صحافة إسرائيلية

بولتون: ترامب أراد حوار طهران.. هذا ما جرى بفرنسا ودور نتنياهو

ماكرون وكوشنر حاولا دفع ترامب للقاء ظريف على هامش قمة السبع فيما عمل بولتون وبومبيو ونتنياهو بشكل حثيث ضد ذلك- جيتي

سلطت صحيفة "هآرتس" العبرية الضوء على مقتطفات من الكتاب المرتقب لـ"جون بولتون"، مستشار الأمن القومي السابق بالبيت الأبيض، أشار فيها إلى تجاذب أطراف من داخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وخارجها بشأن ما إذا كان يتوجب عليه الدخول في مفاوضات جديدة مع إيران.

 

وأوضح تقرير نشرته الصحيفة للكاتب "أمير تيفون"، أنه جرت على هامش قمة السبع بفرنسا، في آب/اغسطس 2019، "إحدى أكثر المواجهات أهمية في إدارة ترامب، حيث اقترب الأخير بخطوات واسعة من البدء في مفاوضات رسمية مع إيران، وعندها انقسم فريقه لمعسكرين، صقور وحمائم، والبيت الأبيض كان على شفا الغليان".

وأضاف "تيفون": "في جانب المعارضين لهذه الخطوة، وقف مايك بومبيو، وزير الخارجية، وجون بولتون، الذي شغل في حينه منصب مستشاره للأمن القومي، وانضم إليهما رئيس وزراء (الاحتلال) إسرائيل نتنياهو، وفي جانب المؤيدين، وقف مستشار ترامب وصهره جارد كوشنير، وستيف منوتشن وزير المالية، وانضم إليهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون". 

وفي أحد فصول كتاب بولتون، وصف الأخير كيف عمل مع بومبيو ونتنياهو لـ"تخريب الاتصالات بين واشنطن وطهران، وإحباط رغبة ترامب الصريحة في التقدم في الاتصالات مع الإيرانيين".

وأوضحت الصحيفة أن "جذور هذه المواجهة الداخلية في البيت الأبيض، تم غرسها قبل ذلك في حزيران/يونيو 2019 عندما ألغى ترامب في اللحظة الأخيرة هجوما مخططا له ضد طهران ردا على إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار، وهو ما أغضب الصقور وعلى رأسهم بولتون وبومبيو، وتسبب بخيبة أمل وقلق في إسرائيل".

 

اقرأ أيضا: بولتون: ترامب حرّض الصين على إنشاء معسكرات قمع المسلمين

وذكر بولتون في كتابه، أن "المحور المضاد - ماكرون وكوشنير - شخّص فرصة لانطلاقة دبلوماسية، ستضع حدا للتوتر بين طهران وواشنطن". 

وبعد شهر ونصف من استمرار التصعيد بين إيران والولايات المتحدة على خلفية "المسيرة"، طرح الرئيس الفرنسي "خطة استهدفت إحضار الإيرانيين لطاولة المفاوضات، دون أن تتراجع واشنطن بصورة رسمية عن العقوبات الاقتصادية القاسية، وكانت فكرته تقوم على تمكين طهران من خط اعتماد لمرة واحدة بمبلغ بضع مليارات من الدولارات، لإنعاش اقتصادها قليلا، ولا تقتضي الخطة رفعا فوريا لمعظم العقوبات الأمريكية".

وأشارت "هآرتس"، استنادا إلى كتاب بولتون المرتقب، إلى أن الأخير وبومبيو "عارضا خطة ماكرون، وعملا على إقناع ترامب بمعارضته.. وعندما احتج (ماكرون) في أذن ترامب، وأخبره أنه طلب محادثة هاتفية معه ولم يحصل على رد خلال 48 ساعة، انفجر ترامب غضبا على بولتون واتهمه بأن الطلب الفرنسي لم يصل لمكتبه".

ونقل بولتون في كتابه أنه خلال اجتماع ماكرون وترامب في فرنسا على هامش المؤتمر السنوي لدول الـ "جي7"، لمناقشة الموضوع الإيراني بصورة حصرية، والذي استمر 90 دقيقة، أكد ترامب أن "هذه أفضل ساعة ونصف شهدها".

وخلال تواجد ترامب في فرنسا، أبلغه ماكرون بإمكانية ترتيب لقاء مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف الذي كان متواجدا حينها، من أجل أن ينهي التوتر المتواصل في الخليج، و"العودة لواشنطن بإنجاز دبلوماسي"، ولكن الاقتراح الفرنسي بالنسبة للصقور في إدارة ترامب الذين عملوا على "تفجير الاتفاق النووي وتشديد العقوبات" على طهران، لم يكن مقبولا.

