صحافة دولية

MEE: هل تدعم الإمارات تهويد القدس بتمويل وادي السيليكون؟

المشروع يقف بالقرب من وادي الجوز أحد الأحياء الملاصقة للمسجد الأقصى- جيتي

قال موقع ميدل إيست آي إن بلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، عملت على جذب شركات من الإمارات للاستثمار في منطقة صناعية حديثة أطلقت عليها اسم "وادي السيليكون"، وتقع شرق المدينة المحتلة.

وأوضح الموقع في تقرير ترجمته "عربي21"، بحسب ما صرح به خبراء التخطيط العمراني الفلسطينيون فإن هذه الخطط ومشاركة دولة الإمارات فيها ظلّت طي الكتمان على غير العادة.

في حديثها مع صحيفة "ماكور ريشون" الإسرائيلية، قالت نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس فلور حسن ناحوم إن "القدس تتمتع بسمعة تجارية قوية للغاية في الإمارات. ولقد أبدوا حماسًا شديدًا لرؤية مندوب من القدس وهم يتطلعون للزيارة التي ستجرى إلى هناك".

وكانت دولة الاحتلال والإمارات أعلنتا في آب/ أغسطس العام الماضي، عن تطبيع العلاقات، وقد شرعتا منذ ذلك الحين في بناء صلات رسمية بينهما.

وتعد فلور حسن ناحوم، التي زات الإمارات الأسبوع الماضي، مسؤولةً عن العلاقات الخارجية والشؤون السياحية نيابة عن البلدية. وهي تحلم بأن "تصبح القدس مركزًا للتقدم التكنولوجي في الشرق الأوسط بأكمله"، مضيفة أن هناك "فرصة" للربط بين خريجي التكنولوجيا المتقدمة الفلسطينيين ودولة الإمارات.

ويتسم المشروع الذي أعلن عنه رئيس البلدية موشيه ليون في كانون الثاني/ يناير بدرجة عالية من الطموح. وحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، ستُشيّد شركات التكنولوجيا المتقدمة عبر أكثر من 250 ألف متر مربع من العقارات، إلى جانب مئة ألف متر مربع مقسمة بين محلات تجارية وفنادق. وأفاد الأفراد المسؤولون عن المخطط بأنه سيوفر ما يعادل عشرة آلاف فرصة عمل جديدة.

وتبلغ التكلفة التقديرية لهذا المشروع 2.1 مليار شيكل (600 مليون دولار)، وسيشمل 13 معبرا للمشاة التي ستحل محل المنطقة الصناعية الواقعة في وادي الجوز، التي تضم مئات الورش ووحدات التموين والمتاجر والمستودعات وورش الصيانة الميكانيكية التابعة للفلسطينيين.

وفي الماضي، كان وادي الجوز بستانًا على المنحدرات الشرقية والشمالية للقدس المحتلة، على مسافة قصيرة يمكن قطعها سيرًا على الأقدام من الأسوار التاريخية للبلدة القديمة. وهو يقع بالقرب من مرافق الجامعة العبرية من الشمال.

ومع البيانات العديدة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، أخبر رئيس قسم الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس خليل تفكجي موقع "ميدل إيست آي" بأنه لم يُعلن "رسميًا" عن انطلاق الأشغال. وقال تفكجي إنه "عندما يكون لديك مشروع بناء بهذا الحجم، لا بد من الإعلان عنه رسميًا في الصحف، لكن ذلك لم يحدث"، مضيفًا أن المعلومات الوحيدة المتاحة هي التصريحات التي تتداولها وسائل الإعلام.

وذكر تفكجي، الذي يعد خبيرا في مشاريع البناء الإسرائيلية في القدس الشرقية، أنه من المقرر حاليًا أن يكون وادي الجوز موقعًا لمشروع مختلف، والذي سيشهد أيضًا هدم المنشآت التي تعود للفلسطينيين، سواء بالاستئجار أو التملّك.

 

وأوضح تفكجي أنه "في العادة، عندما تريد البلدية بناء مشروع ما، عليها نشر وإصدار مخطط بناء، بالإضافة إلى نزع ملكية الأرض ومصادرتها، وهذا لم يحدث حتى الآن".

وتجدر الإشارة إلى أن موقع "ميدل إيست آي" طلب من البلدية التعليق بهذا الشأن، لكنه لم يتلق ردًا حتى وقت إصدار هذا التقرير.

ووفقا للوزير السابق لشؤون القدس في السلطة الفلسطينية حاتم عبد القادر، فإن مشروع "وادي السيليكون" ما زال في مرحلة الدراسة والبحث، مؤكدًا أنه "لم تبدأ إجراءات الموافقة الرسمية بعد، لكن المؤكد أن منطقة وادي الجوز ستتغير عما هي عليه الآن في المستقبل القريب".

وأضاف قائلا: "ليس لدي أي معلومات عن استثمار الإمارات في المشروع ولكن إذا كان ذلك صحيحا، فلا شك أنه خبر خطير لكونه مشروعا استيطانيا من شأنه أن يؤذي الهوية العربية للقدس وذلك رغم ادعاء الإسرائيليين بأنه سيعود بالفائدة على الفلسطينيين".

وأوضح عبد القادر أن خطة "إسرائيل" تتمثل في ربط القدس الشرقية والغربية من خلال مشروع وادي السيليكون، مشيرا إلى أن "أي تدخل عربي في ذلك يعني المساعدة في تهويد القدس، وجعلها العاصمة الموحدة لإسرائيل".

وفي الأسبوع الماضي، وضعت "إسرائيل" والإمارات برامج لمناقشة جلب آلاف الزوار من الخليج إلى البلدة القديمة المحتلة في القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى.

وحسب ما صرّحت به فلور حسن ناحوم لصحيفة "إسرائيل هيوم" فإن "القدس ستستضيف ما يتراوح بين مئة ألف و250 ألف سائح مسلم سنويًا، الذين يحلمون بزيارة الأقصى" وفق زعمها.

وفي 15 أيلول/ سبتمبر، وقّعت البحرين والإمارات العربية المتحدة على اتفاقية تطبيع برعاية أمريكية مع "إسرائيل"، في واشنطن.