ملفات وتقارير

تعرف على "الجماعات الراديكالية" بالشمال السوري ونشاطها (ملف)

مجموعات راديكالية تحاول مؤخرا عكس صورة معتدلة عنها بظل التطورات الميدانية والمراجعات الفكرية- جيتي

تنشط في الشمال السوري، جماعات مسلحة عدة، تختلف تصنيفاتها وفق نظرة الأطراف المنخرطة بالأزمة السورية، في حين برزت بشكل خاص مجموعات توصف بأنها "متطرفة"، لا سيما بعد أول "هجوم ردايكالي" نفذتها إحداها على قوات تركية مؤخرا.

ويعد الهجوم الذي وقع في 19 من الشهر الجاري، الأول من نوعه لاستهداف مجموعات تصفها تركيا بأنها "راديكالية"، لقواتها في الشمال السوري، وأدى حينها إلى مقتل جنديين تركيين. 

واكتفت تركيا حينها باتهام مجموعات راديكالية بأنها وراء الهجوم، دون أن تسمي فصيلا بعينه.

وبحسب ما رصدته "عربي21"، فإن المجموعات التي اتفقت كل من تركيا وروسيا وأمريكا والنظام السوري وكذلك المعارضة، على أنها مجموعات متطرفة، يجمع أغلبها غرفة عمليات واحدة.

وغرفة العمليات لبعض أبرز المجموعات الراديكالية تسمى "وحرض المؤمنين"، وتضم كلا من: 

- حراس الدين
- جبهة أنصار الدين 
- جبهة أنصار التوحيد 
- جبهة أنصار الإسلام 

بالإضافة إلى هيئة تحرير الشام، التي لم تنضم إلى هذه الغرفة، ولكنها قامت بالتنسيق مع فصائل المعارضة السورية، وتحاول في بياناتها أن تؤكد انفصالها عن المجموعات المرتبطة بالتنظيمات الخارجية مثل القاعدة.

وتعد جميعها من "الجماعات الجهادية" في سوريا كما يطلق عليها، ويتركز عملها في أرياف حلب وإدلب وريف اللاذقية الشمالي وريف حماة.

وأسست غرفة العمليات لهذه المجموعات المسلحة في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2018.

 

اقرأ أيضا: ماذا بعد أول هجوم راديكالي ضد تركيا بسوريا؟ حراس الدين تنفي

وبحسب الناشط السوري أحمد الطيب، في إدلب، فإن نفوذ هذه الجماعات ضئيل مقارنة بتحرير الشام، مؤكدا أن الأخيرة ذاتها باتت أيضا تحظئ بنفوذ أقل في إدلب وحلب مع دخول القوات التركية إلى المنطقة، بسبب حملة النظام السوري الأخيرة التي تهدف للسيطرة على ما تبقى من مناطق تعد المعقل الأخير للمعارضة.

وأكد لـ"عربي21"، أنه لم يكن لها دور بارز مؤخرا في الشمال السوري، مع تقدم النظام في أرياف إدلب وحلب.

وأشار إلى أن ما يجمع هذه الجماعات المسلحة، رفضها للاتفاقيات الدولية في الشمال السوري، لا سيما بين تركيا وروسيا.

وأضاف أن ما يجمعها إيدلوجيتها المشتركة، وفكرها، وتبعية بعضها تنظيميا للقاعدة وقرب بعضها الآخر فكريا من تنظيم الدولة، على خلاف تحرير الشام التي أعلنت فك ارتباكها بالقاعدة ومحاربتها "داعش".

معاداة للاتفاقيات الدولية

وسبق أن جاء في بيان صادر عن غرفة "وحرض المؤمنين، أن "التفاهمات الدولية وإفرازات مؤامراتها، وآخرها اتفاق موسكو، لا تعدو كونها لدغا من الجحر الواحد مرات عديدة، وتقديما للثورة وجهاد أهلها على مذبح المصالح الدولية".

وحذر أمير تنظيم "حراس الدين"، أبو همام الشامي، في كلمة مسجلة، في 7 من الشهر الجاري، من "الانخداع بوعود الدول الضامنة".

وتاليا المجموعات الراديكالية وفق ما رصدته "عربي21":

تحرير الشام

 


أعلن عن تأسيسها في 28 كانون الثاني/ يناير 2017، وأميرها أبو محمد الجولاني.

وحمل الفصيل منذ أول ظهور له مسميات مختلفة، وكان يتبع تنظيميا للقاعدة تحت اسم "جبهة نصرة أهل الشام" أواخر 2011.

وصدر أول بيان عن النصرة بتاريخ 24 كانون الثاني/ يناير 2012، دعت فيه السوريين إلى "حمل السلاح والجهاد ضد النظام السوري". 

