صحافة دولية

NYT: القائد المدعوم روسيا يتراجع من طرابلس.. ماذا بعد؟

هزائم ثقيلة تعرض لها حفتر على مدار 3 أسابيع- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لمراسلها ديفيد كيركباتريك قال فيه إن قوات القائد العسكري خليفة حفتر تراجعت يوم الخميس من آخر معقل لها في ضواحي طرابلس، العاصمة الليبية، بعد محاولة للاستيلاء على العاصمة استمرت 15 شهرا.

تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن تداعيات الخسائر التي لحقت باللواء المتقاعد خليفة حفتر، بعد هزيمته في ترهونة، وخروج قواته منها، بعد محاولات طالت 15 شهرا للسيطرة على العاصمة طرابلس.

وقالت الصحيفة في تقرير لـ"عربي21"، إن حفتر، البالغ من العمر 76 عاما، قائد سابق في الجيش الليبي وعميل سابق لوكالة الاستخبارات المركزية، حارب لسنوات ليصبح رجل ليبيا القوي الجديد، وشن هجومه على طرابلس الربيع الماضي في محاولة أخيرة لتحقيق هدفه.

وأضافت: "بدلا من ذلك حول هجومه الصراع، من حرب أهلية بين الفرقاء الليبيين بشكل متزايد إلى حرب بالوكالة بين قوى دولية متنافسة".

وقالت إن دعم المرتزقة الروس وسلاح الجو الإماراتي لحفتر في بداية العام يبدو وكأنه لا يمكن إيقافه. وجاء بعدها التدخل العسكري التركي وهو ما ساعد على عكس مسار المعركة وتسبب بهزيمة لاذعة لحفتر.

ولكن مع وجود الكثير من القوى الأجنبية الآن تتنافس على مد نفوذها إلى ليبيا يرى المحللون أن انهيار هجوم حفتر على طرابلس في الغالب سيشكل منعطفا في الصراع بدلا من تخفيف التصعيد.

وقام داعمو حفتر الأجانب، بشكل خاص الروس والإماراتيون، بالانسحاب من الخطوط الأمامية السابقة حول طرابلس. ولكن لم يظهر أي منهم بأنه سيسحب قواته ومعداته من ليبيا، وكانت واشنطن اتهمت الأسبوع الماضي روسيا بأنها أرسلت 14 طائرة مقاتلة إلى ليبيا لدعم المرتزقة الروس على الأرض.

وقال عماد الدين بادي، الزميل في المجلس الأطلنطي، الذي تتركز أبحاثه على ليبيا والساحل: "لم تنته الحرب، فهناك المزيد من الصراع قادم ولكن الجميع محليا وخارجيا سيقوم بإعادة حساباته".

وقالت الصحيفة، كانت ليبيا في حالة فوضى دائمة منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي خلال ثورات الربيع العربي عام 2011.

وكان حفتر قد تعهد عام 2014 بأنه سيسيطر على السلطة كحاكم عسكري جديد ومع بداية هجومه على طرابلس في الربيع الماضي كان قد حقق سيطرة إسمية على المنطقة الشرقية، الأقل سكانا والغنية بالنفط وعلى جزء كبير من الصحراء الجنوبية.

 

 

اقرأ أيضا: الجيش الليبي يسيطر على كامل الحدود الإدارية للعاصمة (شاهد)


وبقيت طرابلس العاصمة لحكومة ضعيفة تدعمها الأمم المتحدة، وتحميها ميليشيات محلية وإقليمية موجودة في المناطق الغربية المحيطة بالمدينة.

ووصل الهجوم المفاجئ لحفتر الربيع الماضي إلى ضواحي المدينة ولكن هجومه تعثر في وجه معارضة تم تشكيلها حديثا من المليشيات حول المدينة.

وبقيت خطوط المعركة لم تتغير حتى منيت قوات حفتر بسلسلة من الخسائر على مدى الثلاثة أسابيع الماضية. وتلك الخسائر وصلت ذروتها مساء الأربعاء بالتراجع من أنقاض مطار طرابلس الدولي السابق ويوم الخميس بانسحاب من الضواحي الجنوبية. واليوم الجمعة بخسارة ترهونة بشكل كامل.

وقال فريدريك ويهري، الزميل في مركز كارنيغي للسلام الدولي والذي كان زار الخطوط الأمامية عدة مرات: "نأمل أن تكون هناك قيادة ملتزمة ولكن في القوات الميدانية تكون العواطف متقدة وهناك دائما مخاوف".

وفي الوقت الذي كان فيه هجوم طرابلس يترنح، كان يواجه حفتر التحديات لسلطته من منطقته في شرق ليبيا، والمتمركزة حول مدينة بنغازي.


ففي شهر نيسان/ أبريل، اقترح سياسي بارز في شرق ليبيا كان حليفا مقربا لحفتر، عقيلة صالح، علنا إنشاء مجلس حكم بديل عن حفتر، مما اضطره إلى تكرار إعلانه السابق بأنه سيأخذ السلطة مباشرة كحاكم عسكري جديد.

وقال ويهري: "لقد كان هناك تصدعات في تحالفه أصلا".

وكانت الإمدادات العسكرية من سلاح وموارد من الداعمين الأجانب له بما في ذلك ملايين الدنانير الليبية المزورة والمطبوعة في روسيا دائما ضرورية لسيطرة حفتر على ائتلاف من الميليشيات والقبائل. ويرى المحللون الآن أن فشل هجومه على طرابلس سيشكك داعميه، بمن فيهم روسيا والإمارات ومصر، بمدى ملاءمته.

وتواجه تركيا من الناحية الأخرى أسئلة حول كيفية السعي للاستفادة من هذه المكاسب.

وسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في وقت سابق من هذا العام إلى التوسط في حل جديد في ليبيا من خلال محادثات مع نظيره الروسي، الرئيس فلاديمير بوتين. والآن، يبدو أن اتفاقا من تركيا بالسماح للمقاتلين المدعومين من روسيا بالانسحاب من قاعدة في غرب ليبيا دون التعرض لهم بأذى أثار تكهنات بمحاولة جديدة للتوصل إلى اتفاق.

وحتى داخل طرابلس، قال المحللون، إن انسحاب حفتر قد يؤدي إلى صراع جديد على السلطة. فخلال الجولات السابقة من الحرب الأهلية الليبية كانت الجماعات المنتصرة تطالب بمناصب رئيسية وغنائم أخرى من الحكومات المؤقتة المتعاقبة.

وقال بادي إن الجماعات التي لعبت الدور الأكبر في صد حفتر، "لن يقوموا ببساطة بحزم أمتعتهم والمغادرة.. فهم سيتوقعون شيئا بالمقابل".