وبينت الصحيفة، أن بولتون الذي بقي في واشنطن وبومبيو الذي رافق ترامب، "اتفقا على تقديم الاستقالة احتجاجا في حال جرى اللقاء، موضحة أن "بومبيو أبلغ بولتون خلال محادثة هاتفية بأنه على اتصال مع نتنياهو، وفي الليلة التي سبقت الدراما في فرنسا، هاجمت إسرائيل أهدافا إيرانية في سوريا، وسارع نتنياهو إلى الاتصال مع بومبيو، لإبلاغه بالتفاصيل".

 

اقرأ أيضا: "عربي21" تطلع على نسخة من كتاب بولتون.. ماذا عن أردوغان؟

وكتب بولتون، أنه "زاد القلق من إمكانية أن يقرر ترامب الاستجابة لعرض ماكرون والاجتماع بظريف، وفي نهاية المحادثة مع بومبيو، ذكر بولتون أنه توجه لطاقم ترامب الشخصي، وحصل على تحديث رسمي مفاده، أن ماكرون نقل لترامب دعوة لاجتماع بظريف، وأظهر ترامب رغبة شديدة لعقد اللقاء، وعندها سارع بولتون لإبلاغ بومبيو".

وتابعت الصحيفة: "في مرحلة معينة طلب بولتون من بومبيو، أن يبلغ نتنياهو أنه "يشعر مثل سلاح الفرسان، أي أنه يخرج لمحاربة قوات أقوى منه، وهو غير واثق من أنه يستطيع منع ترامب من لقاء الإيرانيين".

وبحسب بولتون، من كان يقف أمامه هو كوشنر ومنوتشن، وكانا قد عبرا لترامب عن دعمهما لنيته لقاء ظريف، وذكر صاحب الكتاب أن كوشنير الذي كان يؤيد اللقاء، قال: "لا يوجد لدينا ما نخسره"، واستخف بولتون بكوشنير وكتب: "هؤلاء الأشخاص قادرون على التفكير فقط بالصفقة القريبة".

وكشف بولتون أن كوشنير "عطل" طلب نتنياهو إجراء محادثة هاتفية مع ترامب، وذكر صهر ترامب للسفير الأمريكي في تل أبيب، ديفيد فريدمان بأنه "من غير المناسب أن يقوم نتنياهو أو أي زعيم أجنبي آخر بالإملاء على ترامب مع من يلتقي"، وعندها "اكتفى نتنياهو باستمرار العلاقة الوثيقة مع بولتون وبومبيو".

واقتبس بولتون قول ترامب الذي جاء في تعليقه على مبادرة الرئيس الفرنس: "هم لن يحصلوا حتى على خط اعتماد قبل إنهاء كل القضية".

ونبهت "هآرتس" إلى أن "بولتون كان على قناعة بأن اللقاء سيخرج إلى حيز التنفيذ، وفي اليوم التالي للنقاشات في غرفة الرئيس مع كوشنر ومنوتشن، أبلغه ترامب بأنه لم يحدث أي شيء في تلك الليلة".

ومع ذلك، عرض بولتون في كتابه تقديرا لم ينشر بعد، كشف فيه أن "لقاء ما جرى، لكن على مستوى أدنى، بين كوشنر أو منوتشن وبين ظريف، بهدف فتح قناة اتصال للمستقبل".

وقال بولتون: "الشك في أن هذا قد حدث تسبب مرة أخرى بقلق عميق في إسرائيل وغضب من جانب بومبيو"، مضيفا: "أنا لا أعرف إذا كنت قد أقنعت ترامب أخيرا بعدم الالتقاء مع ظريف، ولكن القرار بعدم القيام بذلك كان يكفي كي أواصل وظيفتي ولا أعود فورا إلى واشنطن".

وتابعت الصحيفة: "لكن بولتون بقي في وظيفته فقط بضعة أسابيع، وفي منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، أبلغه ترامب بإقالته عن طريق تويتر، وفي السنة التي مرت منذ ذلك الحين لم يحدث أي تقدم دبلوماسي في الاتصالات بين طهران وواشنطن".

وأشارت هآرتس إلى أن "ترامب لم يتنازل بعد عن هذا الطموح، وقبل أسابيع شكر إيران على إطلاق سراح السجين الأمريكي الذي احتجز في طهران، وناشد زعماء إيران، بأن "لا تنتظروا الصفقة الكبرى إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية".