سياسة دولية

ساجد جافيد يخرج عن صمته ويوجه انتقادات لحكومة جونسون

رفض جافيد التعدي على صلاحياته- جيتي

وجه وزير المالية البريطاني المستقيل، ساجد جافيد، وابلا من الانتقادات للحكومة البريطانية، متهما في خطاب شديد اللهجة في البرلمان؛ حزب المحافظين وكبير مستشاري رئيس الوزراء بالتخلي عن مبادئ الحزب.

 

وكان جافيد قد استقال في 13 شباط/ فبراير، بعد اجتماع مطول مع رئيس الوزراء بوريس جونسون، احتجاجا على طلب دومينيك كامينغز، كبير مستشاري جونسون، إقالة جميع مستشاري الوزير والاستعانة بمستشارين يعينهم كامينغز.

 

وفور استقالته، عُُيّن ريشي سوناك (39 عاما) المصرفي السابق والمؤيد لبريكست، خلفا له. وهو من أصول هندية.


ورأى جافيد في خطاب الاستقالة أمام البرلمان، خلال انعقاد الجلسة الأسبوعية لمساءلة الحكومة بحضور جونسون، أن كامينغز يسعى لدمج "10 دواننغ ستريت مع 11 دواننغ ستريت" (رئاسة الحكومة ووزارة المالية)، مشددا على هذا لم يكن ليخدم "المصلحة الوطنية".

وشدد على أن من مهمة مستشاري الوزراء "تقديم الاستشارات فيما الوزراء يقررون، والوزراء يقررون بشأن مستشاريهم".

وكان لافتا أن جافيد كان يتحدث من الصفوف الخلفية للمرة الأولى منذ ثماني سنوات، ما يشير إلى تحوله إلى مواقع الناقدين لقيادة الحزب بحسب العرف البرلماني البريطاني.

 

اقرأ أيضا: استقالة مفاجئة لوزير المالية البريطاني.. ما دوافعها؟

وسبق أن أعلن جافيد في تغريدة أن إجباره على التخلي عن مستشاريه لا يمكن أن يقبل به "وزير يحترم نفسه".

وعاد جافيد للتأكيد أمام البرلمان على أنه كان يحظى بثقة رئيس الوزراء الذي أراد بقاءه في الحكومة، "لكن هذه الشروط ليست مقبولة بالنسبة لي".

وفيما قال جافيد إنه لا يريد توجيه الانتقادات إلى أسماء بعينها، لجأ إلى اللعب بالكلمات للإشارة إلى كامينغز (Cummings)، حيث استخدام عبارة بالإنكليزية تشير إلى الناس الذين يأتون (comings) ويذهبون.

وتقول صحيفة الغارديان إن جافيد كان له موقف متحفظ تجاه وعود حزب المحافظين خلال الحملة الانتخابية بزيادة الإنفاق، كما يصف نفسه بأنه مؤيد للضرائب المنخفضة.

وكان كامينغز قد تولى حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي قبل أن يعينه جونسون كمستشار له. وتولى قيادة الحملة الانتخابية للمحافظين في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، واستطاع تحقيق أغلبية كبيرة للحزب في البرلمان.

ونقلت الصحيفة أن كامينغز يسعى لفرض المزيد من السيطرة على وزارة المالية وخطط الإنفاق والموازنة، وهي من صلاحيات وزير المالية.

وحذر جافيد من نقل "الفاتورة للجيل القادم"، عبر تبني ميزانية تبتعد عن التعهدات بخفض العجز والدين العام، دون زيادة الضرائب.

وقال إنه من القيم الأساسية لحزب المحافظين أنه "لا أحد بعينه أو حتى أي حكومة يمكنه احتكار الأفكار الجيدة".

 

اقرا أيضا: مؤشرات تكشف عدم جدية المحافظين ببريطانيا محاربة "الإسلاموفوبيا"

 

 كوربين

وفي ذات الجلسة البرلمانية، شن زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربين؛ هجوما على جونسون، متهما إياه بالغياب عن لندن خلال أحداث كبيرة.

وأشار كوربين إلى أن جونسون كان يقضي إجازة في إحدى جزر الكاريبي بعد اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الشهر الماضي، وأنه آثار الإقامة في أحد القصور خارج لندن ولم يتفقد المناطق التي ضربتها الفيضانات في بريطانيا مؤخرا. وتساءل كوربين إن كان جونسون يظهر فقط خلال الفترة الانتخابية.