سياسة دولية

احتجاجات فلويد تتواصل وغضب الشارع يحرك الكونغرس أخيرا

في مينيابوليس بولاية مينيسوتا، حيث قتل فلويد، تعهدت السلطات ببناء نموذج جديد لشرطة المدينة- جيتي

تقف الاحتجاجات في العديد من المدن الأمريكية على أعتاب أسبوعها الثالث، تعبيرا عن الغضب من العنصرية ضد ذوي الأصول الأفريقية، ولا سيما من قبل عناصر الشرطة، فيما بدأت أصداء أصوات الغاضبين تتردد أخيرا في أروقة الكونغرس.

 

وتفجرت الاحتجاجات، التي شملت أيضا العديد من الدول حول العالم، إثر مقتل الأمريكي الأسود "جورج فلويد"، في 25 أيار/ مايو الماضي بمدينة مينيابوليس، جراء ضغط شرطي بركبته على رقبته لنحو تسع دقائق، حتى فقد الحياة، لمجرد الاشتباه باستخدامه ورقة نقدية مزورة.

 

ورغم حالة الغضب العارم، انتشرت العديد من مشاهد استخدام العنف مجددا ضد المتظاهرين، سواء من قبل أفراد الأمن أو من رجال بيض عنصريين، ووقع أحدها الاثنين، عندما اقتحم مسلح تظاهرة بمدينة سياتل وأطلق النار، مصيبا أحد المحتجين بجروح.

 

وفي هيوستن بولاية تكساس، وصلت جنازة فلويد لدفنه بالمدينة التي ولد ونشأ فيها، الثلاثاء، وسط تدفق الآلاف للمشاركة في وداعه الأخير.

 

 

 

 

 

اقرأ أيضا: هل ينتقم الأمريكيون السود من العنصرية بانتخابات نوفمبر؟


وقالت كارين باس زعيمة كتلة النواب ذوي الأصول الأفريقية بالكونغرس في مؤتمر صحفي: "بالنسبة لوظيفة يحظى صاحبها بسلطة القتل، يجب أن تكون وظيفة تستلزم أن يضطلع بها أفراد على درجة عالية من التدريب ويخضعون للمساءلة من الشعب".


ولا يدعو مشروع القانون إلى خفض أو إلغاء تمويل مراكز الشرطة، وهو ما يطالب به بعض المحتجين والنشطاء بشكل متزايد، لكن النواب دعوا إلى تعديل أولويات التمويل.


وقالت السناتور كمالا هاريس، التي يعتقد أنها قد تخوض انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر على منصب نائب الرئيس: "لقد خلطنا بين تأمين المجتمعات وتعيين المزيد من أفراد الشرطة ليجوبوا الشوارع.. بينما الطريقة الصحيحة في الواقع للوصول إلى مجتمعات آمنة ناجحة هي الاستثمار في تلك المجتمعات".


ويأمل الديمقراطيون في عرض مشروع القانون على مجلس النواب قبل نهاية حزيران/يونيو. لكن لم يتضح بعد إلى أي مدى سيتم قبوله في مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون.

 

إعادة هيكلة شرطة مينيابوليس


وفي مينيابوليس بولاية مينيسوتا، حيث قتل فلويد، تعهدت السلطات ببناء نموذج جديد لشرطة المدينة.

وعلى وقع التظاهرات، قرر المجلس البلدي تفكيك شرطة المدينة التي لن تعود موجودة بشكلها الحالي.

وأعلنت رئيسة المجلس البلدي ليزا بيندر لشبكة "سي أن أن": "نحن ملتزمون بتفكيك أجهزة الشرطة كما نعرفها في مدينة مينيابوليس وإعادة بناء نموذج جديد للسلامة العامة يضمن فعلا أمن مجتمعنا، وذلك بالاشتراك مع مواطنينا".

وأشارت إلى أنها تعتزم تحويل الأموال المخصصة لميزانية شرطة المدينة إلى مشاريع تتعلّق بالسكان. وأضافت أن مجلس المدينة يعتزم أيضا درس سبل استبدال جهاز الشرطة الحالي. 

ولفتت إلى أن "فكرة عدم وجود قوة شرطة ليست بالتأكيد مشروعا قريب الأمد". 

 

 

من جهتها كتبت عضو المجلس ألوندرا كانو على تويتر أن المجلس خلص إلى أن شرطة المدينة "غير قابلة للإصلاح وسننهي النظام الحالي لحفظ الأمن".


غير أن رئيس بلدية المدينة جاكوب فراي أبلغ قبل تصويت المجلس أنه يفضل "إصلاحا بنيويا واسع النطاق لإعادة تأسيس هذا النظام الذي ينطوي على عنصرية هيكلية"، وبالتالي فإن المجلس البلدي قد يحتاج إلى وقت لتنفيذ وعده بتفكيك الشرطة.

قاتل فلويد أمام القضاء

 

وجهت إلى الشرطي "ديريك شوفين" في مرحلة أولى تهمة القتل غير العمد، لكن تم تشديد التهمة بحقه في الرابع من حزيران/يونيو فوجهت إليه تهمة القتل وهو يواجه الآن عقوبة بالسجن تصل إلى أربعين عاما.

أما الشرطيون الثلاثة الذين كانوا يرافقونه عند توقيف فلويد، فوجهت إليهم تهمة التواطؤ ووضعوا قيد التوقيف، بعدما لم توجه إليهم أي تهمة في مرحلة أولى.

وكانت هذه الملاحقات في صلب مطالب المتظاهرين، لكن الاستجابة لم تضع حدا للتعبئة الشعبية، بل اتسعت الحركة لتعم العالم.

ومقتل فلويد ليس سوى آخر حادث في سلسلة طويلة من الأحداث المماثلة خلال السنوات الماضية، قتل فيها رجال من السود معظمهم عزل بأيدي شرطيين من البيض.

ونشأت حركة "بلاك لايفز ماتر" (حياة السود تهم) إثر مقتل مايكل براون في فيرغوسون وإريك غانر في نيويورك في صيف 2014، وبات للحركة أنصار في العالم بأسره.

ورفعت المغنية الأمريكية الشهيرة بيونسيه الأحد رسائل "بلاك لايفز ماتر" خلال مراسم أقامتها مع فنانين آخرين عبر موقع يوتيوب تحت عنوان "أعزاءنا طلاب صف 2020"، توجهت فيها إلى خريجي الجامعات في العالم بأسره.

وقالت النجمة منددة بالعنصرية "وصلتم إلى هنا وسط أزمة عالمية ووباء عنصري وتعبير عالمي عن مشاعر الاستنكار لقتل كائن بشري أسود أعزل آخر في جريمة عبثية".