اقتصاد دولي

٤ أسباب وراء ارتفاع الذهب.. وتوقعات بقفزة جنونية للأسعار

توقعات بقفزات متتالية للأسعار خلال ال١٨ شهرا المقبلة ووصول سعر الأونصة إلى ٣ آلاف دولار- CC0

ارتفعت أسعار الذهب خلال الأشهر الثلاثة الماضية بنحو ١٣ بالمئة، وسط توقعات بقفزات متتالية للأسعار خلال ال١٨ شهرا المقبلة ووصول سعر الأونصة إلى ٣ آلاف دولار.


وقال مدير عام مشارك في شركة "IGOLD" التي تسوق سلاسل ذهب للمشترين والمستثمرين، آريه بار ايتان:"يمكن لنا أن نعدد أربعة اسباب للارتفاع في اسعار الذهب وهو ارتفاع سيرافقنا لفترة طويلة"، وفقا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية.

 

نفاد الذهب


السبب الأول هو الدخول المكثف للمستثمرين إلى السوق، ممن يبحثون عن أفق استثمار آمن. مع إمكانية بيع عالية وحصانة ضد فشل هيئات الاستثمار.

 

وأوضح بار ايتان، أنه "منذ نشوب أزمة كورونا طرأ ارتفاع بعشرات في المئة سواء في عدد الطلبات أم في كميات الشراء. والصفقات الأخيرة التي أجريناها كانت لشراء نحو نصف كيلوغرام من الذهب بالمتوسط".

 

وأضاف: "صحيح، حتى اليوم فإنه لم يتبقَ لدينا ذهب للبيع. ونحن ننتظر مئات الكيلوغرامات من الذهب ستصل إلينا من هونغ كونغ، كنا اشتريناها في بداية السنة". 

شراء مكثف

 

أما السبب الثاني فهو شراء مكثف للذهب من قبل البنوك، وهيئات الاستثمار والبنوك الوطنية. وقالت وكالة بلومبيرغ: "حتى البنك الفيدرالي (في الولايات المتحدة) لا يمكنه أن ينتج الذهب". وبالفعل، يشكل الذهب من ناحية البنوك وهيئات الاستثمار الكبرى أمانا ثابتا اكثر من اي وقت مضى.

وبينما يوجد للمستثمرين سقف في كل ما يتعلق بالمبالغ التي يمكنهم أن يستثمروها في الذهب، فان للبنوك التجارية والمركزية جيوبا أعمق وهم يشترون الذهب بكميات أكبر، سواء عن شراء الذهب المادي أم عن شراء العقود وشهادات السلة، وهي حقيقة تخلق دورات تجارية عالية وتدفع أسعار المعدن الأصفر إلى الأعلى. 

المصافي والطائرات معطلة

السببان الأخيران يكمنان في وباء الكورونا والقيود التي يخلقها على سلسلة إنتاج الذهب: تكاد تكون كل الدول في العالم قلصت بشكل كبير النشاطات في الاقتصاد ولهذا فإن معظم مصافي الذهب نزلت إلى النشاط بالحد الأدنى، الأمر الذي يمس بشكل كبير بالقدرة على إنتاج وتصفية الذهب.

 

ويضاف إلى الإبطاء الكبير في قدرة الإنتاج أزمة الطيران التي قلصت على نحو شبه تام القدرة على نقل البضائع من دولة إلى أخرى، ولا سيما عند الحديث عن بضائع ذات القيمة العالية. 

كيف يمكن الاستثمار في الذهب؟

يمكن اليوم الاستثمار في الذهب من خلال أفقين أساسيين: الأول هو من خلال شراء سندات وشهادات سلة تستند إلى التنقيب والتصفية للذهب، والثاني هو شراء الذهب ماديا. بينما الأفق الأول هو أفق مضاربة وبطبيعته حساس لحركة الأسواق المالية في العالم، فإن الأفق الثاني ينطوي بالنسبة للمستثمرين على ثلاثة فضائل بارزة: 

 

الأول والأهم بينها هو حقيقة أن شراء الذهب يسمح بملكية مادية للمعركة المنشود، وكلفة الحيازة بعد الشراء لا تنطوي إلا على سعر استئجار الخزينة في البنك أو في هيئة أخرى قادرة على منح مستوى عال من الأمان. 

الفضل الثاني هو حقيقة كون الذهب قابلا للتجارة في كل وقت. بمعنى أنه من أجل بيع الذهب كل ما ينبغي عمله هو إيجاد زبون والاتفاق على السعر.

أما الفضل الثالث فهو مستوى الأمان الكامن في الصفقة. حتى في حالة تكون فيها الشركة المسوقة عالقة في مصاعب، فإن الملكية على الذهب تبقى لدى الشاري والشركة وحالتها ليس لهما أي تأثير على قيمته وعلى ملكيته.