وفي 2016، أعلن الجولاني، فك الارتباط بتنظيم القاعدة، وتشكيل فصيل جديد يسمى "جبهة فتح الشام".

وفي 2017، أعلن عن تشكيل "هيئة تحرير الشام" من اندماج "جبهة فتح الشام، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنة، ولواء الحق وحركة نور الدين الزنكي".

 

اقرأ أيضا: بعد مراجعاته الأخيرة.. ما الرسائل التي حملها "الجولاني"؟

ومنذ 2017، قضت تحرير الشام على عشرة فصائل مقاتلة ضد النظام في سوريا، وهي "جبهة ثوار سوريا، وجبهة حق المقاتلة، وجبهة ثبات، ولواء أبو العلمين، واللواء السابع قوات خاصة، وحركة حزم، والفرقة 30، وجيش المجاهدين، وتجمع فاستقم، وكتائب ثوار الشام، إضافة إلى تحجيم "أحرار الشام" وحركة نور الدين الزنكي بعد الخلافات بينهما.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، سلمت تحرير الشام مؤسساتها الخدمية لـ"حكومة الإنقاذ" التي أُعلن عن تشكيلها في الشهر ذاته، والتي اتهمت بتبعيتها للجولاني.

وفي 2018، استطاعت تحرير الشام بسط سيطرتها على أغلب مناطق إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي، إلا أن نفوذها انحسر مع تقدم النظام السوري في أرياف الشمال السوري ودخول تركيا إلى المنطقة لوقف هجوم الأسد.

ولا تعادي تحرير الشام تركيا، ودأبت مؤخرا على مديح دورها في الشمال السوري ضد النظام. إلا أن أنقرة طلب منها وفق اتفاق سوتشي مع روسيا أن تقوم على حل التنظيمات التي تصفها بـ"الإرهابية" وعلى رأسها تحرير الشام.

حراس الدين

 



حراس الدين تشكلت في شباط/ فبراير 2018، من اندماج سبع مجموعات عسكرية عاملة في الشمال السوري.

ويضم التشكيل كلا من مجموعات "جيش الملاحم، جيش الساحل، جيش البادية، سرايا الساحل، سرية كابل، جند الشريعة"، وعناصر منشقة من "جند الأقصى"، ويقودهم القيادي في هيئة تحرير الشام سابقا، أبو همام الشامي الذي انشق عنها بعد نزاعات تنظيمية وفكرية.

ويعد التنظيم أول فصيل عسكري في إدلب رفض الاتفاق الروسي التركي بشأن محافظة إدلب، الموقع في أيلول/ سبتمبر 2018 في سوتشي.

 

اقرأ أيضا: مصدر عسكري: هذه الجهة وراء مقتل التركيين على "M4"

ويضم قيادات في تنظيم "القاعدة" الدولي، تعد أعضاء في مجلس الشورى لحراس الدين، وهم: أبو جليبيب طوباس وأبو خديجة الأردني وسامي العريدي وأبو القسام وأبو عبد الرحمن المكي.

ويتهم تنظيم حراس الدين بأنه وراء هجوم على قوات تركية مؤخرا، أدى إلى مقتل جنديين تركيين، وعادة ما كان ينشر بيانات بقصفه لأماكن تواجد نقاط تركية. إلا أنه لم يصدر أي فتوى ضد تركيا، ولا يعاديها علانية. 

جند الأقصى

 



يتبع الفصيل للسلفية الجهادية، كسائر التنظيمات والفصائل ذات الارتباط السابق بتنظيم القاعدة.

تأسس على يد محمد يوسف العثامنة (أبو عبد العزيز القطري)، أحد قياديي "القاعدة" سابقا، عام 2014.

وقتل زعيم التنظيم في بلدة دير سنبل في ريف إدلب في كانون الثاني/ يناير 2014، واتهم قائد جبهة طثوار سوريا" جمال معروف بتصفيته وميه داخل بئر.

وينتشر "جند الأقصى" في ريف حماة الشمالي، وتحديدا مدينتي مورك وطيبة الإمام.

وفي محافظة إدلب، كان التنظيم يتخذ مدينة سرمين وبلدة النيرب المجاورة مقرا رئيسا له، قبل وصول قوات النظام إليها.

وينشط التنظيم كذلك في بعض بلدات جبل الزاوية التي تتعرض حاليا لحملة عسكرية من النظام السوري.


الاتحاد الإسلامي التركستاني

أعلن عن "الحزب الإسلامي التركستاني" رسميا في سوريا في عام 2014. 

