سياسة عربية

ترامب: اتفاق سلام بين الاحتلال والإمارات.. وتعليق لضم الضفة

قال ابن زايد: "الإمارات وإسرائيل اتفقتا على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك"- جيتي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس، عن تطبيع كامل العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة والاحتلال الإسرائيلي.


وقال ترامب في تغريدة بموقع "تويتر": "اختراق ضخم اليوم (..)، اتفاقية سلام تاريخية بين صديقين عظيمين، إسرائيل والإمارات العربية المتحدة".

 

 

وفي سياق متصل، أكد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام"، أنه تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية خلال اتصال هاتفي مع ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

وأضاف ابن زايد أن "الإمارات وإسرائيل اتفقتا على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا إلى علاقات ثنائية".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التوقيع في واشنطن

 

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن مراسم توقيع اتفاق السلام بين الإمارات و"إسرائيل" ستجري في البيت الأبيض، دون ذكر موعد محدد.

وقال بومبيو "إن مراسم التوقيع ستجري في البيت الأبيض"، على غرار ما قام به الرئيسان جيمي كارتر وبيل كلينتون، عندما قامت مصر والأردن بتطبيع علاقتها مع إسرائيل، حسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".

وأضاف الوزير: "نأمل أن يكون هذا الاتفاق أساسًا جيدًا لتحقيق رؤية السلام التي وضعها الرئيس ترامب".

 

 

تبرير إماراتي

 

وبدوره، برر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، قرار بلاده تطبيع العلاقات مع  الاحتلال أنه من أجل "الحفاظ على فرص حل الدولتين".

وقال قرقاش، في سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، إن "الإمارات وبمبادرة شجاعة توظف قرارها المباشرة بالعلاقات الاعتيادية (تطبيع العلاقات) مع إسرائيل للمحافظة على فرص حل الدولتين".

ودعا إلى استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشددا على التزام بلاده بـ"العمل مع الأصدقاء لإحلال الأمن ولضمان استقرار المنطقة".

وأضاف: "نسعى اليوم أن يكون تجميد إسرائيل ضم الأراضي الفلسطينية فرصة جديدة لإحياء السلام".

وتابع الوزير الإماراتي: "تجميد إسرائيل لقرار ضم الأراضي الفلسطينية مكسب كبير وانجاز لصالح مستقبل المنطقة وشعوبها والعالم".

 

 

 

 

 

 

وقالت سفارة الإمارات لدى الولايات المتحدة إن الاتفاق على التطبيع الكامل للعلاقات مع "إسرائيل" "انتصار للدبلوماسية وللمنطقة ويخفف التوتر".


وقال السفير الإماراتي يوسف العتيبة على تويتر إن الاتفاق يحافظ على حل الدولتين، وإن الإمارات تظل داعمة قوية للشعب الفلسطيني.

 

 

 

 

 


وبالإعلان الأمريكي تكون أبو ظبي أول دولة خليجية وثالث دولة عربية بعد مصر والأردن توقع اتفاق سلام مع "تل أبيب".

 

"يوم تاريخي" لإسرائيل

 

ووصف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اتفاق السلام بين تل أبيب وأبوظبي بأنه "يوم تاريخي".

وأعاد نتنياهو نشر تغريدة ترامب التي أعلن فيها الأخير عن الاتفاق، مرفقا إياها بالقول إنه "يوم تاريخي".

 

 

 

من جانبها، ذكرت قناة "كان" العبرية الرسمية أنّ نتنياهو أجل الإعلان عن "ضم" أراض بالضفة الغربية، وهي خطوة كانت مقررة في تموز/يوليو الماضي؛ بهدف توقيع اتفاق السلام مع أبوظبي. 

وأشارت القناة إلى أن نتنياهو أجّل الإعلان عن "الضم" بطلب من ترامب. 

 

وعلق رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة يوسي دغان على "الاتفاق" بالقول "إذا باع نتنياهو السيادة مقابل قطعة من الورق مع دولة بعيدة لم تهدد "إسرائيل" أبدا، فهذا يعني أن ما فعله عملية خداع لجمهور بأكمله"، وفق ما نقلت "كان".

