العسكري الأمريكي لها، متطرقة إلى تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، والتي قالت إن إدارة بايدن ستتجاوز محمد بن سلمان، وستتعامل مباشرة مع الملك سلمان.


واستدركت المجلة: "لكن كما هو الحال مع السعودية، فهي تتخذ خطوتين للأمام وخطوة للوراء"، مبينة أنه "رغم الإفراج عن الهذلول، إلا أنها ممنوعة من السفر لخمسة أعوام، وعرضة للمراقبة لثلاثة أعوام أخرى".


وأكدت أنه لو أرادت السعودية تحسين موقفها مع الإدارة الأمريكية الحالية، فيجب عليها اتخاذ إصلاحات دائمة، وليس مجرد خطوات محسوبة، معتبرة أن "حظر السفر هو شكل آخر من أشكال التحكم والإكراه التي تمارسها الدولة".

ش
وذكرت أن الخطوات المؤقتة تهدف إلى حفظ ماء وجه ابن سلمان، لكنها لا تتقدم نحو بداية مسار تصحيح العلاقات مع بايدن والديمقراطيين في الكونغرس، مشددة على أن البداية ستكون من الإفراج الفوري وغير المشروط عن كل معتقلي الرأي والناشطين.


وختمت المجلة بقولها: "لو قام محمد بن سلمان بالمطلوب منه، لأدى إلى إعادة ترتيب للعلاقة مع إدارة بايدن، التي تركز على القيم وليس دبلوماسية تويتر كما فعل ترامب (..)، في النهاية فالكرة لا تزال في ملعب ابن سلمان"، على حد قولها.