صحافة دولية

لوس أنجلوس تايمز: إيران سجلت أولى نقاطها بوجه أمريكا بالعراق

لوس أنجلوس تايمز: تصويت البرلمان العراقي على طرد القوات الأمريكية هو انتصار حقيقي لإيران- جيتي

نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" مقالا للباحث في مجموعة "راند" بن كونابل، يصف فيه قرار البرلمان العراقي يوم الأحد، الداعي لإخراج القوات الأمريكية من العراق، بأنه انتصار إيراني حقيقي. 

 

ويبدأ كونابل مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بالقول: "دون أن تطلق رصاصة، قامت إيران على ما يبدو بتنفيذ انتقام مدمر ضد قتل الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني، فقد صوت أعضاء البرلمان الموالون لإيران، الذين استخدموا الوسائل الديمقراطية، على طرد الجنود الأمريكيين من العراق، وبهذه الطريقة قد تكون إيران قد فازت في معركة التأثير في العراق". 

 

ويرى الباحث أنه "تم توجيه الإهانة الاستراتيجية ليس من خلال الصواريخ أو الأحزمة الناسفة، لكن عبر التصويت الشرعي في ديمقراطية بنتها الولايات المتحدة". 

 

ويقول كونابل: "لو افترضنا قيام رئيس الوزراء العراقي بالتوقيع على القانون -مع أن هناك فرصا لعدم توقيعه عليه- فإنه يجب على القوات الأمريكية الخروج، وينص (اتفاق الإطار الاستراتيجي)، الذي حدد الوجود العسكري الأمريكي في العراق، بشكل واضح على أن (وجود القوات الأمريكية المؤقت في العراق جاء بناء على دعوة من حكومة العراق السيادية مع احترام سيادته الكاملة)، وسيرى العراقيون على أكبر احتمال أن الولايات المتحدة قامت بخرق السيادة العراقية عندما قتلت سليماني وعددا آخر في بغداد، بينهم مواطنون عراقيون، مهما كانت خطورتهم".

ويرى الكاتب أن "ردة الفعل ستكون لها أبعاد خطيرة على المصالح الأمريكية الاستراتيجية، ودون قوات على الأرض وطائرات في الجو فلن تكون أمريكا قادرة على الضرب مباشرة واستهداف مواقع تنظيم الدولة، وربما اضطرت قيادة قوات المهام المشتركة، التي تعمل الآن من بغداد وتدير العمليات ضد تنظيم الدولة، للانتقال من العاصمة العراقية، وستتعرض العمليات في سوريا التي تعتمد على العراق للضعف، وربما تم إغلاق القواعد العسكرية، تاركة الدول الأوروبية الحليفة والمتعهدين الأمنيين بلا أي خيار سوى مغادرة العراق". 

 

اقرأ أيضا : عبد المهدي يدعو سفير واشنطن للعمل المشترك لتنفيذ الانسحاب

 

ويقول كونابل: "حتى يرفض العراقيون الوجود الإيراني بشكل كامل، وهو سيناريو غير متوقع، فإنه يجب على الولايات المتحدة اعتبار أنها فقدت العراق لصالح إيران، ومن هنا فإن ما يطلق عليه الهلال الشيعي الممتد من إيران عبر العراق وإلى الشرق والبحر المتوسط أصبح حقيقة، وتستطيع إيران الحفاظ على تأثيرها في العراق، وكسبت الممر البري والهلال". 

 

ويجد الباحث أنه "إذا تم إخراج الجنود الأمريكيين فإن الجنود العراقيين سيخسرون حليفهم الأكثر قدرة والأكثر فعالية، وستجد القوات العراقية، التي تخوض الحرب ضد تنظيم الدولة، نفسها في وضع صعب، وسيختفي المستشارون الأمريكيون الذين يقدمون الدعم اللوجيستي والاستشارة، ولن تجد قوات مكافحة الإرهاب العراقية التي تعتمد على الأمريكيين الدعم الذي تريده".

 

ويرجح كونابل أن "يتوقف برنامج دعم العمليات ضد تنظيم الدولة، المعروف باسم درّب وسلّح وموّل، فسيخرج الأمريكيون الذين يوزعون الأسلحة من البلد، وسيتوقف الدعم الأمريكي للمدنيين الذين يعانون من آثار الحروب الأخيرة". 

 

ويتساءل الكاتب عن الطريقة التي أوصلت الجميع إلى هذه المرحلة، وكيف وقعت أمريكا في المصيدة الإيرانية، قائلا إن "السبب على ما يبدو هو أن أمريكا ليست لديها استراتيجية طويلة الأمد في العراق، فإطار التعاون الأمريكي الموقع عام 2008 كان مهتزا منذ البداية".

 

ويلفت كونابل إلى أن "أمريكا ستجد نفسها أمام خيارين عمليين، الأول هو قيام الرئيس ترامب بانتهاز فرصة الطرد وتخفيض عدد القوات والتورط الأمريكي في الخارج، ما يعني إلقاء العراق في أحضان إيران، التي ستنشر الفوضى فيه، ما يدفع العراقيين إلى طردها، أما الخيار الثاني فهو الاتفاق على معاهدة جديدة مع العراق، فإذا تمكنت الولايات المتحدة من الحفاظ على منصب مستشار فإنه يمكن لها الحفاظ على موقعها لمواصلة العمليات ضد تنظيم الدولة، وهذا كله في صالح العراق، ويمكن التفاوض عليه لو منح الدبلوماسيون الأمريكيون الفرصة للتفاوض".

 

ويختم الباحث مقاله بالقول إن "الحاجة لإعادة النظر في العلاقات الأمريكية العراقية واتفاق الإطار الاستراتيجي كانت ضرورية قبل بداية الأزمة، ولو استطاع صناع السياسة والدبلوماسيون الأمريكيون التوصل لاتفاق يحدد العلاقة بين البلدين فإن هذا سيكون انتصارا على إيران، ويؤكد السيادة العراقية، ويطبع العلاقات التي لم تكن طبيعية ولفترة طويلة".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)