ولطالما لعب الحزب دور رأس الحربة في عمليات لجماعات جهادية مثل عملية السيطرة على مطار أبو الظهور في محافظة إدلب عام 2015، بالاشتراك مع "جبهة النصرة سابقا" (تحرير الشام حاليا) و"جند الأقصى". 

وينشط التنظيم في أرياف محافظتي حماة واللاذقية.

وتنظر الصين بعين القلق إلى وجود هؤلاء المقاتلين في سوريا، وأعلنت حرصها سابقا على منع عودتهم إلى الصين بعد اكتسابهم خبرات قتالية عالية كونهم يشكلون مصدر خطر أمني كبير لبكين، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وأكدت أن الحزب "التركستاني الإسلامي" سجل أول حضور عسكري قوي له في الساحة السورية في عام 2015، وكان القوة الضاربة في عملية السيطرة على مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، ومنها انطلق لتوسيع عملياته، وخاصة باتجاه سهل الغاب، وأخيراً في ريف اللاذقية.

حركة نور الدين الزنكي

 


انفصلت الحركة عن "تحرير الشام"، بعد أن كانت أكبر الفصائل فيها، في 20 تموز/ يوليو 2017، وعزت ذلك إلى "قرار قتال أحرار الشام، وتجاوز دعوات المجلس الشرعي فيها".


وتعد الزنكي من أبرز فصائل محافظة حلب وريفها، وأحد المكونات الأساسية لـ"الجبهة الشامية" سابقا، و"الجبهة الوطنية للتحرير"، وكان لها حضورها في تأسيس "جيش المجاهدين"، لكنها سرعان ما انفكت عنه. وتميزت الزنكي بعدم الاستقرار منذ تأسيسها الأول.

 

وكانت تحرير الشام قد بدأت عملا عسكريا ضد الزنكي، مطلع كانون الثاني/ يناير العام الماضي، تمكنت فيه من السيطرة على جميع مناطقها في الريف الغربي لحلب، وأجبرتها على الخروج إلى منطقة عفرين.


وحلّت الزنكي لاحقا نفسها في صفوف "الجيش الوطني" المعارض في ريف حلب الشمالي، بعد أشهر من انسحابها إلى عفرين جراء العمل العسكري الذي بدأته ضدها "هيئة تحرير الشام".

ونشرت الحركة عبر معرفاتها بيانا، 25 آذار/ مارس العام الماضي، قالت فيه إنها حلت نفسها بالكامل، وشكلت "اللواء الثالث" المنضوي في "فيلق المجد" ضمن "الجيش الوطني" الذي تديره وتدعمه تركيا في ريف حلب الشمالي.

ويقود "فيلق المجد"، الرائد ياسر عبد الرحيم، الذي كان يعمل سابقا في صفوف "فيلق الشام" لتخرج الحركة من عبارة التنظيمات الراديكالية إلى المعتدلة.
وتربطها علاقة جيدة بتركيا وباتت تعد من فصائل المعارضة التي تصفها أنقرة بـ"المعتدلة" وتدعمها.

أنصار التوحيد

 


أعلن تنظيم "أنصار التوحيد" في آذار/ مارس 2018، من مجموعات منشقة عن "جند الأقصى" في مدينة سرمين بإدلب.

وينتهج الفصيل السلفية الجهادية أيضا، ويعد من أبرز الفصائل قربا لتحرير الشام. 

وامتنع عن قتال تنظيم الدولة بشكل كلي، ما أجج الخلاف بينه وبين فصائل "جيش الفتح" أواخر عام 2015.

ويُتهم بتنفيذ عمليات تصفية ضد مقاتلين وقادة في فصائل المعارضة، ويتهم بتبعيته وميوله لتنظيم الدولة. 

جبهة أنصار الدين

 


انشقت عن "تحرير الشام" في شباط/ فبراير 2018، مؤكدة أنها "جماعة مستقلة إداريا وتنظيميا، ولا تتبع لأي جهة سواء كانت داخلية أو خارجية".

 

يجمعها بتحرير الشام فك ارتباطهما بالقاعدة وإعلان نظام الأسد العدو الأوحد، ولكنهما على خلاف تنظيمي من حينها.

جبهة أنصار الإسلام

 


أعلن عن "جبهة أنصار الإسلام" في عام 2014 في دمشق وريفها والقنيطرة، عبر اندماج لواء "أسامة بن زيد" و"العز بن عبد السلام" و"كتيبة العاديات". 

وأعلنت في شباط/ فبراير 2015، تأسيس القطاع الشمالي لها، والواقع في محافظة إدلب، وبعد سيطرة النظام السوري على كامل دمشق وريفها، انتقل التنظيم إلى الشمال السوري.

مصادر:

 

(1)  BBC

(2) Enab Baladi

(3) Almodon

(4)   Jusoor

(5)  BBC