سياسة عربية

الأمن المصري يعتقل حقوقيا ونقابيا بارزا ويخفيه قسريّا

عماشة رفض في تموز/ يوليو الماضي أن يتم إخلاء سبيله خشية الاختطاف والإخفاء القسري مجددا- جيتي

للمرة الثانية، اعتقلت قوات أمن الانقلاب في مصر الحقوقي والنقابي البارز، الطبيب أحمد شوقي عماشة، بعد اقتحام منزله في مدينة حلوان، فجر الأربعاء.

 

عماشة، الذي شغل منصب نقيب الأطباء البيطريين سابقا بمحافظة دمياط، اعتقل في آذار/ مارس 2017، وأفرج عنه نهاية العام الماضي.

 

اللافت أن عماشة رفض في تموز/ يوليو الماضي أن يتم إخلاء سبيله، وطلب من المحكمة إبقاءه في السجن، وذلك لخشيته من أن يتم اختطافه وإخفاؤه قسريا، أو تعريض حياته للخطر.

 

وقال عماشة لرئيس المحكمة، القاضي شعبان الشامي، إن جهاز أمن الدولة سيقوم بإعادة اعتقاله وإخفائه قسريا مرة أخرى، وإدراج اسمه في قضايا جديدة.

وطالب بتركه في محبسه، والسماح لذويه بزيارته، بعد منعهم عنه لنحو عام ونصف، وإدخال الأدوية له، وفقا لما نشرته "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" بـ"فيسبوك" حينها.

نجل، عماشة، كتب عبر صفحته بـ"فيسبوك" قبل قليل: "للأسف الشديد تم اعتقال والدي الدكتور أحمد شوقي عبد الستار عماشة فجر الأربعاء، وتم اصطحابه إلى جهة غير معلومة"، مؤكدا أنه لا توجد أي معلومة عنه، ولا يعرف أسباب الاعتقال.

وأضاف نجل عماشة، أنه في الوقت الذي يجب أن تحمي الدولة مواطنيها، النظام المسعور يخطف أغلى أبنائه، مشيرا إلى أن "دكتور أحمد، الحقوقي المعروف والنقابي، كان له دور قوي ومعروف في رصد ومقاومة الأوبئة على مدار عمله في الطب البيطري".

 

 

اقرأ أيضا: جدل بعد حظر مصر تناول الإعلام قضايا سد النهضة وليبيا وكورونا

 

 

 

من جهته، قال الباحث الحقوقي أحمد العطار إن قوات الأمن المصرية اقتحمت منزل عماشة واعتقلته وأخفته قسريا مع حارس العقار، ولا يعلم أحد مكان تواجدهما حتى الآن.

 

وكانت قوات الأمن المصرية قد ألقت القبض على الدكتور أحمد عماشة في 10 آذار/ مارس 2017، واختفى. ثم ظهر في 1 نيسان/ أبريل 2017، واتُهم بـ "الانتماء إلى جماعة محظورة"، ونُقل إلى سجن طرة في القاهرة. وتعرض أثناء اختفائه القسري للتعذيب وسوء المعاملة على أيدي ضباط أمن الدولة لإجباره على التوقيع اعترافات جاهزة، بحسب منظمات حقوقية.


يُذكر أنه في 22  تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، أصدر الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي بالأمم المتحدة القرار رقم 78/2017 الذي خلص فيه إلى أن احتجاز "عماشة" تعسفي، مطالبا بالإفراج الفوري عنه. وفي 9 أيلول/ سبتمبر 2019، تطرق الأمين العام للأمم المتحدة إلى حالة "عماشة" في تقريره عن الأعمال الانتقامية لسنة 2019.