صحافة إسرائيلية

تخوف إسرائيلي من سيناريو خروج كورونا عن السيطرة

بوخبوط: في نقاشات أمنية إسرائيلية مغلقة يعتقدون أن المعدلات الحالية في المرض تبدو متوقعة- جيتي

قال كاتب إسرائيلي إن "المنظومة الأمنية الإسرائيلية تتجهز لسيناريو يتعلق بإمكانية خروج وباء الكورونا عن السيطرة، رغم أن الإصابات الإسرائيلية في معدلها الحالي تمنح الحكومة فرصة إعداد التصورات عن السيناريو الأسوأ، خاصة في فترة ما بعد الأعياد، وفي ضوء التحدي الذي يفرضه القطاع الحريدي الرافض للالتزام بتعليمات الحكومة والإجراءات الصحية".


وأضاف أمير بوخبوط، الخبير العسكري الإسرائيلي، في تقريره على موقع ويللا الإخباري، ترجمته "عربي21"، أنه "في حالة تسجيل معدلات مرتفعة من الإصابات، فإنها قد تهدد المنظومة الصحية الإسرائيلية بأسرها، ما دفع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي لإعداد خطة طوارئ، تشمل تجهيز جنود الجيش للانخراط في عمليات معالجة المرضى".


وأشار إلى أنه "فيما يواصل كورونا التفشي في كافة أنحاء إسرائيل، فإن الجهات الأمنية تتحضر لتصور خطير يتمثل في ارتفاع غير مسبوق في أعداد الإصابات بالوباء، وهذه الخطة من إعداد مجلس الأمن القومي بالتنسيق مع وزارة الصحة والجيش والمنظمات التطوعية؛ من أجل الزج بالجنود والمتطوعين للعمل كوحدات مساعدة طبية في المستشفيات، ومنها وضع جندي بجانب كل مريض بالكورونا يخضع للتنفس الصناعي".


وأكد أنه "في نقاشات أمنية إسرائيلية مغلقة، يعتقدون أن المعدلات الحالية في المرض تبدو متوقعة، وفي إطار المعقول، ما يسمح للجهات الحكومية؛ الصحية والأمنية، التحضير للتعامل مع السيناريو الأكثر تطرفا؛ خشية ارتفاع دراماتيكي في أعداد المصابين قياسا بالمعطيات القائمة، ما سيمس بصورة سلبية في كيفية التعامل مع هذه الحالات المصابة".


وأوضح أن ذلك يبدأ "بتشخيص المرضى، مرورا بإسعافهم، وصولا لفحصهم النهائي، وانتهاء بانتظار النتيجة النهائية للفحوصات، وتلقي العلاج اللازم، ومثل هذا الوضع الخطير كفيل بانهيار كامل للمنظومة الصحية في إسرائيل، مع العلم أن المعطيات المتوفرة تشير إلى أن متوسط أعداد المفحوصين يوميا يقترب من سبعة آلاف، والهدف هو الحفاظ على هذه المعدلات، وربما التخفيف منها في ظل إجراءات الحد من الحركة والتنقل".


وأضاف أن "مدينة بيني براك الخاصة بالحريديم تعدّ منطقة الذروة للإصابة بالمرض، لكن وزارة الصحة الإسرائيلية تضع يدها على مدن أخرى قد تدخل ضمن حالة الخطر، وانتشار المرض فيها، ورغم أن آليات فحص المرضى الإسرائيليين تتم بالتنسيق مع جهات عالمية، وبالمعايير ذاتها التي تطبقها منظمة الصحة العالمية، لكن التخوف الإسرائيلي يتمثل بفقدان السيطرة في مناطق عديدة من إسرائيل".


وختم بالقول إن "قلقا إسرائيليا آخر مصدره الاحتفالات القادمة بعيد الفصح من خلال اختلاط مجموعات سكانية عديدة من اليهود، والإجازات العائلية، والرحلات التجولية في الغابات والمنتزهات، ما سيتطلب من الجهات الأمنية المكلفة بإنفاذ القانون الاستنفار بكامل طاقتها، من خلال تجنيد أجهزتها الاستخبارية وفرقها العاملة للقيام بالجولات الميدانية".


وأكد أن "التحدي القادم من العائلات الحريدية سيكون مضاعفا؛ لأن الشقق السكنية التي لا تزيد مساحتها على عشرات الأمتار المربعة، يقطن فيها أكثر من تسعة أفراد في المتوسط خلال أيام طويلة، ما يشكل بيئة خصبة لانتشار وباء الكورونا وتفشيه بين الإسرائيليين".