ملفات وتقارير

أزمة كبيرة تواجه التعليم بالعراق وتحذير من "النجاح التلقائي"

انقطاع الدوام في المدارس والجامعات جاء بسبب تواصل الاحتجاجات- جيتي

يشهد الواقع التعليمي في العراق، أزمة كبيرة بسبب الانقطاعات المتواصلة لدوام المدارس والجامعات، وتحديدا في العاصمة بغداد ومدن وسط وجنوب البلاد، منذ انطلاق الموسم الدراسي الجديد 2019- 2020.


وبعد خمسة أيام فقط من بدء الموسم الجديد في 25 أيلول/ سبتمبر 2019، دخلت البلاد في احتجاجات شعبية، كان فيها طلبة المدارس الثانوية والجامعات الشريان الأساس لاستمراريتها حتى اليوم.


وخلال مدة قليلة قبل امتحانات نصف العام، نجحت محاولات الحكومة والدعوات التي أطلقتها المنظمات في إعادة الدوام وإنهاء حالة الإضراب بالمؤسسات التعليمية والتربية، إلا أنها عادت للتوقف إلى وقت غير معلوم بعد تفشي فيروس كورنا.


"سنة عبور"

 
من جهتها، قالت عضو لجنة التربية في البرلمان العراقي النائبة هدى الجار الله في حديث لـ"عربي21" أن قطاع التعليم يتأثر بشكل مباشر باستمرار التعطيل، لكن نأمل أن تنتهي أزمة كورونا خلال نهاية الشهر.


وأضافت النائبة: "إذا انتهت أزمة كورونا خلال مهلة تمديد العطلة، فإننا نستطيع بعدها تعويض أيام الانقطاع عن الدوام من خلال تأخير العطلة الصيفة وتقليصها إلى شهرين بدلا من ثلاثة أشهر بالنسبة للصفوف غير المنتهية".

 

اقرأ أيضا: استمرار التظاهرات في العراق.. وجرحى بمواجهات مع الأمن

وبحسب عضو لجنة التربية البرلمانية، فإن المشكلة تكمن في المراحل المنتهية والتي لديها امتحانات البكلوريا، لكن هناك رأي بحذف بعض الفصول غير المهمة من المناهج، حتى يحذف على أساسه من الامتحان النهائي".


وبخصوص المعالجات التي يطرحها البعض في أن يكون الموسم الدراسي سنة للعبور، فإن حذرت الجار الله منها، بالقول: "نحن ضد فكرة سنة العبور (اجتياز الطلبة إلى مرحلة أخرى)، وإنما ممكن أن نعتبرها سنة عدم رسوب في بعض المناطق التي يصعب فيها على الطالب الوصول إلى المدرسة".


جدل قائم

 
من جهته، قال علاء عبد الموظف التربوي في إحدى مديريات التربية ببغداد لـ"عربي21" إن "وزارة التربية تأمل في أن تنتهي أزمة كورونا نهاية الشهر الجاري، حتى تستطيع أن تكمل المناهج، مع احتمال تمديد مدة العام الدراسي".


وأشار عبد إلى وجود حالة تذمر شديدة بين الكوادر التعليمية ومديري المدارس لأن تأخر الانقطاع عن الدوام يفاقم أزمة المناهج، مؤكدا أن وزارة التربية تريد أن تكمل المناهج الدراسية حتى لو عن طريق التعليم عن بعد، وأنها ستطلق من أجل ذلك منصة "نيوتن" عبر فضائية العراق التربوية.


وأكد أن ثمة جدل قائم بين وزارة التربية و"خلية الأزمة" المعنية بإصدار القرارات لجميع دوائر الدولة طبقا لتطورات فيروس كورونا، فالأولى تريد اكمال المناهج الدراسية والأخيرة لا يهمها إذا مُدد العام الدراسي إلى فصل الصيف.


ولفت الموظف التربوي إلى أن الصفوف المنتهية "البكالوريا" لا يوجد لها أي حل حتى الآن، والتخوف من نسب المعدلات التي ستفرزها السنة الدراسية الحالية التي شهدت تعثرات كبيرة، لأنها كانت بحكم المتوقفة.


منصة "نيوتن"


وأعلنت وزارة التربية العراقية، اليوم الأحد، أنها تستعد لإطلاق منصة (نيوتن) الإلكترونية لتعويض الطلبة والتلاميذ عما فاتهم من الدروس لإكمال المنهاج الدراسي المقرر للعام الدراسي 2019-2020.


ونقلت صحيفة "الصباح" الرسمية عن المتحدث الرسمي باسم الوزارة حيدر فاروق السعدون، قوله إن "وزارته تعمل على متابعة تعويض الطلبة والعطل الإجبارية التي رافقت عامهم الدراسي وأدت إلى تأخر إكمال المنهاج المقرر للفصلين الأول والثاني، كما عملت على إعداد منصة (نيوتن) الإلكترونية وهي منصة للتعليم الإلكتروني التي سيتم إطلاقها عبر فضائية العراق التربوية بالوزارة".

 

اقرأ أيضا: حزب الله العراقي: أدلة على تورط مسؤولين بقتل سليماني والمهندس

وأضاف أن "المنصة تتضمن محاضرات عدة والتي سيتم بثها عبر التلفزيون التربوي لجميع المراحل الدراسية الابتدائية والمتوسطة والإعدادية وسيقدمها أكفأ الأساتذة بالوزارة بالتنسيق مع المديرية العامة للمناهج".


وتابع السعدون أن "المنصة ستدعم الطلبة عن بعد من خلال تقديم دروس توجيهية للطالب ولعموم المراحل الدراسية"، معتبرا "المشروع خطوة حقيقية لاستخدام التعليم الإلكتروني الرصين واستخدام وسائل الإعلام الرقمي لمواجهة التحديات وتذليل العقبات التي تؤخر سير العملية التعليمية في البلاد".
وأكد أن "اطلاق المشروع يأتي تنفيذا لمقررات خلية الأزمة المركزية في الوزارة"، مشيرا إلى أنه "تم الانتهاء من المراحل النهائية لإطلاق المنصة التعليمية".


وأوضح المتحدث باسم الوزارة أنها "أول منصة تعليمية إلكترونية حكومية في البلاد أعدت تماشيا مع أوضاع الطلبة وما مروا به من ظروف أدت إلى تأخر عامهم الدراسي لظروف خارجة عن إرادة الوزارة، والتي يمكن أن تؤثر سلبا على مستقبلهم الدراسي".