 

وقال وزير الحرب الإسرائيلي السابق وزعيم حزب "يمينا" نفتالي بينيت للقناة13 العبرية "من المؤسف أن نتنياهو أضاع فرصة تأتي مرة كل مئة عام لتطبيق الضم".

 

البيان الثلاثي المشترك

 

وجاء في بيان ثلاثي مشترك ضم الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة أنه "تمت الموافقة على التطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة".

 

وقال البيان "سيعمل هذا الاختراق الدبلوماسي التاريخي على تعزيز السلام في منطقة الشرق الأوسط وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة ورؤية القادة الثلاثة وشجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد من شأنه إطلاق الإمكانات العظيمة في المنطقة".

 

وأضاف "تواجه البلدان الثلاثة العديد من التحديات المشتركة وستستفيد بشكل متبادل من الإنجاز التاريخي اليوم".

 

وأوضح أن وفودا من "إسرائيل" والإمارات العربية المتحدة ستجتمع في الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بالاستثمار، والسياحة، والرحلات المباشرة، والأمن، والاتصالات، والتكنولوجيا، والطاقة، والرعاية الصحية، والثقافة، والبيئة، وإنشاء سفارات متبادلة، ومجالات أخرى ذات المنفعة المتبادلة.

 

وأردف "سيؤدي فتح العلاقات المباشرة بين اثنين من أكثر المجتمعات ديناميكية في الشرق الأوسط والاقتصادات المتقدمة إلى تغيير المنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وإقامة علاقات أوثق بين الناس".

 

وأشار البيان إلى أنه ونتيجة لهذا الاختراق الدبلوماسي، وبناءً على طلب الرئيس ترامب وبدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة "ستعلق إسرائيل إعلان السيادة على المناطق المحددة في رؤية ترامب للسلام، وستركز جهودها الآن على توسيع العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي".

 

وأكد البيان على أن الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة لديهم ثقة بإمكانية حدوث اختراقات دبلوماسية إضافية مع الدول الأخرى، وستعمل (الدول الثلاث) على تحقيق هذا الهدف.

 

وقال "ستقوم دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل على الفور بتوسيع وتسريع التعاون فيما يتعلق بعلاج وتطوير لقاح لفيروس كورونا".

 

وأوضح أن تطبيع العلاقات والدبلوماسية السلمية سيجمعان اثنين من أكثر شركاء أمريكا الإقليميين موثوقية وقدرة. وستنضم إسرائيل والإمارات العربية المتحدة إلى الولايات المتحدة لإطلاق أجندة استراتيجية للشرق الأوسط لتوسيع التعاون الدبلوماسي والتجاري والأمني.

 

وإلى جانب الولايات المتحدة، تشترك إسرائيل والإمارات العربية المتحدة في نظرة مماثلة فيما يتعلق بالتهديدات والفرص في المنطقة، فضلا عن الالتزام المشترك بتعزيز الاستقرار من خلال المشاركة الدبلوماسية وزيادة التكامل الاقتصادي والتنسيق الأمني الوثيق، كما قال البيان.

 

وأضاف "اتفاقية اليوم ستؤدي إلى حياة أفضل لشعوب الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والمنطقة".

 

وتستذكر الولايات المتحدة وإسرائيل بامتنان ظهور دولة الإمارات العربية المتحدة في حفل استقبال البيت الأبيض الذي أقيم في 28 كانون ثاني/يناير 2020، حيث قدم الرئيس ترامب رؤيته للسلام.

 

وعبرت واشنطن و"تل أبيب" عن تقديرهما للبيانات الداعمة من الإمارات العربية المتحدة.

 

وقال البيان "سيواصل الطرفان جهودهما في هذا الصدد للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. كما هو موضح في رؤية السلام".

 

وأضاف "يمكن لجميع المسلمين الذين يأتون بسلام زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، ويجب أن تظل الأماكن المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة للمصلين المسالمين من جميع الأديان".

 

وفي ختام البيان، أعرب رئيس الوزراء نتنياهو وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان عن تقديرهما العميق للرئيس ترامب لتفانيه من أجل السلام في المنطقة، والنهج البراغماتي والفريد الذي اتبعه لتحقيق ذلك.