صحافة دولية

MEE: كيف تباينت ردود فعل يهود أمريكا من خطة ترامب؟

ميدل إيست آي: ردود فعل متباينة من اليهود الأمريكيين بخصوص خطة ترامب- جيتي

نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالا للكاتب ريتشارد سلفرستين، يقول فيه إنه في الوقت الذي كان فيه هناك رفض لخطة الرئيس دونالد ترامب "صفقة القرن" في الدوائر السياسية كلها تقريبا، بعد أن كشف عنها الأسبوع الماضي، إلا أن رد فعل المجموعات اليهودية في أمريكا كان متضاربا وصامتا. 

 

ويشير سلفرستين في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن بيانات المجموعات تتراوح من اليمين إلى اليسار، فتحدثت منظمة "إيباك" إيجابيا عن جهود إدارة ترامب "للعمل بالتشاور مع زعماء الحزبين الإسرائيليين الكبيرين لطرح الأفكار لحل الصراع بطريقة تعترف بالاحتياجات الأمنية الضرورية لحليفنا"، وحثت الفلسطينيين "للانضمام إلى الإسرائيليين على طاولة المفاوضات".

 

ويعلق الكاتب قائلا إن "هذا يتماشى مع طبيعة هذه المنظمة التي تضغط لأجل المصالح الإسرائيلية، للاعتراف بمدى تماشي الخطة مع المصالح الإسرائيلية، في الوقت الذي تفتقر فيه إلى أي إشارة للمصالح الفلسطينية".

 

ويقول سلفرستين: "أما التحالف اليهودي الجمهوري، المؤلف من التجار الأثرياء الموالين لإسرائيل ومليارديرات من وول ستريت، فكان مديحهم أكبر، فقالوا عن الخطة إنها (مقترح دقيق وجريء ومتجذر في صلب القيم الأمريكية من حرية ومنح الفرصة والأمل في المستقبل)".

 

ويضيف الكاتب: "إذا لم تكن تعرف ذلك جيدا، ستعتقد أن الخطة التي وضعها زوج ابنة ترامب هي عبارة عن لوحة ماغنا كارتا وإعلان الاستقلال في إصدار واحد".

 

ويلفت سلفرستين إلى أن "أعضاء الكونغرس اليهود، ومعظمهم من الديمقراطيين، وهم مرتبطون بشكل وثيق مع اللوبي الإسرائيلي، كان رد فعلهم يفتقر إلى الجرأة، فكانوا معتدلين في مدحهم للخطة، وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية إليوت إنجيل: (أحد التعابير التي أحب دائما أن أستخدمها هي: إن الشيطان يكمن في التفاصيل، رأيت المقترح لكن لم أدرسه بعمق، إلا أن هناك مجالا للأمل فيه)".

 

وينوه الكاتب إلى أن تيد ديوتش، وهو عضو كونغرس يهودي مقرب من اللوبي، علق بشكل إيجابي أيضا، قائلا إن صفقة ترامب "تبدو أنها تحافظ على إمكانية حل الدولتين.. وأعتقد وآمل أن يستمر الحديث وأن يؤدي إلى المفاوضات بين الأطراف".

 

ويجد سلفرستين أن "الغريب أن زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك تشومر لم يقدم رأيه أبدا بشأن خطة ترامب عندما علق عليها، لكنه فقط كرر دعمه لحل الدولتين، دون التعليق على محتوى الصفقة، وهو ما أطلق عليه تصريحا دون تصريح".

 

ويرى الكاتب أن "ما هو غريب بالنسبة لردود الفعل هذه هو أن الديمقراطيين قاموا حديثا بتوجيه تهم للرئيس، لكن كبار الديمقراطيين اليهود يتحدثون بشكل إيجابي عن خطة سلام تم شجبها من الجميع تقريبا، من مرشحي الرئاسة الديمقراطيين إلى الصحيفة الإسرائيلية الليبرالية الرائدة (هآرتس)".

