حول العالم

الثوب الفلسطيني يحارب لأجل البقاء ويتصدر المناسبات (شاهد)

يعدّ "التطريز" الذي يملأ الثوب الفلسطيني؛ وهو الاسم الذي يطلق على نوع الخياطة عليه؛ تحديا كبيرا في صناعته- عربي21

يعتبر الثوب التقليدي للنساء الفلسطينيات القلب النابض للتراث الفلسطيني بما يحمله من رسومات تميزه عن بقية الملابس في مختلف الدول، ليمسي رمزا لهذا التراث داخل فلسطين وخارجها حاملا معه هوية هذا الشعب الذي يحاول الحفاظ عليها في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم أن الثوب الفلسطيني شكل تقليدي قديم لرداء المرأة إلا أنه بات اليوم نوعا من "الموضة" العالمية بعد إدخال شكل خياطته على أنواع كثيرة من الأزياء، ولكن الفلسطينيات ما زلن يحافظن على ارتداء الثوب الأصلي في المناسبات المختلفة لقناعتهن أنه جوهر التراث.

ويعدّ "التطريز" الذي يملأ الثوب الفلسطيني؛ وهو الاسم الذي يطلق على نوع الخياطة عليه؛ تحديا كبيرا في صناعته، حيث يتم في معظم الأحيان إنجازه يدويا بينما دخلت الآلة في خياطته ولكنها لم تحل مكان التطريز بالأيدي.

وتوضح مديرة المشغل الفلاحي في جمعية "إنعاش الأسرة" رجاء غزاونة بأن الثوب الفلسطيني ما زالت له قيمة كبيرة لدى الفلسطينيات رغم الحداثة التي دخلت على الأزياء وعلى اللباس التقليدي الفلسطيني بشكل عام.

وتقول لـ"عربي21" بأن "الطلب على الثوب يكون بصورته التقليدية وألوانه ورسوماته القديمة المعروفة منذ سنوات طويلة، وكأن روح التراث تعود للتجدد في عقول وقلوب الفلسطينيين بعدم التخلي عن الشكل الأصلي له".

ورغم محاولة أصحاب المشاغل إدخال ألوان حديثة على الثوب الفلسطيني كالبنفسجي والوردي؛ إلا أن اللون الأحمر التقليدي ما زال هو المطلوب بشكل خاص، حيث تختلف درجة لونه من مدينة لأخرى ولكن الأكثر طلبا هو اللون الأحمر المتوسط الذي يحمل رقم 230 بين درجات الألوان.

وتشير غزاونة إلى أن المتعارف عليه بين من يعرفون بالتطريز أن الثوب الذي يحمل خيوطا باللون الخمري الغامق يعود لقرية بيت دجن في ريف مدينة نابلس، بينما تمتاز أثواب مدينة الخليل باللون الأحمر المائل للبرتقالي، كما أن أثواب مدينة رام الله تحمل اللون الأحمر المتوسط بين الغامق والفاتح.

وتضيف: "الخبير في هذا الشأن هو من يميز بين أصل وحكاية كل ثوب؛ وفي كثير من الأحيان تأتي لنا سيدات وتقول نريد ثوبا فلسطينيا دون أن تعرف ما اللون أو الرسم عليه، ونبدأ بإطلاعها على الاختلاف بين الأثواب فتصبح القصة شغفا لديها بأن تتعرف على هذا التراث".

ولأن الثوب الفلسطيني تتم صناعته يدويا من الألف إلى الياء فمن الممكن أن يستغرق إنجازه قرابة الشهرين، حيث تتعاون عدة سيدات في عملية التطريز فيما بينهن، وتصل تكلفته إلى أكثر من 1600 دولار.

وتوضح غزاونة بأن الثوب الذي تصنعه الآلات الحديثة تكلفته أقل بكثير؛ حيث أنه ينجز بشكل أسرع ولكن يعرف الجميع أن الرسم والتطريز تم من خلال الآلة وهو ما لا تفضله الأغلبية.

وتبين بأن التكلفة العالية للثوب والإعجاب بشكله جعلت الفلسطينيات يتجهن أحيانا إلى استخدام رسوماته وتطريزه على أشكال أخرى للباس مثل الفساتين والحقائب والمحافظ وحتى الأحذية، ولكن ذلك لا يغني عن وجود الثوب الأصلي الذي تفضل السيدات ارتداءه في المناسبات وهو ما حافظت عليه النساء في ريف رام الله والبيرة بشكل كبير متميز .

وتتابع: "يتم عمل الثوب على قماش الجوز الأصلي، وهناك عدة أنواع لغرزة التطريز وأبرزها المصلبة وتسمى بالقطبة الفلاحي، وأيضا هناك قطبة المناجل وتسمى سبلة وقطبة الحبكة، أما الرسومات المستخدمة فكثيرة منها السروة والوردة والشعشبونة والقوار وعرق الدوالي والاونصة والكبريتة والشفرة، وهذه كلها متعارف عليها بين العاملين على خياطة الأثواب".

وتعود سنوات عمل غزاونة في خياطة الأثواب الفلسطينية إلى عام 1993 حين تعينت في جمعية "إنعاش الأسرة" معلمة للخياطة، ثم أصبحت موظفة رسمية فيها، حيث كانت منذ صغرها تحب مشاهدة خالتها وهي تقوم بخياطة الأثواب التقليدية فأحبت ذلك وأصبحت هوايتها.

وتتابع: "أمنيتي أن تعود كل سيدة فلسطينية لارتداء الثوب الفلسطيني والحفاظ عليه في ظل ما نتعرض له من هجمة شرسة ضد الهوية الفلسطينية".

وبحسب المؤرخين فيعود تاريخ الثوب الفلسطيني إلى الحضارة الكنعانية؛ بينما ظهر في الكتب في القرن التاسع عشر وحظي باهتمام الرحالة والمستكشفين، خاصة وأن كل مدينة فلسطينية تمتاز بشكل معين للثوب ولون محدد للتطريز ورسوماته، وكان يعتبر الثوب دلالة على درجة الفقر والغنى ودلالة الزواج من عدمه للسيدة الفلسطينية.

 

 

 

معلقة تشمل جميع أنواع التطريز لأثواب كل المدن الفلسطينية

 

 

التطريز على فستان حديث

 

 

 

التطريز على الوسائد

 

 

التطريز على أغطية طاولات وأثاث