صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: سلوكنا تجاه حماس يعني أننا لا نفهم إلا لغة القوة

نتنياهو أثناء تعهده بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة - جيتي

قال كاتب إسرائيلي إن "السياسة الإسرائيلية الحالية تكافئ من يطلق عليها الصواريخ، ويخطط ضدها لتنفيذ الهجمات المسلحة، في حين أن من يسعى لتحقيق السلام معها تعاقبه، وتضغط عليه، ما يعني أنه كلما أطلقت حماس المزيد من الصواريخ، حصلت على مقابل أكثر، وهو ما تقوم به حكومة اليمين الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت، ويذهبان باتجاه المزيد من إضعاف السلطة الفلسطينية". 


وأضاف آفي يسسخاروف الخبير الإسرائيلي في الشئون الفلسطينية في تقريره على موقع ويللا، ترجمته "عربي21"، أن "الثنائي نتنياهو-بينيت يدعمان المزيد من استمرار سلطة حماس في قطاع غزة من خلال اتفاق التهدئة المستقبلي، وليس هناك من أي تفسير لذلك سوى خشية إسرائيل من رد حماس القادم". 

 

وأشار إلى أنه "بهدوء تدريجي، ورغم أنف إسرائيل، تقفز الحكومة الحالية الخامسة لنتنياهو بخطوة تاريخية، لا أقل من ذلك، لإيجاد واقع أمني يسفر عن دولتين: الأولى في قطاع غزة تحت سيطرة حماس، والثانية في المناطق المتناثرة بين النهر والبحر تحت السلطة الإسرائيلية، بما تشمله من مناطق الضفة الغربية، تحت الاحتلال الإسرائيلي".

 

وأكد أن "اتفاق التسوية مع حماس مقابل فرض العقوبات على السلطة كفيل بتدفيع إسرائيل أثمانا باهظة، إن لم يكن قريبا، فإن الفترة القادمة ستكشف حجم الخسارة التي تنتظرنا، رغم أن هذه الخطوات تكشف الهدف القادم لنتنياهو-بينيت بإضعاف السلطة، وصولا لتفكيكها، بالتزامن مع مسلسل تهويدي للضفة الغربية، مقابل منح حماس استقرارا أمنيا في القطاع، مع أنه التنظيم ذاته الذي يدعو للقضاء على إسرائيل".

 

وأوضح أنه "بكلمات أكثر بساطة، فإن إسرائيل تعاقب من يدعو للسلام معها، وتفعل الكثير لإعطاء مكافآت لمن يطلق عليها الصواريخ، ويدعو للجهاد ضدها، من خلال إدخال الأموال القطرية والتسهيلات الإنسانية، وفي الوقت ذاته تقرر إسرائيل فرض تقليصات مالية جديدة على السلطة الفلسطينية". 

 

وطرح الكاتب هذا السؤال: "لماذا لا تقلص إسرائيل الأموال القطرية التي تذهب لحماس في غزة، كما تقوم بذلك مع السلطة؟ الجواب واضح أن إسرائيل تخشى من رد فعل حماس، وهو دليل جديد على مزاعمها بأن اليهود لا يفهمون سوى لغة القوة، وهذا أساس المشكلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فربما تنعم إسرائيل بهدوء أمني في الجبهة الجنوبية لعدة أسابيع، وربما عدة أشهر". 

 

وأكد أن "ما تقوم به إسرائيل تجاه حماس درس سيفهمه كل شاب فلسطيني في غزة مفاده أن الطريق الذي تخطه حماس عبر إطلاق الصواريخ والمظاهرات الشعبية والعمليات تؤتي أكلها أكثر من طريق السلطة الفلسطينية، التي ما زالت تحافظ على التنسيق الأمني مع إسرائيل، وتساعدها بمنع وقوع المزيد من الهجمات المسلحة". 

 

وختم بالقول إن "نتنياهو يتخلى عن شعاره القديم زمن ياسر عرفات حين كان يعلن "إن يعطوا يأخذوا"، وبات شعاره الجديد أمام حماس "إن أطلقوا الصواريخ، وفجروا، وقتلوا المزيد من الإسرائيليين، سيحصلون على المقابل، وأمام السلطة فإن شعاره "إذا تعاونوا معنا أمنيا، وساعدونا في إنقاذ حياة الإسرائيليين، فسوف نعاقبهم!".