 

ويقول سلفرستين: "قد لا يأبه السياسيون لرأي المجتمع اليهودي في أمريكا بخصوص الخطة، فكشف استطلاع قامت به منظمة (جاي ستريت) اليهودية على الناخبين المتوقع أن يشاركوا في الانتخابات الأولية للحزب الجمهوري، أن شعبية نتنياهو بينهم 12% فقط، في الوقت الذي وجد فيه استطلاع قامت به اللجنة الأمريكية اليهودية على اليهود الأمريكيين أن 59% يرفضون الطريقة التي بتعامل بها ترامب مع العلاقات الأمريكية الإسرائيلية".  

 

ويستدرك الكاتب قائلا إن "الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل لا يعتمدون على الناخب اليهودي العادي، لكن على اللوبي الإسرائيلي والمتبرعين الأثرياء المرتبطين به لتمويل حملاتهم، وليس هناك أي توضيح منطقي آخر لأي منهم حتى يعبر عن دعمه، وإن كان ذلك بشكل متواضع، لمقترح سيئ كهذا من رئيس جمهوري وجهت إليه تهم".

 

وينوه سلفرستين إلى أن "هذا التصريح الجبان صدر عن اتحاد اليهودية الإصلاحية: (نشيد بالجهود كلها لتحقيق السلام، ونعتقد قطعا بأن إسرائيل آمنة تعيش جنبا إلى جنب مع دولة فلسطينية قابلة للعيش يخدم مصلحة السياسة الخارجية الأمريكية، وطبعا مستقبل إسرائيل بصفتها دولة يهودية وديمقراطية)". 

 

ويشير الكاتب إلى أن التصريح ذهب إلى التعبير عن "القلق" بسبب وعد نتنياهو "بتطبيق القانون الإسرائيلي من طرف واحد في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ووادي الأردن المقترح للمرحلة النهائية من خطة ترامب"، واصفا التحرك بأنه "خطير على مستقبل إسرائيل والاستقرار والسلام في المنطقة". 

 

ويفيد سلفرستين بأنه في الوقت ذاته انتقدت عدة مجموعات تتراوح بين الوسط واليسار الصفقة بشكل كامل، فوصفتها منظمة "جاي ستريت"، الصهيونية الليبرالية والمرتبطة بشكل وثيق بالحزب الديمقراطي، بأنها "الذروة المنطقية لخطوات مخادعة اتخذتها الإدارة الحالية لإضفاء الشرعية على أجندة اليمين الإسرائيلي، ولمنع تحقيق حل الدولتين، وللتأكد من أن احتلال إسرائيل غير القانوني للضفة الغربية يصبح دائما".  

 

ويلفت الكاتب إلى أن هذه المنظمة سعت لاستخدام هذه المناسبة للحصول على تأييد أكبر وأطلقت هاشتاغ #peacesham (السلام الزائف)، مشيرا إلى أن منظمة Jewish Voice for Peace، وهي أكبر تجمع تقدمي في أمريكا، فكانت أكثر حدة، وسمت الخطة "خطة الأبارتايد"، ووصفتها بأنها "حيلة للفت الأنظار عن اثنين من دعاة الحرب، يقدمان حملتيهما الانتخابيتين على أي مظهر من مظاهر الكفاءة السياسية".

 

ويقول سلفرستين إن المرشح الرئاسي اليهودي، بيرني ساندرز، يبدو أنه متردد في خلط ردة فعله مع حملته الانتخابية، التي تبدو متقدمة في المؤتمر الحزبي في آيوا، فأصدر مكتبه في مجلس الشيوخ البيان الآتي: "يجب على أي خطة سلام مقبولة أن تكون متسقة مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي المتعددة، ويجب أن تنهي الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، وتمكن الفلسطينيين من تقرير مصيرهم في دولتهم الديمقراطية المستقلة القادرة على العيش اقتصاديا بجانب دولة إسرائيل الديمقراطية الآمنة، وما يسمى بخطة ترامب لا يقترب من تحقيق ذلك، ولن يخدم إلا في استمرار الصراع".

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه "مقارنة بشجبه المدوي لـ(أصحاب المليارات)، فإن هذا الرد متحفظ جدا بالنسبة لساندرز، وقد يعكس اعتقاده بأن المقاربة التقدمية للقضية الإسرائيلية الفلسطينية لن تجد لها صدى لدى ناخبيه، كما تجد التحليلات الاقتصادية المبنية على الطبقات، لكنه على الأقل قال أكثر من تشومر".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)