ملفات وتقارير

تعنت "حفتر" يهدد مسار جنيف.. وينذر بانهيار "وقف النار"

حفتر يواصل خرق وقف إطلاق النار غرب ليبيا- جيتي

تستعد البعثة الأممية لتنظيم اللقاء الثاني في جنيف للجنة الليبية المشتركة "5+5"، وحددت يوم الثامن عشر من الشهر الجاري موعدا لعقده، في حين يواصل اللواء المتقاعد خليفة حفتر خرقه لوقف إطلاق النار الهش في ليبيا، رافضا التوقيع رسميا عليه، ما يهدد بإفشال مسار عمل اللجنة التي انبثقت عن مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية.


وانتهى الاجتماع الأول بين اللجنة المشتركة في جنيف السبت الماضي، دون إحراز أي تقدم في المباحثات بين أعضاء اللجنة، التي شكلت مناصفة من ضباط يتبعون لحفتر وحكومة الوفاق.

 

وبمبادرة تركية ـ روسية، بدأ في 12 كانون الثاني/ يناير 2019، وقف لإطلاق النار بين حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، وقوات حفتر، الذي ينازع الحكومة على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.

 

وبوتيرة يومية، تخرق قوات حفتر وقف إطلاق النار بشن هجمات على طرابلس (غرب)، مقر حكومة الوفاق، ضمن عملية عسكرية مستمرة منذ 4 نيسان/ أبريل الماضي، للسيطرة على العاصمة.


آمر غرفة العمليات الميدانية بعملية "بركان الغضب" ورئيس لجنة 5+5 اللواء أحمد أبو شحمة، قال في تصريحات سابقة تابعتها "عربي21"، إن اللجنة تفاوضت مع البعثة الأممية خلال محادثات الجولة الأولى من اللجنة العسكرية بشأن وقف إطلاق النار في كامل التراب الليبي، ولكن بسبب إصرار الطرف الآخر (حفتر) لم نوافق ولم نوقع على أي اتفاق.


الخبير العسكري، عادل عبد الكافي قال إن مسار جنيف محكوم عليه بالفشل، بدليل أنه لم يفض إلى نتائج ملموسة على الأرض حتى اللحظة.

 

اقرأ أيضا: مجلس الأمن يطالب حفتر بالتزام وقف إطلاق النار بليبيا

وقال في حديث خاص لـ"عربي21"، إن المعطيات لنجاح أي مسار حول الأزمة الليبية، يتوقف على التوقيع من جميع الأطراف على وقف إطلاق النار، لفتح المجال أمام المسارات الأخرى الميدانية والسياسية، إلا أن حفتر  لم يوقع حتى الآن، وهو مستمر في عملياته على الوتيرة نفسها، وفي كل المحاور، فضلا عن فتحه محور مدينة سرت بعد إعلان وقف إطلاق النار، ما يعني أنه غير جاد في التوقيع.

 

ولفت إلى أن تعنت حفتر، ورفضه التوقيع يعني أنه مستمر في استراتيجيته المعلنة للسيطرة على العاصمة.


وعن أسباب رفض حفتر للتوقيع شدد عبد الكافي، على أن "عدم وجود عصا دولية لوقف تغول حفتر يدفعه لعدم الاستجابة لوقف نزيف الدم في ليبيا، عبر مواصلته عملياته العسكرية".


واستدرك: "تقاطع المصالح الدولية في ليبيا يدفع نحو استمرار الوضع الراهن، ويبقي على الحرب الأهلية مستعرة بين أبناء الوطن الواحد، وهذا ما يركن إليه حفتر ويستفيد منه، إضافة إلى ذلك، فإن الدول التي تدعم حفتر لن تتراجع عن مشروع الفوضى في ليبيا، الذي يقوده وكيلها المحلي حفتر".


اقرأ أيضا: هل تنجح اجتماعات لجنة ليبيا العسكرية في الوصول لتفاهمات؟

وتابع: "خليفة حفتر يخشى التوقيع على أي اتفاق، لأن ضمن بنوده فرض عقوبات على الطرف الذي ينقضه، ولذلك هو لن يذهب إلى التوقيع حتى لا يتم ملاحقته وتسليط سيف العقوبات الدولية على رقبته".

وكانت اجتماعات لجنة 5+5 انطلقت تحت رعاية الأمم المتحدة، وبمشاركة 5 من كبار الضباط ممثلين عن حكومة الوفاق الوطني و5 من كبار الضباط ممثلين عن قوات حفتر، لمناقشة وقف إطلاق النار وتثبيته ووضع آلية لمراقبته.


يُشار إلى أن مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا، الذي عُقِد الشهر الماضي، أوصى بعقد محادثات اللجنة 5 لتثبيت وقف إطلاق النار في ليبيا.