اقتصاد دولي

"بلومبيرغ": تسونامي النفط قد يؤدي إلى انهيار هذه الدول

هبوط الإيرادات النفطية أرهق بعض الدول النفطية والهشة سياسيا مثل فنزويلا وإيران ودفعها نحو نقطة الانهيار- جيتي

نشرت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن كوارث استمرار ما وصفته بـ"تسونامي النفط" في إطار حرب الأسعار بين السعودية وروسيا.


وتوقعت الوكالة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن تؤدي زيادة السعودية إنتاجها من النفط بأحجام قياسية إلى "تسونامي نفطي" يفوق الحد الأقصى لقدرة العالم على التخزين، ويهدد الدول الهشة بالانهيار.


وأعلنت السعودية أنها ستبدأ الشهر المقبل في زيادة إنتاجها النفطي بأحجام قياسية من 12 إلى 13 مليون برميل يوميا، فيما أعربت الإمارات عن عزمها الدفع بأربعة ملايين برميل نفط إلى الأسواق يوميا، وستضيف روسيا 500 ألف برميل يوميا، كما يخطط آخرون في تحالف أوبك+، مثل العراق ونيجيريا، لزيادة الإنتاج.


وقالت بلومبيرغ، إنه "مع تكثيف المنتجين لشحنات النفط في معركة للسيطرة على الأسواق العالمية، بالتزامن مع سحق كورونا للطلب، فمن الممكن أن يتدفق أكثر من مليار برميل إضافي إلى الأسواق العالمية، وهو ما قد يؤدي إلى بلوغ الحد الأقصى لسعة التخزين العالمية، وانهيار أسعار النفط، مع عواقب وخيمة على صناعة النفط والدول المنتجة".


وتنبأت الوكالة الأمريكية، بأن تتحول إمدادات النفط إلى تسونامي، حال استمرت المعركة بين موسكو والرياض، والتي تسببت بالفعل في خسائر فادحة حتى الآن، بعد أن  نزلت أسعار النفط إلى نحو 34 دولارا للبرميل، بنسبة هبوط بلغت 32 بالمئة.

 

اقرأ أيضا: استطلاع: أسعار النفط ستبقى بمستويات منخفضة لأشهر مقبلة

وأكدت بلومبيرغ، أن بلوغ الحد الأقصى للتخزين، واستمرار هبوط الأسعار، سيجبر منتجي النفط الأكثر كلفة، خاصة النفط الصخري، إلى التوقف عن الإنتاج.


وأضافت: "كما سيؤدي هبوط الإيرادات النفطية إلى إرهاق بعض الدول النفطية والهشة سياسيا، مثل فنزويلا وإيران، ودفعها نحو نقطة الانهيار".


ووفقا لحسابات بلومبيرغ، فمن المتوقع أن ترتفع مخزونات النفط العالمية إلى 1.7 مليار برميل هذا العام، بزيادة قدرها ثلاثة أضعاف ما كانت عليه خلال أكبر فائض على الإطلاق سجلته الوكالة الدولية للطاقة، في العام 1998، وتراجعت الأسعار وقتها إلى أقل من 10 دولارات للبرميل.


وأشارت الوكالة الأمريكية، إلى أن تجار النفط يمتلكون حاليا فرصا لتحقيق أرباح هائلة من خلال تخزين النفط، ثم استغلال الفرق بين الأسعار المنخفضة على المدى القصير وارتفاع الأسعار على المدى الطويل.


ولفتت إلى أن شركات تجارية كبرى قامت باستئجار خزانات في كوريا الجنوبية لتخزين النفط بأسعار منخفضة ثم بيعه بعد ارتفاع الأسعار مجددا.


وأردفت: "مع امتلاء الخزانات البرية، اتجهت الشركات بنحو متزايد إلى استئجار الناقلات العملاقة في البحر لتخزين الفائض من إنتاج النفط، وهو ما أدى إلى تضاعف تكلفة تخزين الخام على هذه السفن في الأشهر الثلاثة الماضية".